الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

انتفاضة فرنسية.. ماكرون يسعى لتحويل الهجوم الأوكراني إلى حرب شاملة على روسيا

فرنسا وألمانيا تكثف
فرنسا وألمانيا تكثف إمداد أوكرانيا بالأسلحة

دفعت المساعدات العسكرية الأوروبية والغربية لأوكرانيا إلى تغيير سياسة الحرب وتغيير الوضع الميداني نتيجة نقل السلاح إلى أوكرانيا ودعمها الكامل لصد الهجوم الروسي.

الأسلحة 

فرنسا تكثف إمداد أوكرانيا بالأسلحة

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الاثنين، إن الهجوم الأوكراني المتوقع منذ فترة طويلة ضد القوات الروسية قد بدأ، ووعد بتقديم المزيد من المساعدات العسكرية لحكومة كييف.

وأضاف ماكرون في مؤتمر صحفي عقب اجتماع مع الرئيس البولندي أندريه دودا والمستشار الألماني أولاف شولتس في قمة ثلاثية لما يسمى مثلث فايمار “لقد فعلنا كل شيء لمساعدة أوكرانيا”.

وقال ماكرون، الذي أعلن في الأيام الأخيرة أنه تحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي أكد بدء الهجوم المضاد "لقد كثفنا تسليم الذخيرة والأسلحة والمركبات المسلحة، معقبا: سنستمر في تقديم المساعدات في الأيام والأسابيع المقبلة".

وأعلنت أوكرانيا اليوم تحقيق مكاسب جديدة في المرحلة الأولى من الهجوم المضاد، قائلة إن قواتها استعادت سبع قرى من القوات الروسية على طول جبهة تمتد لحوالي 100 كيلومتر في جنوب شرقي أوكرانيا.

وكان الهدف من الاجتماع الثلاثي في باريس إرسال إشارة على الوحدة بين شرق أوروبا وغربها، بعد أن اضطلعت وارسو بدور لوجيستي ودبلوماسي كبير في مساعدة أوكرانيا بينما كانت تنتقد في كثير من الأحيان القادة الألمان والفرنسيين لتقاعسهم عن ذلك.

وقال ماكرون إن الاجتماع دليل على عدم وجود انقسام بين أوروبا "لقديمة والجديدة، وهو تمييز سبق أن أثارته الولايات المتحدة عندما رفضت دول أوروبا الشرقية دعم فرنسا وألمانيا بشأن الحرب في العراق قبل 20 عاما.

الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون

إمداد الأسلحة حتى بعد انتهاء الصراع

وفي وقت لاحق،  قال أولاف شولتس المستشار الألماني، أن الدول الغربية ماضية بإمداد أوكرانيا بالأسلحة حتى بعد انتهاء الصراع.

ولفت: في المستقبل سيتعين علينا التحدث عن الضمانات الأمنية، وتتضمن هذه الضمانات، مسألة تزويد أوكرانيا بالأسلحة في المستقبل بعد الحرب، حيث سيتم تزويد أوكرانيا بأسلحة غربية الصنع".

وأضاف شولتس بالقول: "لم تناقش الدول الغربية بعد هذه الضمانات الأمنية لأن الصراع لم ينته بعد"، لافتا إلى أن أوكرانيا لن تنضم إلى حلف الناتو في المستقبل المنظور، بما في ذلك لأن معايير التحالف تتضمن العديد من الشروط التي لا تستطيع كييف الوفاء بها حاليًا.

وفي وقت سابق، أعلن الأمين العام لحلف الناتو، ينس ستولتنبرغ، خلال زيارة غير معلنة إلى كييف، أن أوكرانيا ستنضم في النهاية إلى الحلف.

وأكد ينس ستولتنبرغ، أن "الناتو سيواصل دعم أوكرانيا حتى تفوز في حربها ضد روسيا"، لافتًا إلى أن "حلفاءنا سيعززون وسينوعون من دعمهم إلى أوكرانيا وتسريع إيصال الأسلحة المتعهد بها إلى كييف".

ماكرون وشولتش 

مرحلة حاسمة وفارقة في عُمر الأزمة 

وفي هذا الصدد، قال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلاقات الدولية، إننا في مرحلة حاسمة وفارقة في عُمر الأزمة الروسية الأوكرانية، وهي مرتبطة بعدة أمور نتيجة الامتدادات الكبيرة لمستويات السلاح الفرنسي والألماني وأيضا من "دول الناتو".

وأوضح فهمي ـ في تصريحات خاصة لـ "صدى البلد"، أن هذا سيؤدي الي تغير نوعي في مسار المواجهة الروسية الأوكرانية وما كان يعرف بالهجوم الربيع أصبح "الهجوم المضاد"، وما كان متفق عليه في عدم تجاوز الخطوط الحمراء وضرب البنية الأساسية تم، وبالفعل تم تحويل مسار المواجهة إلى مستوى ثان.

وتابع: الأمر الآخر تصميم دول حلف الناتو ومن ورائها الولايات المتحدة الامريكية على دفع روسيا إلى حافة الهاوية وهذا يعني اننا سنخل في متاهة مرتبطة على كيفية الضغط على روسيا لوقف العمليات.

وأكد أن سيكون أمام روسيا سيناريوهان وهو تحويل العملية من مجرد عملية محدودة إلى حرب شاملة وهنا سيكون الأمر مختلفا، وهنا تزيد الولايات المتحدة الامريكية من مخصصاتها ودفاعاتها وعادة تموضع قواتها وستدعم أوكرانيا في الهجوم المضاد مع تحديد المهام العسكرية والأمنية والاستراتيجية.

سيكون هناك مواقف روسية حادة

وواصل: وفي المقابل سيكون هناك مواقف روسية حادة، ولكن حتى الان السلوك الروسي منضبط في إطار حرب المدن ولكت إذا تحولت الي حرب شاملة هنا الخطورة، معقبا: وفي تقديري هو دخول فصل جديد من فصول المواجهة العسكرية الروسية الأوكرانية.

ولفت: هذا يعني أن الحرب مستمرة ولن تتوقف خاصة وأن أوكرانيا ستسعى الي تحرير جزء من أراضيها كرسائل رمزية لقدرتها على المواجهة مع إعادة تموضع قواتها وقوات حلف الناتو في بعض الدول القريبة من مصرع العمليات من أوكرانيا وبالأخص في رومانيا وهولندا وهذا هو مجمل الخطورة في هذا التوقيت.

واكد أن أستاذ العلاقات الدولية أن إطالة مد الحرب مستمرة على الأقل في المدى المتوسط لحين اتضاح الرؤية وتغير مسارح العمليات وعادة تموضع القوات سيدفع بأوكرانيا بتجاوز الخطوات الحمراء.

واختتم: وربما سنتدخل في مرحلة فتح بنك الأهداف فهو استراتيجي بالنسبة لروسيا وأيضا تكتيكي بالنسبة لأوكرانيا، وفي كل الأحوال الهدف هو إطالة امد الحرب والمواجهة بأطول مدة ممكنة فنحن امام سيناريو مفتوح لاستهداف العملية العسكرية واستمرارها.

والجدير بالذكر، في بداية العام الحالي أعلنت بريطانيا والسويد والدنمارك، دعم أوكرانيا بعدد من الأسلحة المتطورة، التي تطالب بها كييف منذ أشهر عدة.

 الدكتور طارق فهمي