الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

في ذكرى ميلاده| تعرف على أشهر أعمال لويجي بيرانديلو.. والأمل والبؤس والعزلة أهم قضاياه

لويجي بيرانديلو
لويجي بيرانديلو

تحل اليوم ذكرى ميلاد لويجي بيرانديلو، الكاتب الإيطالي الذي اشتهر بمسرحياته الفلسفية، وعكست غالبية أعماله نظرته المتشائمة للحياةِ، فالحقيقة غالبًا ما تكون مغايرة لما تعتقده شخصيات مسرحياته الساخرة ورواياته وقصصه. 

 

لويجي بيرانديلو

ويُعّد لويجي بيرانديلو أحد أهم كتاب القرن العشرين في إيطاليا، وولد في جزيرة صقلية دخل عالم الكتابة من بوابة الشعر، ثم أصدر روايته الأولى «الهاربة»  وبعدها صدرت له روايتان، هما «المرحوم ماتيا باسكال» و«الشيوخ والشباب». اهتم فضلاً عن ثقافته الإيطالية، بدراسة اللغة الألمانية، وترجم منها أعمالاً عدة.

وعلى رغم كتابته في الأجناس الأدبية المختلفة كالقصة، والرواية، والمسرح، والشعر غير أن شهرته ذاعت، في شكل واسع، في مجال المسرح، إذ برز في هذا الحقل كواحد من أهم المسرحيين، وكان لأسلوبه تأثير على كتاب المسرح في العالم، وخصوصاً على زملائه في القارة الأوروبية، مثل الإيرلندي صموئيل بيكيت، والفرنسي جان بول سارتر، والسويسري فردريك دورينمات.

وكان لويجي بيرانديلو  صوت من لا صوت لهم ، صوت البسطاء، والحالمين أبطاله، كما في هذه القصص، هم من الشرائح الفقيرة عامل، فلاح، حارس قبور، سائق عربة الموتى، موظف، فتاة عانس، عاشقة خائبة وكان ـ بسبب ذلك أو نتيجة لذلك ـ صنواً للواقع، شديد الالتصاق به في قصصه، ومسرحياته التي وصفها الفيلسوف والسياسي الإيطالي أنطونيو غرامشي بالقول: «مسرحياته أشبه بقنبلة تثير حمماً بركانية تنفجر في عقول المشاهدين»،  


ويتناول بيراندلو قضايا إنسانية تتمحور حول الحب والصداقة والموت والحنين والانتظار والخيانة والأمل والبؤس والعزلة... وهو يقارب هذه الموضوعات بأسلوب واقعي يسعى إلى رسم تفاصيل الحياة في بلده إيطاليا في العقود الأولى من القرن المنصرم يستعين بالذاكرة قليلا، ويركز على مشاهداته، وانطباعاته، فيلتقط من مسرح الحياة وكواليسه المنسية وقائع إنسانية بسيطة في خطها الدرامي، هادئة في نبرتها، لكنها مفعمة بالتراجيديا والألم والانكسار. 

من الطفولة إلى الدكتواره

وُلد لويجي بيرانديللو في 28 يونيو عام 1867، في أغريجنتو، صقلية، إيطاليا، والده ستيفانو بيرانديللو كان رجل أعمال من عائلة ثرية تعمل في صناعة الكبريت.

تلقى تعليمه في البداية في المنزل. عندما كان صبيًا صغيرًا، أصبح مفتونًا بالأساطير والخرافات ، وطور حبًا للقراءة والكتابة. كتب مأساته الأولى قبل أن يبلغ الثانية عشرة.

بينما كان في المدرسة الثانوية قرأ بشراسة وبدأ بكتابة قصائده الأولى. خلال هذا الوقت، توترت العلاقة بين لويجي ووالده عندما اكتشف المراهق دليلاً على علاقات والده خارج الزواج.

في عام 1886، بدأ العمل مع والده في مناجم الكبريت خلال إجازته. التجربة التي ستنعكس في كتاباته المستقبلية.

التحق بجامعة باليرمو في أقسام القانون والآداب. انتقل إلى جامعة روما عام 1887. لكنه لم يمكث هناك لفترة طويلة. دخل في شجار مع أستاذ وذهب إلى جامعة بون، ونال منها شهادة الدكتوراه في عام 1888، وحصل على درجة الدكتوراه في فقه اللغة الرومانسية في مارس 1891 مع أطروحة حول لهجة أجريجينتو

 

فترة مميزة 

كانت أوائل القرن العشرين فترة مثمرة للغاية بالنسبة له. وقد أثبت نفسه الآن ككاتب شهير للقصص القصيرة والروايات، كما نُشرت أعماله في العديد من الصحف والمجلات.

