الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مصر والصين.. قصة مشروع مر عليه 15 عاما الأول من نوعه بإفريقيا

شعار المشروع
شعار المشروع

احتفلت المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، بذكرى مرور 50 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين مصر والصين، و15 عاما على إطلاق منطقة تيدا الصناعية الصينية داخل المنطقة.

شركة تيدا

أول منطقة صناعية صينية

ومنطقة تيدا هي أول منطقة صناعية صينية في أفريقيا، وهي مشروع استثماري مشترك بين مصر  والصين في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، يهدف المشروع إلى تعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين وتنفيذ مبادرة الحزام والطريق، كما يساهم في توفير فرص عمل وزيادة الإيرادات للدولة المصرية، وفقاً لما ذكرته وكالة رويترز.

وتغطي مساحة 4 كيلومترات مربعة في منطقة عین سخنة بالسویس، و تضم أكثر من 500 شركة صینیة في مجالات مختلفة، بإجمالي استثمارات بلغت 1.6 ملیار دولار أمریکي.

وتوفر المنطقة حوالی 5000 فرصه عمل للعاملین المصریین، وتدفع ضرائب قیمتها 2 ملیار دولار أمریکی للخزانة المصریة، كما تستهدف تیدا خلال السنوات القادمة جذب المزید من الشركات الصینیة في قطاعات جدیدة مثل المعدات البترولیة والصناعات الکیمیائیة و صناعة السیارات.

وأكد وليد جمال الدين رئيس المنطقة الاقتصادية، أن العلاقات المصرية الصينية تشهد تطورا خاصة على المستوى الاقتصادي في الفترة الأخيرة.

وأشار إلى أن منطقة تيدا الصينية داخل المنطقة الاقتصادية واحدة من ثمار هذه العلاقات التاريخية وهى ذات طبيعة خاصة لأن تيدا استطاعت أن تثبت جدية فى جذب الاستثمارات الصينية للمنطقة الاقتصادية.

وأضاف جمال الدين، أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس استطاعت أن تقرب صناعات بعينها من شرق آسيا إلى دول البحر المتوسط واستطاعت المنطقة الاقتصادية مؤخرا تموين السفن العابرة بقناة السويس بالوقود بما يفيد هذه الصناعات.

وفي هذا الصدد قال أبوبكر الديب الباحث في العلاقات الدولية والاقتصاد السياسي ومستشار المركز العربي للدراسات، إن العلاقات المصرية الصينية مزدهرة وتتطور باستمرار ويعززها التبادل التجاري والاستثماري القويان والشراكة الاقتصادية الممتدة وزادت منها زيارات المسؤولين من كلا البلدين.

وأضاف الديب - خلال تصريحات لــ"صدى البلد"، أنه بمناسبة مرور 15 عاما على إنشاء منطقة تيدا الصناعية الصينية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أن هذه المنطقة ساهمت في جذب الاستثمارات والصادرات وتوفير فرص العمل وزيادة الدخل القومي، ونجحت المنطقة في جذب صناعات جديدة من شرق آسيا وازدهرت بها صناعات لوجستية مثل تموين السفن العابرة بقناة السويس بالوقود وصيانتها.

 أبوبكر الديب 

الاستثمارات كلمة السر

وتابع: هي مشروع نموذجي جذب عشرات الشركات الصينية للاستثمار في تلك المنطقة التي تصل مساحتها لـ 4 كيلومترات وتبلغ الاستثمارات بها 1.6 مليار دولار وتمثل واحدة من اهم مشاريع التعاون بين مصر والصين بإجمالى مبيعات بلغت 3.5 مليار دولار.

وأشار الديب إلى أن المنطقة الاقتصادية لقناة السويس بدأت مفاوضات مع شركات صينية تستهدف تنفيذ مشروعات استثمارية بقيمة 5 مليارات دولار أميركي لتلبية احتياجات الأسواق المحلية والإقليمية وبها أكبر تجمع للشركات الصينية في نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وأكد أن مصر تعمل على جذب المزيد من الاستثمارات الصينية في المنطقة، ضمن مبادرة الحزام والطريق التي من شأنها تسهيل نقل البضائع بين بلدان المبادرة من وإلى الصين وهي استراتيجية تنموية تعتمدها الصين وتتضمن تطوير البنية التحتية والاستثمارات في 152 دولة ومنظمة دولية في أوروبا وآسيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وأفريقيا.

