الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لأذهب أنا ويبقى هو.. مواقف خالدة لطلعت حرب في ذكرى إنشاء بنك مصر

صدى البلد

يصادف اليوم ذكرى إفتتاح بنك مصر 7 مايو عام 1922، حيث قام الإقتصادي المصري طلعت باشا حرب، في ١٣ إبريل عام ١٩٢٠م، بتأسيس بنك مصر قام على أساس إستثمار المدخرات القومية وتوجيهها لتسريع النمو الاقتصادي والاجتماعي .

ويعتبر بنك مصر، هو نقطة البداية لمرحلة الإصلاح الاقتصادي وخطوة على طريق الحرية من الإستعمار الإنجليزي حيث رأى طلعت حرب، أن السبيل لتحرير إقتصاد مصر هو إنشاء بنك مصري برؤوس أموال مصرية .

فقام طلعت حرب، بإقناع ١٢٦ من المصريين بالإكتتاب لإنشاء البنك ، وبلغ ما اكتتبوا به ثمانون ألف جنيه ، تمثل عشرين ألف سهم ، أي أنهم جعلوا ثمن السهم أربعة جنيهات فقط ، وكان أكبر مساهم هو عبد العظيم المصري بك من أعيان مغاغة ، فقد أشترى ألف سهم ، وفى الثلاثاء ١٣ أبريل سنه ١٩٢٠ نشرت الوقائع المصرية في الجريدة الرسمية للدولة مرسوم تأسيس شركة مساهمة مصرية تسمى بنك مصر .

 وقد تأسس بنك مصر حول المحاور الرئيسية الآتية:


• إنشاء بنك مصري برأسمال مصري وإدارة مصرية وكوادر مصرية ولغة تعامل عربية .
• تحويل تنموي للإقتصاد القومي من الاستثمار الزراعي إلى الاستثمار الصناعي وإثبات القدرات العقلية للإنسان المصري .

 وقد اتبع محمد طلعت حرب باشا سياسة تخطيطية مبنية على إيمانه بفكرة البنك القابض الذي يؤسس مجموعة من الشركات المستقلة التي تدور في فلكه فترفعه والقطاعات الإقتصادية الأخرى تدريجياً نتيجة التفاعل الطبيعي بينها جميعاً ، وأدت سياسته الرشيدة إلى الكثير من التطورات التي شوهدت في الإقتصاد القومي والتي كانت مرتبطة إلى حد كبير بنشاط بنك مصر وشركاته أو كانت تمثل نتيجة من نتائجه.

وقام البنك في الفترة من ١٩٢٠ إلى ١٩٦٠ بإنشاء ٢٦ شركة في مجالات اقتصادية مختلفة منها شركات مصر للملاحة البحرية ، ومصر لأعمال الأسمنت المسلح ، ومصر للصباغة ، ومصر للمناجم والمحاجر ، ومصر لتجارة وتصنيع الزيوت ، ومصر للمستحضرات الطبية ، ومصر للألبان والتغذية ، ومصر للكيمياويات ، ومصر للفنادق ، ومصر للتأمين ، ومصر للطيران ، ومصر للسياحة.

كما أنشأ طلعت حرب، شركة بيع المصنوعات المصرية لتنافس الشركات الأجنبية بنزايون - صيدناوي وغيرهم ، كما ساهم في صناعة السينما من خلال إنشاء ستديو مصر .

 وعندما تعرض بنك مصر للأزمة التي افتعلها و أعمل شباكها حوله الاحتلال البريطاني و البنك الأهلي المصري - في ذلك الوقت - الذي رفض أن يقرض البنك بضمان محفظة الأوراق المالية ، وسكوت الحكومة التي تركت صندوق توفير البريد يسحب كل ودائعه من بنك مصر ، و قيام آلاف المودعين بسحب أموالهم من البنك مما زاد الأزمة تحامل الرجل العظيم طلعت حرب على نفسه.

وذهب إلى وزير المالية "حسين سري باشا" يرجوه واحدا من ثلاثة أمور : إما أن تصدر الحكومة بيانا بضمان ودائع الناس لدى البنك ، أو أن تحمل البنك الأهلي على أن يقرض بنك مصر مقابل المحفظة ، أو أن تأمر بوقف سحب ودائع صندوق توفير البريد ، قال سرى باشا " بشرط واحد ".

فسأله محمد طلعت حرب باشا : ما هو ؟
قال سرى باشا : أن تترك البنك 
قال محمد طلعت حرب باشا على الفور : من الآن ، مادام في تركي حياة للبنك فلأذهب أنا وليعيش البنك .

وجاء هذا دليلا آخر على عبقرية محمد طلعت حرب باشا ، فقد أيقن أنه لا دوام للفرد ، و إنما الدوام لذكرى الفرد ..فاستحق عن جدارة لقب " أبو الإقتصاد المصري ".