الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

32 مليار دولار.. استثمارات سعودية في مصر وتعاون اقتصادي يعكس متانة العلاقات

العلاقات المصرية
العلاقات المصرية السعودية

تعد العلاقات المصرية السعودية، علاقة راسخة لا تتزعزع بالمتغيرات، أو تقلبات المنطقة، ناجمة من عمق تاريخى على كافة الأصعدة، لا سيما بين القيادتين فى البلدين الشقيقين على مدار سنوات طويلة، وهو ما انعكس فى متانة توافق الرؤى السياسية وانعكاسها بشكل كبير على العلاقات الاقتصادية التى تنمو وتتعاظم سنويا.

أهم الاستثمارات السعودية فى مصر

وفي هذا الصدد، قررت مجموعة من الشركات السعودية قررت تضخ رؤوس أموال في مصر، حيث أنها أرض واعدة للاستثمارات، حيث أن حجم الاستثمارات السعودية بمصر تخطى حاجز 32 مليار دولار، من خلال أكثر من 6800 شركة سعودية، بينما يبلغ حجم الاستثمارات المصرية في السعودية 5 مليارات دولار من خلال أكثر من 802 شركة مصرية، وتعد المملكة العربية السعودية أحد أكبر المستثمرين العرب بمصر.

وكشف وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريف، عن أن حجم الاستثمارات السعودية الحالية في مصر تبلغ 30 مليار دولار، وأن هناك فرص كبيرة لنموها.

وأضاف الخريف، خلال تصريحات إعلامية له، أن 21 مليار دولار حجم التبادل التجاري بين القاهرة والرياض، مؤكدًا أنهم يسعون لتعزيزه، وأكد أن أنهم يتعاملون مع المستثمر المصري كالمستثمر السعودي، ويقومون بمنحه تسهيلات عديدة، مؤكدًا أن مشاركة مصر في مؤتمر "مستقبل المعادن" رائعة.

غلاقات اقتصادية ممتدة بين مصر والسعودية
غلاقات اقتصادية ممتدة بين مصر والسعودية

ومن خلال هذا التقرير، يرصد "صدى البلد"، أهم وأبرز المعلومات عن الاستثمارات السعودية على الأراضي المصرية.

والشركات السعودية لديها ثقة كبيرة فى السوق المصرى وهو ما يتجلى فى وجود 6225 شركة صناعية سعودية تعمل فى مصر باستثمارات تبلغ 30 مليار دولار، مما يؤكد النمو المتزايد فى العلقات الاقتصادية، حيث أن هناك 518 شركة مصرية تعمل فى السوق السعودى إلى جانب انتشار 285 علامة تجارية مصرية فى السعودية.

أول ربط كهربائي بين مصر والسعودية 

وتتركز أهم الاستثمارات السعودية فى مصر فى القطاعات الخدمية والتى تضم خدمات النقل واللوجيستيات والصحة والتعليم والاستشارات، يليها الاستثمار الصناعى ثم قطاع الإنشاءات، الاستثمار الزراعى والصناعات الغذائية، الاستثمار السياحى، والاستثمار فى قطاع الاتصالات ثم الاستثمار فى القطاع المالى.​

ولا تقتصر العلاقات على الشركات والمشروعات الصناعية فقط بل امتدت لتوقيع مصر والسعودية اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائى بين البلدين، ويهدف الربط الكهربائى المصرى السعودى لأن يكون محورا أساسيا فى الربط الكهربائى العربى الذى يهدف لإنشاء بنية أساسية لتجارة الكهرباء بين الدول العربية.

يأتى ذلك تمهيدًا لإنشاء سوق مشتركة للكهرباء وتشغيل المرحلة الأولى لخط الربط الكهربائى بين مصر والمملكة العربية السعودية لتبادل 3 آلاف ميجاوات.

مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية
مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية

وعلى صعيد دعم الحكومة للعلاقات البينية، سبق وشهد الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، مراسم توقيع محضر مشترك، حول التوافق على صيغة مشروع اتفاقية، بين حكومتى جمهورية مصر العربية، والمملكة العربية السعودية، فى شأن قيام صندوق الاستثمارات العامة السعودى بالاستثمار فى مصر.

وقام بالتوقيع عن حكومة جمهورية مصر العربية، الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، رئيس مجلس إدارة صندوق مصر السيادى، وعن حكومة المملكة العربية السعودية، الدكتور عصام بن سعد بن سعيد، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء لشؤون مجلس الشورى، بحضور الدكتور محمد معيط، وزير المالية، والسفير أسامة النقلى، سفير المملكة العربية السعودية لدى مصر، ويزيد الحميد، نائب محافظ صندوق الاستثمارات العامة، رئيس الإدارة العامة للاستثمارات فى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأيمن سليمان، المدير التنفيذى لصندوق مصر السيادى.

