الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أسرار وكواليس أول لقاء لـ يحيى الطاهر مع يوسف إدريس وخيري شلبي

القاص يحيى الطاهر
القاص يحيى الطاهر عبد الله

حكايات وذكريات جمعت بين الكاتب والقاص يحيى الطاهر عبد الله، الذي مرت ذكرى رحيله أمس، وعدد من الكتاب والمبدعين من بينهم الكاتب الكبير يوسف إدريس، ويحيى حقي، وخيري شلبي.

يحيى الطاهر عبد الله ويوسف إدريس في أول لقاء

وكشف مقال للكاتب سيد البحراوي، نشره في مجلة الكرمل عام 1983، عن كواليس أول لقاء بين يحيى الطاهر عبد الله، ويوسف إدريس، وخيري شلبي، وكان ذلك على مقهى ريش في وسط البلد، وكان يحيى الطاهر عبد الله يحفظ قصصه عن ظهر قلب.

وقال البحراوي، في مقاله: « حين التقى يحيى الطاهر عبد الله بالكاتب يوسف إدريس، وخيري شلبي على مقهى ريش في أوائل الستينات، عرف نفسه بقوله "أنا يحيى الطاهر عبد الله أكتب القصة القصيرة"، فرد عليه يوسف إدريس: هات أقرأ فأنا لا يسعدني شيء في العالم قدر أن أقرأ قصة قصيرة كاتبها فنان قصة قصيرة، وتصورت أنه سيخرج لي ظرفا فيه عشرات مما كتب وإذا به يعتدل وتأخذ سيماه طابع الاتصال العلوى، ويلقى علينا قصته الأولى وكأنها الشعر يحفظه».

يحيى الطاهر عبد الله لم يحل بطاقة

حينما جاء يحيى الطاهر عبد الله، من الكرنك إلى القاهرة سنة 1958، لم يكن يحمل بطاقة شخصية، ذلك أنه لم يكن يعرف أين توجد شهادة ميلاده، ولكن هذا الأمر لم يكن هامًا بالنسبة لـ« يحيى»، فهو إنسان لا يعترف بشكليات الحياة المعاصرة في المدينة، ويهمه هو أن يحمل الإنسان إنسانا، وليس بطاقة شخصية، وكان مضمون الإنسان في يحيى يتمثل في كونه كاتبا للقصة القصيرة.

وجاء يحيى حقي إلى القاهرة وهو متمسك بفن القصة القصرية، والظروف التي مر بها، جعلته يزداد تمسكا بهذا الفن.

وجسد يحيى الطاهر عبد الله في أعماله، التي تدور أحداثها جنوب مصر، وقائع عالم كابوسي حافل بصور القهر والعنف والنفي والاغتراب، وهو يلتقي في ذلك اتجاه مرحلة الستينيات التي أطلقت لها العنان نكسة 67 بتداعياتها التي تركت صدمة شديدة الوطأة والتي استمرت آثارها في نفوس المصريين طويلا ويلاحظ أن أعمال كثيرة ولا سيما في بدايتهم - تقدم هذا العالم الكابرسي بنبرة هادئة ولغة باردة أقرب إلى أساليب الرواية الجديدة التي كانت تخلو من الغنائية وما يلازمها من روح الشعر وموسيقاها وتلتزم لغة تقريرية أشبه باللغة وقد تمت هذه الحساسية الأدبية الجديدة في أعمال هؤلاء الكتاب نتيجة لبحثهم الدؤوب عن شكل جديد.