الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

من ترك صيام يوم عرفة.. 10 خسائر دنيوية تجعله يندم

من ترك صيام يوم عرفة
من ترك صيام يوم عرفة

أذان المغرب اليوم الثلاثاء أعلن انقضاء يوم عرفة لغير الحجاج، والذي كان صيامه من أفضل العبادات التي بها اغتنام بركات هذا اليوم، وحيث إن هناك من ترك صيام يوم عرفة  ، فإنه الآن يتساءل عن حكمه وماذا حرم نفسه من النعم والفضل والثواب، فقد مضى يوم عرفة الذي بدأ من فجر اليوم الثلاثاء الموافق 27 من يونيو 2023م، فإذا كان الجميع على علم بفضل صيام يوم عرفة العظيم ، فهذا ما يشغل كل من ترك صيام يوم عرفة والذي صار يشعر بالقلق من عدم الالتزام بهذه الوصية النبوية الشريفة.

حكم من ترك صيام يوم عرفة 

قالت دار الإفتاء المصرية، إن صيام يوم عرفة لغير الحاج سُنّة مؤكدة؛ حيث صامه النبي صلى الله عليه وسلم وحثّ عليه، حيث إن الفقهاء اتفقوا على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، ورَوَى أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى الله أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ». أخرجه مسلم، منوهة بأن السُنة يُثاب فاعلها ولا يعاقب تاركها، أي أن من ترك صيام يوم عرفة يُحرم من فضائله لكن لا يُعاقب على ذلك.

من ترك صيام يوم عرفة 

ورد عن صيام يوم عرفة وهو يوم التاسع من ذي الحجة، أنه يكفر ذنوب سنتين ، لما أخرج مسلم في صحيحه بسنده عن عائشة –رضي الله عنها- عن رسول الله –صلى الله عليه وآله وسلم- قال : « ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء ؟ » ، ومن ثم فإن من ترك صيام يوم عرفة يحرم من هذا الفضل ، فيوم عرفة هو يوم مغفرة الذنوب، والتجاوز عن الآثام، ويوم المباهاة بأهل الموقف، والعتق من النار ، يوم من ملك فيه سمعه وبصره غفر له ما تقدم من ذنبه، ويسن صيام هذا اليوم لغير الحاج.

وجاء عن أبي قتادة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم عاشوراء يكفر سنة ماضية ” رواه الإمام مسلم، لذا يشرع كذلك استثماره بالعمل الصالح؛ لأن العمل الصالح فيه أفضل من الجهاد، ولأن يوم عرفة أحد أيام عشر ذي الحجة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم” ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر”، فقالوا: يارسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء”. رواه الترمذي.

وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: ( لما كان الله سبحانه وتعالى قد وضع في نفوس المؤمنين حنينا إلى مشاهدة بيته الحرام، وليس كل أحد قادرا على مشاهدته في كل عام، فرض على المستطيع الحج مرة واحدة في عمره، وجعل موسم العشر مشتركا بين السائرين والقاعدين، فمن عجز عن الحج في عام قدر في العشر على عمل يعمله في بيته يكون أفضل من الجهاد الذي هو أفضل من الحج).

فضل صيام يوم عرفة 

ورد فيه أن يوم عرفة هو اليوم التاسع من ذى الحجة، وصومه لغير الحاج سُنّة مؤكدة، حيث صامه النبي صلى الله عليه وسلم وحثّ عليه، والفقهاء اتفقوا على استحباب صوم يوم عرفة لغير الحاج، ورَوَى أَبُو قَتَادَةَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى الله أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ». أخرجه مسلم.

ومن فضل صيام يوم عرفة، أنه من أفضل الأيام، لما قَالَتْه عَائِشَةُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ الله فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ». رواه مسلم (1348)، ومن فضل صيام يوم عرفة أنه اتباعًا لسُنة النبي -صلى الله عليه وسلم- واقتداءً به، كما أنه يُكفر ذنوب سنتين، وهو من أفضل القربات إلى الله تعالى في أفضل الأزمنة لذا فهو سبب لمحبة الله تعالى للعبد، كما أن الله تعالى يعتق الكثير من النار في يوم عرفة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : «ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة» رواه مسلم في الصحيح، فضلاً عن أن الله تعالى يباهي بأهل عرفة أهل السماء، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الله يباهي بأهل عرفات أهل السماء» رواه أحمد"..