ابتدت العلاقات قوتها في 2022

وتكللت العلاقات فى يونيو 2022 عندما أصدرت مصر والسعودية بيانًا مشتركًا بمناسبة زيارة الأمير محمد بن سلمان ولى عهد السعودية للقاهرة ولقائه مع الرئيس عبد الفتاح السيسى، وجاء فى البيان أنه تم "الإعلان عن عزم المملكة العربية السعودية قيادة استثمارات فى مصر تبلغ قيمتها (30) مليار دولار أمريكى، وأكد الجانبان حرصهما على تعزيز زيادة الاستثمارات بين البلدين وتكثيف التواصل بين القطاع الخاص فى البلدين لبحث الفرص الاستثمارية والتجارية وتسهيل أى صعوبات قد تواجهها".

وخلال نفس الشهر اتفقت الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة، مع وزير الاستثمار السعودى، لبحث مستقبل الشراكة الاستثمارية بين البلدين، حيث اتفق الجانبان على وضع خطة متكاملة لجذب الاستثمار السعودى إلى مصر، لضمان استدامة تدفق الاستثمارات السعودية، وذلك فى إطار التقارب الاقتصادى بين البلدين الشقيقين.

وبعيدا عن لغة الأرقام وتأكيدا للعلاقات الراسخة وفى نهاية نوفمبر 2022، جددت السعودية وديعة قيمتها 5 مليارات دولار فى البنك المركزى المصرى، بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء السعودية.

كانت السعودية أودعت هذا المبلغ فى المركزى المصرى، من أجل دعم اقتصادها الذى تضرر كثيرا بسبب الأزمة الروسية الأوكرانية وخروج مليارات الدولارات من أدوات الدين الحكومية، ما أدى إلى شح فى العملة الصعبة.

وذكر بيان المملكة، المنشور على وكالة "واس"، أن السعودية "استمرت فى تقديم الدعم السخى لتعزيز الاستقرار الاقتصادى لمصر، من خلال تمديد أجل الوديعة لدى البنك المركزى المصرى بقيمة 5 مليارات دولار".

السعودية تودع 5 مليارات دولار في البنم المركزي المصري
السعودية تودع 5 مليارات دولار في البنم المركزي المصري

حجم الاستثمارات السعودية بمصر

وأضاف البيان أن "مصر تتمتع بإمكانات نمو هائلة فى ظل تنفيذ العديد من الإصلاحات الهيكلية التى ساهمت فى تحفيز نمو القطاع الخاص ورفع تنافسيته، واستمرار الجهود فى تحقيق معدلات نمو مرتفعة وأكثر استدامة وشمولا فى مصر".

وأشار البيان، إلى أن هناك تواصلا بين الجهات المعنية فى البلدين فيما يتعلق بضخ استثمارات عديدة فى السوق المصرية بالعملات الأجنبية إضافة إلى الودائع السعودية، "والتى من المأمول أن تسهم فى فتح قنوات تمويلية جديدة مع المنظمات الإقليمية والدولية بما فى ذلك تسهيل إتمام اتفاق برنامج صندوق النقد الدولي".

ويقول المحلل السياسي طارق البرديسي الخبير بالعلاقات الدولية، إن العلاقات التى تربط مصر بالمملكة العربية السعودية هي علاقات راسخة واستراتيجية وتاريخية وتقف على أرضية واحدة ومشتركة صلبة تتمثل فى المصير والمستقبل المشترك والتحديات التى تواجه المنطقة العربية وضرورة تصدي البلدين لهذه التهديدات فهما دولاتان فى جسد واحد.

وأضاف البرديسي، لـ "صدى البلد"، أن العلاقات المصرية السعودية هى مصدر لأمن واستقرار المنطقة والنواة الصلبة للعلاقات العربية - العربية التي يمثل محور الرياض القاهرة أساس رسوخها وثباتها، لافتًا إلى أن هناك تنسيق متبادل مستمر فى المواقف والرؤي بين البلدين تجاه أي تحديات أو تطورات سواء  كانت إقليمية أو دولية أو عالمية.  

وأشار البرديسي، إلى أن استثمارات السعودية في مصر تخطت 32 مليار دولار، مما يدل على عمق العلاقات الراسخة الصلبة بين كلا من مصر والمملكة العربية السعودية.  

جدير بالذكر، أن حجم الاستثمارات السعودية بمصر تخطى حاجز 32 مليار دولار، من خلال أكثر من 6800 شركة سعودية.

وتعد السعودية المستثمر الأول عالميا وعربيا فى مصر باستثمارات تزيد على 55 مليار دولار قائمة بالفعل، بالإضافة إلى استثمارات متوقعة بنحو 30 مليار دولار خلال الفترة المقبلة، منها اتفاقيات تم توقيعها بـ8 مليارات دولار، خلال زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي لمصر ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي.