الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

تزامنا مع عيد العمال.. الأزهر: جعل الله الأرض طيِّعة ميسرة للعمل وطلب الرزق

العمل الصالح
العمل الصالح

أبرز مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، مكانة العمل في الإسلام، وذلك بالتزامن مع عيد العمال، الأول من مايو 2023.

مكانة العمل في الإسلام

وقال الأزهر للفتوى: جعل الله سبحانه الأرض طيِّعة ميسرة للعمل وطلب الرزق، وذكّر عباده بهذه النعمة وحثهم على السعي والأخذ بأسباب الرزق؛ فقال سبحانه: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُور}. [الملك: 15]

وتابع الأزهر: هيأ الحقُّ سبحانه الكون والخلق للعمل والسعي، فأنعم على خلقه بنعمتي الليل والنهار، وجعل النهار للعمل والمعاش، والليل للسكون والراحة بعد الكد؛ قال سبحانه: {وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [القصص: 73]، وقال سبحانه: {وَجَعَلْنَا النَّهَارَ‌ مَعَاشًا}. [النبأ:11]

كما قرر الإسلام أن أفضل طعام الإنسان ما اكتسبه من كده وعمل يده؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَا أَكَلَ أَحَدٌ طَعَامًا قَطُّ، خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ، وَإِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ». [أخرجه البخاري]

وأشار الأزهر للفتوى إلى أن السنة النوية الجليلة علمتنا أن اشتغال الإنسان بأي عمل شريف؛ يرفعه، ويكرّمه، ويغنيه، وخير له من سؤال الناس؛ فقال سيدنا رسول الله ﷺ: «لَأَنْ يَحْتَطِبَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً عَلَى ظَهْرِهِ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ أَحَدًا، فَيُعْطِيَهُ أَوْ يَمْنَعَهُ». [أخرجه البخاري].

وشدد الأزهر: جاء الأمر بالتفرق في الأرض لطلب الرزق وقضاء مصالح الخلق، بعد الأمر بالسعي إلى صلاة الجمعة واغتنام فضلها؛ ليظهر شمول إسلامنا الحنيف وجمعه بين ابتغاء الدار الآخرة، وتحصيل منافع الدنيا بالبذل والعمل؛ قال تعالى: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. [الجمعة: 10].

الإحسان في إتقان العمل

أكد الدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، أن الإحسان في إتقان العمل الذي يقوم به المسلم وبذل الجهد لإجادته ليصبح على أكمل وجه، مشيرا إلى أن  الإحسان مع الله (عز وجل) يقتضي مراقبة الله (عز وجل ) في جميع الأوقات قال (صلى الله عليه وسلم) لما سُئل عن الإحسان قال: “أنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأنَّكَ تَرَاهُ، فإنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فإنَّه يَرَاكَ”.

كما بين أن الإحسان يعين على تجنب المحرمات، والحرص على أداء العبادات على أكمل وجه، كما بين أن المحسن ينال بإحسانه شرف محبة الله (سبحانه) قال الله (عز وجل): "وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ"، وقال (سبحانه): "إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ"، كما بين أن الإحسان يسهم في رقي المجتمع وتقدمه، وتعزيز روح التعاون بين أفراده، مختتما حديثه بأن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمرنا بأن نتعامل بالإحسان وضرب لنا المثل الأعلى في الإحسان مع كل المخلوقات.


-