حظي بأول اعتراف أدبي بقصته «الراحل ماتيا باسكال» 1904، وفي ذات العام ألمت وقعت له كارثة اقتصادية؛ حيث دمر فيضان هائل منجم والده فأثرت على حياته الاجتماعية والعقلية والنفسية.

 

تركيز الكتابة المسرحية

بدأت الحرب العالمية الأولى عام 1914. وخلال هذه الفترة بدأ “بيرانديلو” يركز أكثر على كتابة المسرحيات. وكتب أكثر من 50 مسرحية واكتسب احترامًا كبيرًا ككاتب مسرحي. ارتفعت شهرته بشكل كبير خلال عشرينيات القرن العشرين، وتُعّد كتاباته المسرحية التي نشرت بين عامي 1918 و1936 نقطة تميزه الحقيقية، ومن أشهرها: ستة شخصيات تبحث عن مؤلف عام 1921، هنري الرابع عام 1922، الحياة التي منحتك إياها عام 1924. 

 

ست شخصيات تبحث عن مؤلف

وعرضت مسرحية «ست شخصيات تبحث عن مؤلف» لأول مرة في روما عام 1921، وانقسم الجمهور حيالها بين مؤيد ومعارض، وثارت حولها ضجة فكرية وصحفية كبيرة. وظلت المسرحية لمدة طويلة موضع حديث النقاد الإيطاليين الأوربيين على حد سواء، مما دعا المؤلف لكتابة بحث طويل يرد فيه على تساؤلات النقاد ويبين اتجاهه الفني في الأدب والمسرح. وكان هذا البحث بمنزلة بيان للثورة التي أحدثها بيراندللو في المسرح المعاصر، ثورة ضد مسرح الإيهام المخدِّر وضد الملهاة السطحية، اللذين سادا المسارح الأوربية في الربع الأول من القرن العشرين. 

 

النص الأكثر مرارة

في عام 1924 أصدر لويجي بيرانديلو رواية في أقل من مئة صفحة، ووصفها هو نفسه بأنها النص «الأكثر مرارة من أي نص آخر، والأكثر سخرية من مسألة تفكك الحياة نفسها». كانت تلك الرواية آخر الأعمال من هذا النوع.

خلال الحرب العالمية الثانية أنجز عمله الرائع  «أنت على حق» تلك المسرحية التي أمست إحدى أهم مسرحياته مع مسرحيتيه «فكر فيها مرة أخرى يا جياكومينو» و «ليولي 1956» أروع ما كتب وأشهر ما ألف في حقل المسرح.

واستطاع لويجي بيرانديللو  أن يكون بطل التيار الثالث في الأدب الإيطالي الحديث بما أبدعه من ذخيرة أدبية ودرامية في الشعر والقصة والرواية والدراما، وهو مادفع به الى استقحاقه جائزة نوبل التي حصل عليها في عام 1934. 

 

حادثتان.. سبب الإنتاج الغزير

وقعت حادثتان هامتان في حياه دفعتا به الى انتاجه الغزير في اتجاهات أدبية عديدة. 

الحادثة الأولى؛ ميلاده فوق تراب صقلية البائسة في الجنوب الإيطالي، حيث تباعد مستوى المعيشة بين الشمال الغني والجنوب المتواضع. والحادثة الثانية هى صحوة فلاحي صقلية بين عامي 1893، 1894، والتي بذرت في نفسه بذور الحركة الاشتراكية في آدابه ودراماته, حتى أضحى مُرتدا عن ماضيه, فأبوه أحد دعاة الوحدة الإيطالية، وأمه ابنة أحد ثُوار الوحدة، ومع ذلك، ورغم ثراءه من أعماله الأدبية الأولى، إلا أنه يتحول تحولا جريئا، حتى يكاد يُشبه زميله الروسي ليو تولستوي الثري الذي كتب عن الفقراء. 

 

جائزة نوبل

وكتب القصة  القصيرة والطويلة، والتي بلغ عددها 240 قصة من درر فن القصة الحديث في القرن العشرين وتستند في تطورها على التقاليد الراسخة العريقة لهذا الجنس الأدبي في إيطاليا منذ بوكاتشو. واستطاع أن يكون بطل التيار الثالث في الأدب الإيطالي الحديث بما أبدعه من ذخيرة أدبية ودرامية في الشعر والقصة والرواية والمسرح، وهو ما استحق عليه جائزة نوبل للآداب التي حصل عليها سنة 1934. 

وفاته

رحل لويجي بيرانديلو في 10 ديسمبر عام 1936، عن عمرٍ ناهز 69 عامًا.