الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

بعد فوز أردوغان .. تركيا تعيش مستقبلًا غامضًا | وهذه أبرز التحديات

أردوغان يحتفل بالفوز
أردوغان يحتفل بالفوز

استطاع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الفوز بالسباق الرئاسي على حساب منافسه كمال كيليتشدار أوغلو، بعد منافسة حامية وجولة إعادة شهدتها تركيا للمرة الأولى.

ووقف أردوغان وسط أنصاره بمدينة إسطنبول وهو يغني ويحتفل، حيث استطاع الناخبون قراءة الواقع أفضل من منظمي استطلاعات الرأي والمحللين الذين أشاروا إلى أنه يمكن أن يهزم من قبل المعارضة.

وحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، كان خصمه كيليتشدار أوغلو خلفه بأربع نقاط مئوية فقط، ولذلك لا شك أن الرئيس أردوغان سوف يفكر في ذلك عندما يبدأ ولايته الثالثة في السلطة.

وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها تركيا، خاض أردوغان، الموجود في السلطة منذ 20 عامًا جولة الإعادة غير المسبوقة في الانتخابات الرئاسية، في موقع الأوفر حظا في مواجهة كليجدار أوغلو.

لماذا أردوغان؟

وكان على الناخبين البالغ عددهم 60 مليونًا الاختيار بين رؤيتين للبلاد، لكن أردوغان الذي له علاقة مع أتباعه تعود إلى 20 عامًا، وكثير من المحافظين المتدينين مثله، حيث عاشوا معه في السراء والضراء، قد منحه هذا 5 سنوات أخرى.

ومع إعلان نتيجة جولة الإعادة، كانت شوارع العاصمة أنقرة عبارة عن مشهد من الأعلام التركية مع سماع أبواق السيارات التي تهلل فرحة لفوز أردوغان.

وتوافد عدد كبير من الناس على قصر أردوغان الرئاسي المصمم خصيصًا والذي يضم أكثر من 1000 غرفة.

وقالت هاتيس دوران (50 عامًا): "لقد أنعم الله علينا حقيقة بأن رئيسنا يقودنا مرة أخرى"، مضيفة "لا يوجد شعور آخر أعظم من هذا. دع العالم يسمع هذا. إنه القائد الذي تحدى العالم بأسره وعلم العالم بأسره درساً."

وحسب "بي بي سي"، تعد جاذبية أردوغان، هي الجزء الرئيسي من محبة الناس له، كما أنه زعيم قوي، حيث إنه "سلطان اليوم الأخير الذي لا ينحني".

ولفتت إلى أن رسالة الانتخابات هنا هي أن الكثيرين يفضلون الرجل القوي على الرجل اللطيف، فدخل أردوغان السباق بالعديد من المزايا: ذكائه في الشارع وأثره العام وسيطرته على 90٪ من وسائل الإعلام بتركيا.

وقد أصر الرئيس التركي في خطاب النصر الذي ألقاه أن "تركيا فقط هي الفائزة" - لكنه لم يضيع وقتًا في مهاجمة المعارضة، حيث قال "وداعًا كمال"، مستشهدًا بتراجع عدد المقاعد المخصصة لحزب الشعب الجمهوري في الانتخابات البرلمانية.

مستقبل تركيا

ومع ذلك، بينما يحتفل الموالون للرئيس أردوغان، فإن ملايين الأتراك الآخرين قلقين بشأن مستقبل تركيا في الـ5 سنوات الجديدة، 

وحسب صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، لا تزال هناك مخاوف من سياسات أردوغان، إلى جانب ميله إلى خوض المعارك مع الحلفاء الغربيين والتي أخافت منذ فترة طويلة المستثمرين الأجانب الذين يمكنهم توفير العملة الصعبة التي هم في أمس الحاجة إليها.

ويمثل الوضع الاقتصادي المتدهور أحد أهم التحديات الداخلية التي يتعين على أردوغان التعامل معه بشكل سريع، ويتعين عليه تنحية المراوغات الشخصية جانباً، والعودة إلى السياسة النقدية التقليدية واتخاذ خطوات جادة لاستعادة المصداقية لمؤسسات الدولة.وهنا عندها فقط سيكون لدى أنقرة أي فرصة لإقناع المستثمرين القلقين بالعودة. 

وهناك أيضًا مخاوف بشأن ما سيعنيه انتصار أردوغان للديمقراطية في البلاد، فمنذ أن قاد أردوغان حزب العدالة والتنمية إلى السلطة لأول مرة منذ 21 عامًا، عزز سلطته ومركزية صنع القرار إلى مستويات غير مسبوقة، واقترب أكثر من أي وقت مضى من حكم الرجل الواحد. 

كما استبدل الديمقراطية البرلمانية في تركيا برئاسة تنفيذية قوية للغاية من خلال استفتاء دستوري في عام 2017، لذلك على أردوغان النظر في الأمر مرة أخرى، خاصة مع الانقسام، فمن الحكمة أن يفكر في الإرث الذي ينوي تركه لتركيا.