الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اليوم.. ذكرى فك أسر ملك فرنسا لويس التاسع بعد هزيمة الصليبين

صدى البلد

يصادف في مثل هذا اليوم 7 مايو 1250م، فك أسر ملك فرنسا لويس التاسع بعد سجنه بدار ابن لقمان كإحدى نتائج هزيمة الصليبين في معركة المنصورة.

تقع دار ابن لقمان في منتصف شارع بورسعيد في الجهة المقابلة لشارع الثورة (السكة الجديدة) بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية.

تنسب هذه الدار لقاضي المدينة في ذلك الوقت، وهو القاضي المصري إبراهيم بن لقمان، وقد اكتسبت أهميتها التاريخية من كونها شهدت أسر لويس التاسع ملك فرنسا.

بدأت معركة المنصورة في 8 فبراير سنة 1250 بين القوات الصليبية بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا، والقوات الأيوبية بقيادة الأمير فخر الدين يوسف بن شيخ الشيوخ، وفارس الدين أقطاي الجمدار، وركن الدين بيبرس البندقداري.

 جاء لويس على رأس حملة صليبية قاصداً مصر، واستطاع في بادئ الأمر الاستيلاء على دمياط بسبب الخلل الذي حدث في صفوف الجيش نتيجة مرض السلطان الصالح نجم الدين أيوب ثم وفاته فيما بعد.

ولكن المماليك استطاعوا الإمساك بزمام الأمور بقيادة فارس الدين أقطاي، الذي أصبح القائد العام للجيش المصري، وكان هذا أول ظهور للمماليك كقواد عسكريين داخل مصر، حيث تمكنوا من تنظيم القوات وإعادة صفوفها.

ووافقت شجر الدر - الحاكم الفعلي للبلاد - على خطة بيبرس البندقداري باستدراج القوات الصليبية داخل مدينة المنصورة، فأمر بيبرس بفتح باب من أبواب المنصورة وبتأهب المسلمين من الجنود والعوام داخل المدينة، مع الالتزام بالسكون التام.

وبلعت القوات الصليبية الطعم، فظن فرسانها أن المدينة قد خوت من الجنود والسكان، فاندفعوا إلى داخل المدينة بهدف الوصول إلى قصر السلطان، فخرج عليهم بغتة المماليك البحرية والجمدارية وهم يصيحون كالرعد القاصف وأخذوهم بالسيوف من كل جانب ومعهم العربان والعوام والفلاحين يرمونهم بالرماح والمقاليع والحجارة، وقد وضع العوام على رؤوسهم طاسات نحاس بيض عوضاً عن خوذ الأجناد وسد المسلمون طرق العودة بالخشب والمتاريس فصعب على الصليبيين الفرار، وأدركوا أنهم سقطوا في كمين محكم داخل أزقة المدينة الضيقة وأنهم متورطون في معركة حياة أو موت ، فألقى بعضهم بأنفسهم في النيل وابتلعتهم المياه.

لم يجد الصليبيون بدا من الانسحاب إلى دمياط تحت جنح الظلام، وأمر الملك بإزالة الجسر الذي على قناة أشموم، غير أنهم تعجلوا أمرهم، فسهوا عن قطع الجسر، فعبره المصريون في الحال، وتعقبوا الصليبيين، وطاردوهم حتى فارسكور، وأحدقوا به من كل جانب، وانقضوا عليهم انقضاض الصاعقة، وقتلوا منهم أكثر من عشرة آلاف، وأسر عشرات الألوف، وكان من بين الأسرى الملك لويس التاسع نفسه.

أسفرت المعركة عن هزيمة الصليبيين هزيمة كبرى منعتهم من إرسال حملة صليبية جديدة إلى مصر ، و كانت بمثابة نقطة البداية التي أخذت بعدها الهزائم تتوالى عليهم حتى تم تحرير كامل الشام من الحكم الصليبي.

أرسل لويس أسيرا إلى دار بن لقمان، واشترط المصريون تسليم دمياط، وجلاء الحملة عن مصر قبل إطلاق سراح الملك الأسير وغيره من كبار الأسرى، كما اشترطوا دفع فدية كبيرة للملك ولكبار ضباطه، ولم يكن أمام لويس إلا الإذعان فافتدى نفسه وبقية جنده بفدية كبيرة قدرت بعشرة ملايين من الفرنكات.