الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

عالمة أزهرية: لا يجوز إجبار الأم على إرضاع طفلها أثناء مرضها والزوج يوفر البديل

ندوة بالجامع الأزهر
ندوة بالجامع الأزهر

قالت الدكتورة شهيدة مسعد مرعي، أستاذ البلاغة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، ونائب رئيس مركز تطوير الطلاب الوافدين بالأزهر الشريف، إن الرضاعة واجبة على الأمة للطفل، لافتة إلى أن الفقهاء اختلفوا على حكم إرضاع الأم لطفلها وحددوا عدة حالات في ذلك.

 

جاء ذلك خلال الندوة الثامنة من البرامج الموجهة للمرأة، التي عقدها الجامع الأزهر اليوم الأربعاء، تحت عنوان: "حقوق المرأة في الشريعة الإسلامية"، وذلك برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.

 

وأكدت أن الرضاعة الطبيعية مهمة جدا للأم والطفل، وأبرزها هي إظهار الرحمة من الأم لطفلها وحمله دائما في حضنها، وفيها عوامل نفسية كثيرة بين الأم وطفلها، مشيرة إلى أن من جملة الأحكام الفقهية في الرضاعة أنه إذا كانت الأم في عصمة الزوج أو مطلقة طلاقاً رجعياً، فيجب على المرأة الإرضاع، أما إذا كانت مطلقة طلقة بائنة فلا يجب عليها الإرضاع.

 

وشددت الدكتورة شهيدة مرعي، على أنه لا يجوز إجبار الأم على رضاعة طفلها في حالة مرضها، وعلى الرجل أن يوفر امرأة أخرى ترضع الطفل، ويقوم الرجل بالإنفاق على الطفل، ولا ينقطع الوالد أو الوالدة عن زيارة الطفل عند قيام غير الأم برضاعته، موضحة أنه ليس للزوجة أن تطالب بحق لها إذا ارضعت طفلها، لأن الزوج هو مسئول ينفق على الولد، لافتة إلى أن المرأة المطلقة طلقة بائنة لزوجها أن يدفع لها ثمن الرضاعة، قال الله: “وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ”.


من جانبها، أكدت الدكتورة اعتماد عبد الصادق عفيفي، العميد السابق لكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة، أن الأم تكون سعيدة برعاية طفلها، والرضاعة الطبيعية لها أهمية خاصة بالنسبة لصحة الطفل فإذا رزقت المرأة بمولود فلا تبخل عليه برضاعته طبيعيا، مشيرة إلى أن الصحة النفسية للطفل تعتمد على لمسة الأم لطفلها ، فالرضاعة هي المعون الأول للطفل .

 

ونوهت بأنه في حالة الطلاق فليكن وفاقاً، لأن الوفاق يولد الحنان لدى الأطفال، ولابد أن تراعي المرأة أنها من تقوم على رعاية أطفالها.

بدورها، لفتت د.عبد الصادق، إلى أن السر في أن يكون الإرضاع طبيعياً، أن في الرضاعة الطبيعية لا يشكو الطفل من آلام معوية، لأن العناصر الغذائية في لبن الأم متوازنة بموازين ربانية، فإذا كنا في الصيف أو في الشتاء فحرارة وبرودة اللبن تناسب الطفل.

وألمحت إلى أن الأم وحدها هي من تشعر بحالة الحنو والعطف بين الأم والطفل ، لأن المعايير الربانية في هذا اللبن متوافرة في هذا الثدي وفي حالة الرضاعة باللبن الصناعي لظرف ما ، فالطفل يحتاج إلى أدوية تساعد مع هذا اللبن ، لأن اللبن الصناعي يكون بشري ولا يكون أبداً كاللبن الرباني ، موضحة أن  فترة الرضاعة سنتين أو أقل طالما لا ضرر على الطفل ، فقد قال الله سبحانه وتعالى : " وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ".  

 

وواصلت: أن التحليلات التي قامت بها الدراسات العلمية ، أكدت أن التربية في الفترة الأولى لها آثارها الإيجابية في تربية الطفل ، ويا ليت يتفق الأب والأم معاً على تربية الأطفال، حتى نكون عند ظن الله سبحانه وتعالى بنا .


من جهتها ، قالت د. حياة العيسوي الباحثة بالجامع الأزهر، إن الله تعالى كرم الإنسان بالعقل الذي هو مناط التكليف ، فمن استعمل عقله والتزم بما أمر الله فقد فاز فوزاً عظيماً ، ومن عطل عقله واتبع هواه فقد فقد خسر، موضحة أنه لا تعارض بين تكريم الله للآدميين ، الذي أخبر عنه سبحانه بقوله : " ‏وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً "، وبين تكريمه سبحانه للمرأة وجعلها الوعاء الحاضن لأكرم مخلوقاته.

 

واستطردت: أن الله عز وجل كرم المرأة بأن جعل سورة النساء هو الاسم المختار لها ، فهذه السورة تتعلق بأحكام كثيرة للنساء أيضا تكلم سبحانه وتعالى عن النساء فى سور كثيرة منها المائدة والنور والأحزاب والممتحنة والمجادلة والطلاق والتحريم، موضحة أن سورة النساء جاءت لتتكلم عن المرأة ، وهي الوعاء الحاضن لأكرم مخلوقاته وهو الإنسان ، ومهمة الإنسان في الحياة جليلة ؛ فهل هناك تكريم أفضل من هذا؟!..

 

يذكر أن هذه المحاضرات تعقد الأربعاء من كل أسبوع بالجامع الأزهر ، وهذه هي السلسلة الثانية من البرامج الموجهة للاسرة والمرأة، والتي تضمنت 8 ندوات خلال شهرين ، حاضر فيها عدد من كبار الأساتذة والمتخصصين من أساتذة الأزهر الشريف وواعظات مجمع البحوث وقيادات الأزهر بمختلف التخصصات، وذلك في إطار اهتمام الأزهر الشريف وإمامه الأكبر بقضايا المرأة والأسرة.