الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم شعبان يكتب: أوقفوا الحرب.. صيحة مصرية وأفريقية تصدح بموسكو وكييف

صدى البلد

جاءت مشاركة مصر، في وفد المبادرة الإفريقية المشتركة برئاسة د. مصطفى مدبولي رئيس الوزراء، ووزير الخارجية، سامح شكري ولقاء الرئيسان زيلينسكي وبوتين خلال الساعات الماضية من أجل رسالة واحدة. وهى "أوقفوا الحرب".


والحقيقة أن، مصر ودعوتها لإيقاف الحرب الروسية الأوكرانية، كانت ولا تزال في مقدمة الدعوات والأصوات العربية والدولية، التي دعت لذلك بوضوح منذ بدايات الأزمة. فهذه الحرب لن يكون فيها خاسر ومنتصر، ولكن الطرفان سيخسران.


والمعلوم، وقد قلت هذا من قبل، عبر هذا المنبر، أن الغرب والولايات المتحدة الأمريكية، لن يسمحوا للرئيس بوتين مهما كانت قوة وحدّة آلة الحرب الروسية، أن تقضم أوكرانيا أو تعيد ضمها لروسيا، كما كان وقت الاتحاد السوفيتي وتمحي أوكرانيا من الوجود، حتى مع ضرب كييف بالصواريخ، ومع استخدام ترسانة الأسلحة الروسية الضخمة، لأن المعادلة واضحة ببساطة، وهى أن الرئيس بوتين لو كسب الحرب، وابتلع أوكرانيا، وفق الرؤية الغربية، فمن السهل عليه بعد ذلك أن يطمع في باريس أو برلين أو حتى لندن وتتساقط قطع الشطرنج الأوروبية تحت أقدام الدب الروسي. فأمريكا حاسمة في ذلك والغرب يصطف وراءها.


في السياق ذاته، فإن مواصلة أوكرانيا استفزاز روسيا بالانضمام لحلف الناتو، ليس من ورائه جدوى ولا يمكن لروسيا التي تعد من الدول الكبرى، ووريثة الاتحاد السوفيتي، أن تسمح للناتو بأن تكون طائراته وقواعده على الحدود الروسية مباشرة، حال التواجد في أوكرانيا. وتكون موسكو في مرمى صواريخ الناتو. فهذا لن يُسمح به، لابقضم أوكرانيا ولا بالسماح للناتو، أن يُعسكر على حدود روسيا المباشرة. وهنا تأتي أهمية الجهود العالمية لوقف الحرب بين الطرفين.


ولعل المبادرة الافريقية المشتركة، بقيادة عدة دول منها مصر، تستطيع أن تنجح في طرح خارطة للحل على الطرفين. خصوصا بعدما تم إفشال المبادرة الصينية قبل عدة أسابيع، ولم تجد صدى لدى أوكرانيا، التي تصر على على عدم سماع أي صوت قبل سحب كل القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية، وطبعا هذا سهل طرحه نظريا، ولكن يستحيل تنفيذه عمليا بهذه البساطة. والمأمول، هو أن تعود روسيا لأرضها وتعود أوكرانيا لعقلها ويغلق الباب رسميًا أمام الانضمام لحلف الناتو، ويتم الاستماع لرغبات الطرفين واحترام مخاوفهما. والأمل معقود على المبادرة الإفريقية المشتركة، والتي تساهم فيها مصر في تخفيف وطأة الحرب واستلهام أفق للتسوية.
في سياق متصل، فلا يمكن إغفال التداعيات الكارثية للحرب الروسية الأوكرانية، على اقتصاد الدولتين مهما خرجت المزاعم، بأنه لا تأثير، وتداعياتها الأفدح على الاقتصادات الناشئة ودول إفريقيا ومنها مصر. وقد كان رئيس الوزراء د. مصطفى مدبولي واضحا، عندما قال في تصريحات:"إن هذا المسعى الافريقي المشترك، يأتى إدراكاً من القادة الأفارقة لعُمق الأزمة وتداعياتها شديدة الوطأة، على مواطنى طرفى النزاع، والمواطن الإفريقى على حد سواء، وهو الأمر الذى بات يتطلب إنهاء الصراع القائم عبر الوقف الفورى لإطلاق النار، وبما يمهد الطريق لبدء مسار مفاوضات جاد".
ويضاف لهذا كله الفاتورة الصعبة للغاية، فالأزمة أدت إلى زيادة التضخم العالمي ورفع سعر الفائدة، وهو ما كان قاسيا، ومصر في هذا كانت مثالا واضحا،حيث خرجت استثمارات للأجانب في أدوات الدين، بقيمة 22 مليار دولار، ووصل معدل التضخم السنوي بأرقام البنك المركزي الى حاجز الـ40%، وتم خفض قيمة الجنيه أكثر من مرة .
الخلاصة.. الحرب الروسية الأوكرانية كارثية على الدول الإفريقية، والأمل كل الأمل، أن تنجح المبادرة الإفريقية المشتركة، في الوصول لأي نقطة تفاهم بين الطرفين. حتى وإن كان معلوما وللأسف، أن واشنطن لن تترك الفرصة الحالية، للنيل من الجيش الروسي وجنوده وأسلحته وترسانته على قدر ما تستطيع، في إطار العداوة التاريخية بينهما منذ الحرب الباردة..
لكن الأمل قائم والجهد مقدر وعظيم.. ويُحترم.