EN 
ارتبط ارتباطًا وثيقًا في صغره بمسجد العارف بالله سيدي البيلي أبو غنام، الذي كان يبعد عن منزله بحوالي 60 مترًا، فحظى الشيخ الراحل أبو العينين شعيشع، عبقري التلاوة، والملقب بـ «ملك الصبا» الذي احتفلت أسرته منذ يومين بالذكرى الثانية عشرة لرحيله، بأنه كان يقطن في هذا الحي «حي أبو غنام».
ويُعد حي «أبو غنام» أشهر أحياء مدينة بيلا بمحافظة كفر الشيخ، فعاش الشيخ الراحل أبو العينين عيشع وترعرع في ساحة مسجد أبو غنام العامرة بذكر الله، والتي كانت تستقبل حفلات القرآن الكريم، وسرادقات العزاء، فكان الشيخ يجلس في صغره أسفل دكة التلاوة حباً وشغفاً في القرآن الكريم حتى صار نجماً ساطعاً في دولة التلاوة في مصر والعالم الإسلامي.
ولد الشيخ أبو العينين شعيشع، الابن الثاني عشر لأبيه، في حي أبو غنام الشهير، بمدينة بيلا، في 12 أغسطس 1922، حتى ارتبط منذ نعومة أظافره، بحب الأولياء الصالحين، والاقتداء بسيرتهم، وبدأ في حفظ القرآن الكريم، في سن مبكرة، على يد شيخه الراحل الشيخ يوسف شتا، الذي شجعه على قراءة القرآن وتنبأ له بمستقبل باهر، وقد كان ما تنبأ به الشيخ.
بدأ الشيخ وهو طفل صغير، بحسب ما حكى عنه، حفيده، محمد عوض اليماني، محامٍ، بمدينة بيلا، لـ«صدى البلد»، يجلس أسفل «دكة القراءة»، يستمع إلى كبار المشايخ والقراء، الذين كانوا يأتون إلى مدينة بيلا، لإحياء سرادقات العزاء، والتي كانت غالبًا، ماتكون في الساحة الأمامية لمسجد سيدي البيلي أبو غنام، وهنا ظهرت موهبته مبكرًا في حبه لقراءة القرآن الكريم.
وأضاف، اليماني، كان الراحل الشيخ أبو العينين شعيشع، آخر جيل عمالقة القرآن الكريم، ودولة التلاوة في مصر والعالم الإسلامي، بارًا بأسرته، ومحافظًا على صلة الرحم، وكان يزور مدينة بيلا وأسرته وأقاربه بصفة مستمرة، مشيدا بإطلاق اسمه على المعهد الأزهري تخليدًا لذكراه العطرة باعتباره رمزًا من رموز دولة التلاوة في العالم الإسلامي كله.
وأوضح هشام صبح، من أبناء مدينة بيلا، ويعمل بالتربية والتعليم، حفيد الشيخ أبو العينين شعيشع، فضيلة الشيخ رحمه الله، نشأ وعاش طفولته في منطقة حي أبو غنام، وكان محبًا لأقاربه، فبالرغم من انتقاله للإقامة والمعيشة في القاهرة، إلا أنه كان دائم الود وصلة الرحم لأقاربه، وكان يزورنا باستمرار، ويجلس معنا، ويحكي لنا بعض الأحداث التي مر بها.
وأشار صبح إلى أن الساحة الأمامية لحي أبو غنام كان تشهد العديد من العزاءات وحفلات القرآن، وكان فضيلة الشيخ الراحل أبو العينين شعيشع، متعلقًا وشغوفًا بالقرآن الكريم بالرغم من صغر سنه، وكان يجلس أسفل دكة القراءة ليسمتع إلى كبار القراء المشاهير ويتأسى بهم ويقلدهم في التلاوة.
