الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من بداية الأزمة حتى هدنة العيد.. ماذا فعلت الجامعة العربية لوقف الاقتتال في السودان؟

جامعة الدول العربية
جامعة الدول العربية

حرب ضروس، واشتباكات مسلحة، وعمليات كر وفر لم تتوقف، وجهود عربية وإقليمية ودولية لفترات هدنة انسانية –تخرق جميعها- حفاظا على الأرواح.. تلك هى الأوضاع في السودان بعد تفاقم الأزمة في 15 أبريل الجاري، واندلاع مواجهات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.

وبعد مرور 8 أيام على بداية القتال في السودان، بين قوات الجيش السوداني، بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة الفريق حميدتي، لم تتوقف الجهود العربية والإقليمية والعالمية لوقف تلك الحرب وانهاء الاشتباكات والمطالبة بهدنة من أجل وقف الاقتتال، وإنهاء معاناة المدنيين داخل السودان ، للحفاظ على وحدة الشعب السوداني حقن دماءه.

أبوالغيط يدين اللجوء للسلاح في السودان 

ومنذ اللحظة الأولى لاندلاع الاشتباكات كانت الجامعة العربية، حاضرة وبقوة لوقف التصعيد في بين أطراف الأزمة السودانية، وصدور أول بيان للأمين العام لجامعة الدول العربية بعد تفاقم الأوضاع معربا فيه عن عميق القلق والانزعاج ازاء العمليات القتالية الدائرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومناطق اخري؛ ومعرباً عن صدمته وشجبه للجوء الي السلاح والاقتتال بين الاخوة بهذا الشكل وفي نهار شهر رمضان الكريم.  

وشدد الأمين العام للجامعة على مسؤولية الاطراف المتحاربة في الحفاظ على أمن وسلامة المدنيين السودانيين في مناطق الاقتتال وعموم البلاد، وعلي ضرورة وقف التصعيد وحقن الدماء بشكل فوري. 

اجتماع طارئ لمجلس الجامعة العربية 

وبعد اندلاع المواجهات بساعات أعلنت الجامعة العربية عقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين لبحث الوضع في السودان بناء على طلب من جمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، والذي عقد الأحد الماضي في ثاني أيام الأزمة السودانية، أعرب فيه المندوبون الدائمون عن الأسف الشديد لسقوط ضحايا خلال الاشتباكات مطالبين بضرورة الوقف الفوري لكافة الاشتباكات المسلحة حقناً للدماء وحفاظاًعلى أمن وسلامة المدنيين ومقدرات الشعب السوداني، ووحدة السودان  وسيادته.

اجتماع مجلس الجامعة العربية 

وطالب اجتماع مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بأهمية العودة السريعة إلى المسار السلمي لحل الأزمة السودانية والتأسيس لمرحلة جديدة تلبي طموحات وتطلعات الشعب السوداني الشقيق، وتسهم في تعزيز الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي، والتحذير من خطورة التصعيد العنيف الذي تشهده جمهورية السودان، وما يصاحب ذلك من تداعيات خطيرة يصعب تحديد نطاقها داخلياً وإقليمياً.

عمل عربي مشترك لإنهاء الأزمة السودانية

وشدد البيان الختامي لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين على  استعداد جامعة الدول العربية لبذل كافة المساعي من أجل معاونة جمهورية السودان على إنهاء هذه الأزمة بشكل قابل لللاستدامة، وبما يتسق مع مصلحة الشعب السوداني، والعمل على المتابعة الحثيثة بشكل مستمر  لتطورات الأزمة وتكثيف الاتصالات العربية، والدعوة لابقاء المجلس في انعقاد داىم لمتابعة تطورات الاوضاع في السودان، ودعوة مجموعة السفراء العرب الموجودين في الخرطوم للتنسيق فيما بينهم والتواصل المستمر مع الاطراف والمكونات.

اتصالات مكثفة لـ أبوالغيط محاولة لإنهاء الأزمة 

الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط 

ومنذ بداية الأزمة أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط مجموعة من الاتصالات عالية المستوى، بحثاً عن سبل لوقف التصعيد العسكري الحالي ولاستعادة الحوار بين الأطراف في السودان.

حيث  أجرى أبوالغيط اتصال هاتفي بـ انطونيو جوتيريش السكرتير العام للأمم المتحدة، لتبادل وجهات النظر حول مستجدات الموقف في السودان، وأبلغه بموقف مجلس الجامعة العربية من ضرورة وقف التصعيد ووقف اطلاق النار واستعادة الهدوء الي السودان في اسرع وقت، مشيرا إلى استعداده للعمل مع الأمم المتحدة لتحقيق وقف فوري للاشتباكات المسلحة وحقن الدماء، والحيلولة دون المزيد من تدهور الأوضاع.

أبو الغيط لـ حمدوك: الخروج من الأزمة يقتضي إعلاء مصلحة البلاد 

كما أجرى الأمين العام لجامعة الدول العربية اتصالات بـ رئيس وزراء السودان السابق عبد الله حمدوك، تبادلا خلاله وجهات النظر حول الأزمة الجارية وسُبل وقف المواجهات العسكرية، وأكد على اقتناعه بأن الخروج من الأزمة الخطيرة التي تمر بها البلاد يتطلب من كافة مكونات الطيف السياسي، من المدنيين أو العسكريين، التكاتف والعمل معاً، وأن المرحلة الدقيقة الحالية تقتضي إعلاء المصلحة العامة للبلاد، والترفع فوق المكاسب السياسية الضيقة، متفقا معه على أولوية وقف التصعيد والوقف الفوري للاشتباكات المُسلحة وضمان أمن السكان المدنيين واستعادة الهدوء، مع التأكيد على أن كافة المُشكلات يُمكن معالجتها من خلال الحوار.

أبوالغيط يجري اتصالا برئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي 

وفي سبيل حل الأزمة أجرى أبوالغيط اتصالات هاتفيا مع رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي، في ظل ما يجمع الجامعة العربية والاتحاد الافريقي وما لديهما تاريخ طويل من العمل المشترك والتنسيق، فيما يخص السودان وغيرها من القضايا ذات الاهتمام للمنظمتين.

اجتماع دولي حول الأوضاع في السودان 

و ناقش الاتصال ما يمكن عمله بالتنسيق بين المنظمتين الإقليميتين للوصول الي وقف للتصعيد واستعادة الهدوء في السودان، ورحب فيه بالهدنة الإنسانية التي أعلن عنها لمدة 24 ساعة، مُعتبراً أنها ضرورية وتُمثل خطوة هامة لإعطاء الفرصة للسكان المدنيين والمرضى لالتقاط الأنفاس، والتعامل مع الحالات الإنسانية الطارئة، ومعربا عن أمله في التزام كافة الأطراف بوقف إطلاق النار، وفي البناء على هذه الخطوة، وتمديد الهدنة الإنسانية. 

نداء انساني من أبوالغيط للأطراف السودانية

وما قرب عيد الفطر وجه الأمين العام لجامعة الدول العربية نداء انساني لأطراف الأزمة في السودان لوقف اطلاق النار في أيام العيد وبما يسمح للسكان بالتقاط الأنفاس وبالتعامل مع الحالات الإنسانية الحرجة والعاجلة.

وقال أبوالغيط في رسالته: إنه من دواعي الحزن الشديدأن يحل عيدُ الفطر المبارك على أهلنا في السودان، وهم مروعون في بيوتهم، خائفون على حياتهم، وفيهم المريض والطفل والمُسن، بينما يتواصل القتال في المدن والشوارع، ويتطاير الرصاصُ وتتساقط القذائف على نحوٍ يؤدي إلى سقوط الضحايا من المدنيين، أو إلى زيادة معاناة السكان لما يفوق الاحتمال.

وتابع الأمين العام للجامعة العربية: إنني أناشد الأخوة في السودان في القوات المسلحة والدعم السريع بل وأستحلفهم باسم العروبة والإسلام والإنسانية أن يُعلنوا وقفاً لإطلاق النار في أيام العيد وبما يسمح للسكان بالتقاط الأنفاس وبالتعامل مع الحالات الإنسانية الحرجة والعاجلة.

لقد تلقيتُ مناشدات عدة خلال الساعات الماضية من أهلنا في السودان ومن عرب يقيمون هناك يعانون أوضاعاً إنسانية ضاغطة وخطيرة وإنني أنقل هذه المناشدات الإنسانية وأضعها أمام نظر الأطراف المتقاتلة.. مُذكراً إياهم بأن للشهر الفضيل حُرمة.. وأن للصائم فرحتين.. احداهما يوم يُفطر.. فلا تجعلوا العيد وقت حزن لأهل السودان.. بل لتكن أيام العيد هدنة يتوقف فيها إطلاق النار من الطرفين، على نحو شامل وكامل.. وبما يسمح للناس بالتزود بالطعام.. وللمرضى بالحصول على الدواء.

واختتم أبوالغيط رسالته بأنها نداء إنساني خالص لا صلة لها بالموقف السياسي من الأزمة ولا بمسئولية أي طرف عن اندلاعها واستمرارها، الأولوية الآن هي لأهل السودان للمدنيين من النساء والأطفال الذين يجدون أنفسهم في موقف لم يتسببوا فيه، وإنما يتحملون أوزاره.

ترحب باتفاق وقف اطلاق النار خلال العيد 

وبمجرد الإعلان عن موافقة الأطراف عن قبول الهدنة ووقف إطلاق النار خلال العيد، أعرب ابوالغيط عن ترحيبه بإعلان القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع وقف اطلاق النار خلال ايام عيد الفطر المبارك.

وصرح جمال رشدي المتحدث الرسمي بإسم الامين العام ان اتفاق وقف اطلاق النار سيتيح الفرصة لاستعادة الهدوء، وبما يسمح للمدنيين بالحصول على الاحتياجات الاساسية وفتح الممرات الانسانية للتعامل مع الحالات الانسانية الحرجة وتمكين المستشفيات من العمل، مشيرا إلى النداء الانساني الذي كان قد اطلقه السيد الامين العام يوم ١٩ ابريل الجاري وناشد فيه طرفي النزاع بوقف اطلاق النار خلال ايام العيد.