كما ورد من فضل صيام يوم عرفة كذلك ، أنه ستر المسلم ووقايته من نار جهنم؛ فصيام النافلة يُبعد صاحبه عن نار جهنّم؛ إذ وردت عدّة أحاديث تدلّ على ذلك، منها ما ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «الصيام جُنَّةٌ، وحِصنٌ حصينٌ من النار»، وورد عنه أيضًا: (الصِّيَامُ جُنَّةٌ)، وقال أيضًا: (الصَّومُ جنَّةٌ حصينةٌ).، كما أنه تربية النفس على صَد الشهوات وتهذيبها؛ فقد ورد عن عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ فإنَّه له وِجَاءٌ)، وهو امتثال وصية النبي -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد حَثَّ أصحابه عليه، إذ ورد عن أبي أمامة الباهليّ -رضي الله عنه-: (قلتُ يا رسولَ اللَّهِ مُرني بأمرٍ ينفعُني اللَّهُ بِهِ قالَ عليْكَ بالصِّيامِ، فإنَّهُ لا مثلَ لَه).

وأيضًا من فضل صيام يوم عرفة دخول الجنة من باب الريان؛ وهو باب الصائمين، كما ثبت في صحيح البخاريّ عن أبي هريرة -رضي الله عنه-: (أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: مَن أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِن أبْوَابِ الجَنَّةِ: يا عَبْدَ اللَّهِ هذا خَيْرٌ، فمَن كانَ مِن أهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّلَاةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِن بَابِ الجِهَادِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِن بَابِ الرَّيَّانِ)، وجبر ما نقص من صيام الفريضة، وسده؛ فمَن صام نفلًا مُتطوعًا لله -تعالى-، يكون قد أصلح ما أنقصه عن نفسه من فريضة الصيام، كما ورد عن تميم الداري -رضي الله عنه-: (أولُ ما يحاسبُ بهِ العبدُ يومَ القيامةِ صلاتُهُ، فإنْ كانَ أتمَّها، كُتبتْ لهُ تامةٌ، وإنْ لم يكنْ أتمَّها، قالَ اللهُ لملائكتِهِ: انظروا هلْ تجدونَ لعبدِي منْ تطوعٍ فتكملونَ بها فريضَتَهُ؟ ثمَّ الزكاةَ كذلكَ، ثمَّ تؤخذُ الأعمالُ على حسبِ ذلكَ).

وخصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي»، و للصائم فرحتين يفرحهما، كما ثبت في البخاري ( 1904 ) ، ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا: إذَا أفْطَرَ فَرِحَ، وإذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بصَوْمِهِ»، و خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، كما ثبت في البخاري (1894) ومسلم ( 1151 ) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله عز وجل يوم القيامة من ريح المسك».

وجاء إن من صام يومًا واحدًا في سبيل الله أبعد الله وجهه عن النار سبعين عامًا، كما ثبت في البخاري (2840)؛ ومسلم (1153) من حديث أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ عبدٍ يصومُ يوْمًا في سبِيلِ اللَّهِ إلاَّ بَاعَدَ اللَّه بِذلكَ اليَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سبْعِين خريفًا»، والصوم جُنة «أي وقاية» من النار، ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «الصيام جُنة»، وروى أحمد (4/22) ، والنسائي (2231) من حديث عثمان بن أبي العاص قال : سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «الصيام جُنة من النار، كجُنة أحدكم من القتال»، والصوم يكفر الخطايا، كما جاء في حديث حذيفة عند البخاري (525)، ومسلم ( 144 ) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر»، كما أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة، كما روى الإمام أحمد (6589) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ. قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ».