الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منتج سوداني: فريق عمل وداعًا جوليا تحت القصف في الخرطوم

صدى البلد

استضافت "كايرو فيلم فاكتوري" مساء الأربعاء ٢٦ أبريل المخرج والمنتج السوداني أمجد أبو العلاء، في لقاء بعنوان "المخرج وفريق العمل". 


تضمن اللقاء نقاشًا حول تجربة أمجد أبو العلاء كمخرج في تكوين فريق عمل فيلمه الطويل الأول "ستموت في العشرين" والذي ضم عددا كبيرا من الكوادر السودانية، وافتتح عروضه بجائزة أسد المستقبل من مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي، حاصدًا في عروضه اللاحقة عشرات الجوائز رغم ظروفه الإنتاجية الصعبة، لأنه الفيلم الروائي السوداني الطويل الأول بعد عشرين عام من التوقف عن صناعة الأفلام، وكذلك خبرته كمنتج لفيلم "وداعًا جوليا" وهو أول فيلم في تاريخ السودان يتم اختياره  رسميًا في مهرجان كان، والذي سيعرض في المهرجان خلال أيام.



وقال أبو العلاء إن الحديث عن فريق العمل يكتسب أبعادًا أكثر عاطفية في ظل ما يجري حاليًا في السودان. "أعلنا عن اختيار فيلم وداعًا جوليًا من إنتاجي وإخراج محمد كردفاني وبمشاركة العشرات من الكوادر السودانية، كأول اختيار رسمي في تاريخ السودان في مهرجان كان، قبل خمسة أيام فقط من اندلاع الحرب،  والآن وقبل ٢٠ يومًا من عرض الفيلم في كان، فإن عددا كبيرا من أعضاء فريق عمل الفيلم إما تحت القصف، أو في انتظار طويل على المعابر، بما فيهم  إيمان يوسف بطلة فيلم وداعًا جوليا التي تقف في الصحراء على المعبر منذ يومين، بينما من المفترض أن تكون خلال أيام على السجادة الحمراء في كان".


وأضاف أبو العلاء "إنها مشاعر مختلطة جدًا، أن تستعد لتسليم نسخة عرض الفيلم الذي عملت عليه طوال خمس سنوات لمهرجان كان، بينما أنت مشغول بمتابعة مصير أهلك وزملائك ووطنك الذين تحاصرهم الحرب"، لكنه أضاف "لكن علينا أن نتذكر أيضًا أن ما يحدث هو إنجاز تاريخي للسينما السودانية، نقدمه لوطننا لأن الفن هو ما يمكننا عمله، ولأن الفن هو الذي يبقى، لأن الأوطان لا تسقط أبدًا طالما تعلو فنونه بأيدي فنانيه".

وتحدث أبو العلاء عن تفاصيل العلاقة بين المخرج وفريق العمل في كل مرحلة من مراحل صناعة الفيلم بداية من كتابة الفكرة وحتى مرحلة التوزيع، مشيرًا إلى أنه يعتمد على  أسلوب يضمن تبني فريق العمل لفكرة ومفهوم الفيلم وهو ما يمكنهم من التفاعل بمرونة والإضافة بوعي، مشيرًا إلا أن التفاهم هو جوهر العلاقة بين المخرج والفريق. 


وعبر أمجد أبو العلاء عن فخره بالعدد المتزايد من الكوادر السودانية التي تعمل في صناعة الصورة بشكل عام، خلال السنوات الأخيرة "عدد من أعضاء فريق العمل في فيلم وداعًا جوليا، كانوا ضمن فريق فيلم ستموت في العشرين، لكن هناك أيضًا عدد كبير من الكوادر السودانية الجديدة في الفيلم اكتسبوا خبرات عملية مهمة في السنوات القليلة الماضية من خلال عملهم في صناعة الصورة من خلال الإعلانات والأفلام الدعائية."

 

مشيرًا إلى أنه وإن كان من الصعب في اللحظة الحالية التكهن بالمستقبل في السودان، لكن من المؤكد أن الجهد والخبرات التي تراكمت في السنوات القليلة الماضية، وما وصلت اليه السينما السودانية في فترة قصيرة، مؤهل للبناء عليه في أي مكان بأيدي صناع الأفلام السودانيين، وكذلك من خلال الانفتاح على  الخبرات العربية والعالمية.

 

من جهتها قالت المخرجة ناهد نصر مؤسسة "كايرو فيلم فاكتوري" إن اختيار موضوع اللقاء جاء بناء على حاجة ملحة لكثير من صناع الأفلام، وقالت "السينما عمل جماعي، وتكوين فريق العمل خاصة في ظل محدودية الموارد الإنتاجية، يظل واحدا من أهم التحديات" وأضافت أن لدى المخرج والمنتج السوداني أمجد أبو العلاء تجربة ناجحة وملهمة جدًا في تكوين فريق عمل في ظروف شديدة الصعوبة ووسط تحديات جغرافية ولوجستية ومادية، وهو ما يجعله نموذج فريد للحديث في موضوع تكوين فريق العمل"  مشيرة إلى أن أحد أهداف كايرو فيلم فاكتوري هو مشاركة الحلول والخبرات العملية القابلة للتنفيذ بين صناع الأفلام في مختلف مراحل صناعة الفيلم، وأن سلسلة اللقاءات الشهرية التي تجمع بين صناع الأفلام المحترفين والجدد هي جزء من أنشطة كايرو فيلم فاكتوري لتحقيق هذا الهدف.

 

يذكر أن أمجد أبو العلاء مخرج ومنتج وكاتب سينمائي سوداني درس الإخراج بجامعة الإمارات العربية المتحدة و يقيم في القاهرة. من أفلامه الروائية القصيرة  على رصيف الروح ٢٠٠٤، الفائز بجائزة أفضل فيلم روائي قصير، فئة الطلبة، في مسابقة أفلام من الإمارات،  ريش الطيور ٢٠٠٥، تينا ٢٠٠٩ الذي شارك في مهرجان دبي السينمائي، و ستوديو ٢٠١٢ الذي أنجزه بإشراف المخرج الإيراني عباس كايروستامي، وحصل على جائزة لجنة التحكيم بمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية ٢٠١٣.


حاز أبو العلاء في المسرح على جائزة أفضل نص مسرحي عربي عن فطائر التفاح من الهيئة العربية للمسرح عام ٢٠١٢.


في العام  ٢٠١٩ أنجز أمجد أبو العلاء فيلمه الروائي الطويل الأول ستموت في العشرين، الذي حاز على جائزة أسد المستقبل من مهرجان فينيسيا  السينمائي، ونجمة الجونة الذهبية في مهرجان الجونة السينمائي، والتانيت الذهبي للعمل الأول في مهرجان قرطاج،  وجائزة الجمهور في مهرجان أجيال السينمائي، بالإضافة إلى عرضه في العشرات من المهرجانات العربية والدولية، وحصوله أكثر من عشرون جائزة أخرى، عمل أبو العلاء مبرمجًا ومستشارًا لمهرجان السودان للسينما المستقلة، كما يواصل عمله كمنتج سينمائي عبر شركة ستيشن فيلمز.