الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

المشعَجلي مهنة حكومية انقرضت.. فما قصتها؟

صدى البلد

«المشعَجلي» مهنة انطلقت في شوارع مصر في القرن الـ19 مع انتشار أعمدة الإنارة في الشَوارع والى تعتمد على النار في إشعالها ويلتحق.

الرجل «المشعَجلي» كان يعمل ببلدية القاهرة ويمارس مهام عمله يومياً في إنارة الشوارع الرئيسية حَاملاً عامود من الحديد يعلوه إسطوانة دَائرية الشكل بداخلها قطعة من الكتان والزيت المشتعلة يحمل على ظهره سلم خشبي ويجُوب شوارع محددة له سلفًا ليقوم بالصعود إلى أعمدة الإنارة وإشعَالها ثم يعاود مروره مرة أخرى في الصباح لإطفائها وبالطبع لم تكن الشوارع الداخلية تتمتع بالرفاهية نفسها بل كانت تتم عملية إنارة الشوارع الفرعية والحَواري المصرية بجهود الأهَالي.

تاريخ الإنارة بالمشاعل

 والإنارة بالمشاعل يمتد تاريخها إلى الفراعنة والقُدماء المصريين فقد عرفت مصر مصباح الزيت منحوتا في الحجر ك من قبل الفراعنة قبل 6 آلاف عاماً وكان يستخدم لإنارته زيت الزيتون أو الخروع  أو دهن وشحم الحَيوانات وقطعة من قماش  الكتان  وهو الأمر الذي ساعد قدماء المصريين على بِناء حضارتهم ومواصلة  عملهم ليلاً نهاراً وقد رصد  «هِيرودوتس» في قوله «الآن كل المصابيح مُضاءه مليئة زيتاً مُملّحاً فيما يَطفو الفِتيل فوق الزَيت مُشتعلاً كل الليل» وَاصفاً ليلة  منيرة في مصر القديمة لأحد الاحتفالات الفرعوني.

 كما ضمت مصر واحدة من عجائب الدنيا السَبع القائمة على الإناره وهي «فنارة الإسكندرية» التي شيدها بطليموس عام 280 ق.م لهداية البحارة عند سواحل مصر المنخفضة ويبلغ ارتفاعها 180 متراً ليرى نورها على بعد خمسين كيلو متراً في البحر كما صنعت كل من مصر وسوريا «المِشكاة» وهي المصابيح التي تستخدم لإضائة المساجد في عصر دولة المماليك، وتُمثل أرقى أشكال صناعة أدوات الإنارة في كل الثقافات والحضارات.

 وعندما دخل المعز لدين الله الفاطمي، مصر، عام 358هـ، استقبله أهلها ليلاً بالمشاعل والفوانيس التي ظلت مُضاءه طوال شهر رمضان الكريم، وقت دخول المعز إلى مدينة القاهرة، لتتحول بعد ذلك إنارة الشوارع فى ليالي رمضان إلى عادة مصرية مستمرة حتى يومنا هذا، وأصبحت تلك الفوانيس من أبزر معالم الشهر الكَريم.