وأكمل: مصر والصين وقعتا استراتيجية متكاملة للتعاون الإنمائي بينهما لمدة تتراوح بين 3 إلى 5 سنوات لتعزيز التعاون المشترك ونقل العلاقات المصرية الصينية لآفاق أوسع ، مشيراً إلى  أن مصر تمثل إحدى المقاصد الاستثمارية الرئيسية فى الصين في منطقة غرب آسيا وشمال افريقيا ووصل حجم الاستثمار الصيني المباشر في مصر خلال 2022  حوالي 1.641 مليار دولار.

وأكد أن التبادل التجاري بين مصر والصين وصل خلال الـ11 شهر الأولى من عام 2022 إلى 14.9 مليار دولار مقابل 14.5 مليار دولار خلال نفس الفترة من 2021، بنسبة ارتفاع قدرها 2.6%، وسجلت تحويلات المصريين العاملين بالصين 12.77 مليون دولار خلال العام المالي 2020 / 2021، بينما بلغت قيمة تحويلات الصينيين العاملين في مصر 5.4 مليون دولار خلال العام المالي 2020 /2021،

وأوضح أن الصين تعد الشريك الأول لمصر على صعيد التبادل التجاري مع حدوث طفرة في العلاقات الصينية مع الدول الشرق أوسطية وكذلك الدول العربية، حيث بلغ حجم التبادل التجاري بين الصين ودول الشرق الأوسط 507.152 مليار دولار في عام 2022 بزيادة 27.1% على أساس سنوي وفي عام 2021 بلغ حجم التجارة نحو 20 مليار دولار.

وأوضح ابوبكر الديب أن الاقتصاد الصيني يحتل المركز الثاني عالميا بقيمة 18 تريلون دولار ويتجاوز حجم الاستثمارات الصينية في الأصول الثابتة حوالي 8.8 تريليون دولار،  بينما تستحوذ الدول العربية علي 213.9 مليار دولار.

وأشاد بالدور المهم لسفارة الصين بالقاهرة بقيادة لياو ليتشيانج، سفير الصين لدى مصر في تقوية وتطور العلاقات المشتركة، حيث أكد السفير لياو ليتشيانج في تصريحات سابقة أن العام 2022، كان عاما استثنائيا في تاريخ العلاقات الصينية العربية، حيث عقدت القمة الصينية - العربية، مشيرا إلي اتفاق الجانبين الصيني والعربي على بذل كل الجهود لبناء المجتمع الصيني العربي للمصير المشترك نحو العصر الجديد، بما يقودهما نحو عصر جديد من التنمية الشاملة والمعمقة.

المنطقة الاقتصادية
المنطقة الاقتصادية

زيارة مرتقبة في أكتوبر

وكشف وليد جمال الدين عن زيارة أخرى لدولة الصين فى شهر أكتوبر القادم للمشاركة فى احتفالات مبادرة الحزام والطريق. 

وأشار إلى أن قناة السويس مكمل رئيسى للاستثمارات فى مصر حيث أن المنطقة الاقتصادية بالقناة بداية لاستثمارات صينية حقيقية فى أفريقيا. وأوضح أن هناك 130 شركة صينية داخل منطقة تيدا بمثابة شركاء النجاح للمنطقة الاقتصادية. وكشف أن هناك استثمارات صينية جديدة فى الطريق للمنطقة الاقتصادية بقناة السويس خاصة فى مجالات الهيدروجين الأخضر.

وأكد السفير الصينى بالقاهرة على أن منطقة تيدا الاقتصادية الصينية بالمنطقة الاقتصادية مشروع نموذجى نجح فى جذب أفضل الشركات الصينية للاستثمار فى تلك المنطقة الاستراتيجية .

وأشار إلى أن منطقة تيدا تصل مساحتها لـ 4 كيلو مترات وتبلغ الاستثمارات التى تم ضخها فى تلك المنطقة 1.6مليار دولار امريكى ونجحت فى توفير 5000 فرصة عمل وتعد من اهم مشاريع التعاون بين مصر والصين .

وأكد رئيس غرفة التجارة الصينية فى مصر (chang weicai) أن التعاون الاقتصادى المصرى ممتد، ويعمل على تنفيذ مبادرة الحزام والطريق حيث بلغت عمليات التبادل التجارى بين مصر والصين-منذ عام 2014 وقت تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي- 10مليارات دولار حتى اليوم .

وأضاف أن منطقة تيدا الصينية نجحت فى جذب أفضل 500 شركة صينية للعمل فى مصر بإجمالى مبيعات لمنطقة تيدا بلغت 3.5 مليار دولار.

شركة تيدا

توفير 5000 فرصة عمل

كما قدم جانج جيتيانج، مساعد العضو المنتدب لشركة تيدا مصر، عرضا لأبرز محطات مسيرة الإنجاز والتنمية التي شهدتها منطقة تيدا الصينية على مدى 15 عامًا؛ حيث أصبحت مشروعًا نموذجيًّا، وبقعةً مضيئةً بها أكبر تجمع للشركات الصينية في نطاق المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، فيما يعد خير دليل على علاقة الصداقة بين مصر والصين، مشيرًا إلى ما أثمرته تلك الصداقة من تعزيز للتبادل التجاري بإجمالي 10 مليارات دولار بين البلدين في 2014، مضيفًا أن زيارة الرئيس الصيني لمصر في 2016 بالتزامن مع الذكرى 60 للعلاقات بين مصر والصين كانت خطوة بارزة لدفع العلاقات بين البلدين.

ولفت إلى أن توقيع المنطقة الاقتصادية مذكرة تفاهم في 2019 مهد لأن تصبح المنطقة أحد المراكز الاستراتيجية لمبادرة الحزام والطريق (القاهرة – السخنة – بكين)، ما سمح بإقامة العديد من المشروعات في قطاعات متنوعة من خلال 140 شركة داخل منطقة تيدا حققت استثمارات بنحو 1.6 مليار دولار، وحجم مبيعات إجمالي بلغ 3.5 مليار دولار، وملياري دولار حصيلة ضريبية مسددة، الأمر الذي ساهم في توافر 5000 فرصة عمل مباشرة، و50 ألف فرصة عمل غير مباشرة.

 وفي سياقٍ متصل، أوضح ما لو، الممثل الرئيسي لمكتب تمثيل بنك التنمية الصيني بالقاهرة، أن نجاح الشراكة بين منطقة تيدا للتعاون والمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، جاء نتيجة الدعم الكامل من الزعيمين المصري والصيني لهذا النموذج من الشراكة الاقتصادية والتنموية الذي يعد السبيل الوحيد لمواجهة التحديات العالمية الراهنة، والتي تضفي مزيدًا من الأهمية على ربط مصادر الإنتاج بالأسواق، ومنطقة تيدا كحلقة وصل بين الاستثمارات والصناعات الصينية وموانئ المنطقة الاقتصادية التي تعد بوابة للأسواق الأوروبية والإفريقية ومنصة استثمارية جاذبة تعزز سلاسل الإمداد وحركة التجارة العالمية في ظل الطلب المتنامي على السلع والخدمات.

وأشار إلى دور بنك التنمية الصيني في تمويل مشروعات منطقة تيدا للتعاون والمساهمة في تأسيس صندوق التنمية الصيني الإفريقي، تمهيدًا لخلق تكتلات اقتصادية وتجمعات صناعية مثل التي أنشئت في المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والتي من شأنها الإبحار عكس التيار لمواجهة التحديات المتزايدة وخلق المزيد من الفرص الاستثمارية في ظل التعاون الناجح والشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين.