أُسدل الستار على الانتخابات الرئاسية في تركيا بإعلان فوز الرئيس رجب طيب أردوغان في جولة الإعادة بفترة رئاسية جديدة؛ ليستمر حكمه على رأس الدولة لأكثر من عشرين عاما شغل خلالها منصب الوزير الأول ثم رئيس البلاد.

قضايا وآمال بخطاب النصر
رجب طيب أردوغان الذي يتولى حكم تركيا منذ العام 2014، حصل على 52.14%، مقابل حصول منافسه مرشح المعارضة كمال كليتشدار أوغلو على 47.86% من الأصوات، ألقي خطابا "خطاب النصر" بعد فوزه في جولة الإعادة، أكد من خلاله مجموعة من النقاط، جاءت كما يلي:
- إن التضخم هو القضية الأكثر إلحاحا للبلاد.
- أن حل مشكلة التضخم ليس صعبا، مضيفا أنه سيتراجع في أعقاب خفض سعر الفائدة إلى 8.5 بالمئة من 19 بالمئة قبل عامين.
- نشيد باقتصاد يركز على الاستثمار والتوظيف مع فريق إدارة مالية يتمتع بسمعة دولية.
- سنستمر في بناء مئوية تركيا، سنركز على أهدافنا الوطنية وسنتوحد من أجل تحقيقها وسنترك الخلافات وراء ظهورنا.
- وشدد على ضرورة بناء اقتصاد إنتاجي، سنبني اقتصادا قويا يستند على الاستقرار والثقة.
- سنقوم بتأمين عودة مليون لاجئ سوري إضافي.
- سنواصل النهوض بقطاع الصناعات الدفاعية في بلادنا".

تركيا وتطبيع العلاقات عربيا
وفي هذا الصدد، قال الدكتور بشير عبد الفتاح، الكاتب والمفكر السياسي والخبير في الشأن التركي، إن سياسة تركيا تجاه دول الجوار ستستمر نحو التطبيع لإن تركيا بحاجة إلى دول الجوار اقتصاديا جيوسياسيا.
وأوضح عبد الفتاح ـ في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن تركيا ستستمر مع مصر في مسيرة تطبيع العلاقات، وستكمل علاقات التقارب مع القاهرة، وأيضا سوف يتفاوض مع سوريا، لكن الانسحاب منها لن يتم بسهولة؛ إلا إذا حصل على ضمانات، ولن يتم ذلك خلال عام أو اثنين بل قد يطول الانسحاب التركي من سوريا.
وتابع: أردوغان يحتاج لتقوية العلاقات مع مصر لأنه يحتاج تنفيذ مشروع الجمهورية الثانية، والجمهورية الثانية تتطلب استمرار وسلام في العلاقات حتى يستطيع أن يمضي في مشروعه، مشيرا: أردوغان يعلم جيدا أنه في ظل الخصومات مع الدول فلن يتمكن من إقامة مشروع الجمهورية الثانية.
واختتم: أردوغان من المتوقع أن يزور مصر في محاولة لإذابة الجليد لأنه يعلم أن التقارب مع مصر يمهد للتقارب مع سوريا ويسعى إلى هذا الامر، فمصر هي أول دولة سيزورها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال الفترة القادمة.

لقاء يجمع السيسي وأردوغان
والتقى وزير الخارجية سامح شكري، في مارس الماضي، نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو في القاهرة، في أول زيارة لمسؤول تركي رفيع المستوى لمصر بعد عقد من العلاقات المتوترة بين البلدين.
وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، إنه يجري حاليا التنسيق لعقد لقاء بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي، ورجب طيب أردوغان.
وأكد تشاووش أوغلو، أن العمل جارٍ لإعادة تبادل السفراء مع مصر خلال الفترة المقبلة، مضيفاً أن مصر دولة مهمة في حوض المتوسط، وتعهد بتعاون أكبر بين أنقرة والقاهرة خلال الفترة المقبلة على المستوى السياسي والاقتصادي والعسكري والثقافي.
ودعى تشاووش أوغلو نظيره لزيارة أنقرة، مشدداً على أن الزيارات بين الطرفين ستكون متواصلة.
وأضاف أنه سيتم العمل على "رفع مستوى العلاقات الدبلوماسية مع مصر إلى مستوى السفراء في أقرب وقت ممكن".
ومن جهته وصف وزير الخارجية سامح شكري المباحثات الثنائية مع نظيره التركي بالمهمة والشفافة، مشدداً على ثقته باستعادة العلاقات مع تركيا بشكل قوي.
قال شكري إن بلاده تسعى لتطبيع العلاقات مع تركيا في كافة المجالات، وأكد على وجود إرادة سياسية لإطلاق مسار للتطبيع الكامل مع أنقرة.
وتم بحث عددٍ من القضايا الإقليمية المتصلة بالقضية الفلسطينية وسوريا وليبيا والعراق والاتفاق الإيراني السعودي، وفق ما قال شكري.

زيارة سامح شكري إلى تركيا
وكان وزير الخارجية سامح شكري قد زار تركيا شهر إبريل الماضي، تعبيراً عن التضامن بعد الزلزال المدمر الذي أودى بحياة عشرات الآلاف في تركيا وسوريا المجاورة.
وفي نوفمبر الماضي، التقى الرئيسان عبد الفتاح السيسي والتركي رجب طيب أردوغان على هامش افتتاح كأس العالم لكرة القدم في العاصمة القطرية الدوحة.
والجدير بالذكر، شهدت شوارع تركيا احتفالات لأنصار أردوغان بعد تحقيق الفوز فى الانتخابات الرئاسية.
ويشار إلى أن الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التركية، فاز فيها تحالف الشعب بزعامة رجب طيب أردوغان بأغلبية في البرلمان.