الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

اكتشاف حجر رشيد|خبير أثري لـ صدى البلد: من دونه لظلت حضارتنا كالباب المغلق

حجر رشيد
حجر رشيد

يصادف اليوم 19 يوليو ذكرى اكتشاف حجر رشيد  عام 1799م على يد جندي فرنسي يدعى "بيير فرانسواه بوشارد أثناء الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت.

قال مجدي شاكر، كبير الأثريين، في تصريحات لـ"صدى البلد"، إن كتشاف حجر رشيد يعد مفتاح الحضارة المصرية القديمة، وهو حجر ولكنه أغلى وأنفس أحجار العالم، فهو الذى أماط وكشف اللثام عن سر حضارتنا الفرعونية، ولولا العثور عليه لظلت حضارتنا كالباب المغلق بدون مفتاح. 

وتابع "شاكر"، “بمناسبة ذكرى كشف حجر رشيد فى التاسع عشر من يوليو ١٨٢٢ نلقى بعض الضوء عليه، حيث يظن الكثيرون أن الحملة الفرنسية التي جاءت إلي مصر ومكثت فيها ثلاث سنوات , هي التي اكتشفت اللغة الهيروغليفية بواسطة حجر رشيد.. ولكن الحقيقة أن العالم شامبليون مكتشف اللغة لــــم يكن من علماء الحملة، إذن فمن هو شامبليون؟ وكيف اكتشف اللغة الهيروغليفية، وكيف انتهي حجر رشيد في المتحف البريطاني في لندن الآن؟”.

العثور على حجر رشيد

واستطرد كبير الأثريين “عُثرعلي حجر رشيد في مدينة رشيد  فى 19 يوليو عام 1799م، عثر عليه أحد الضباط  الفرنسيين التابعين للحملة الفرنسية اسمه بوشارد، وهو يحفر أحد الخنادق فى قلعة رشيد التى تبعد عن الأسكندرية ٧٠كم شرق، وهو حجر من البازلت الأسود ارتفاعه ١١٣سم وسمكه ٢٧,٥سم عرضه ٧٥,٥سم مهشم من الجوانب والجزء  العلوى، وتم نقله للمجمع العلمي المصري الذي كان نابليون قد أنشأه، ويتكون من مجموعة من كبار العلماء الفرنسيين الذي جاءوا مع الحملة”.
 

تفاصيل الكتابة على حجر رشيد

وأكد أن حجر رشيد مكتوب بثلاث لغات  كان الحجر عبارة عن منشور ملكي كتبه بطليموس الخامس في عهد البطالمة والمنشور مكتوب بثلاث لغات، وهي اللغة اليونانية القديمة، واللغة الهيروغليفية و اللغة الديموطيقية واللغة الديموطيقية هي اللغة الشعبية التي يتكلم بها عامة شعب مصر، في الوقت الذي كانت فيه اللغة الهيروغليفية يتكلم بها كبار الكهنة و الطبقة الحاكمة.
وأوضح أنه نقشت على واجهة حجر رشيد سطور كثيرة، بقي منها 14 سطرا كتبت بالخط الهيروغليفي في أعلاه، و32 سطرا كتبت بالخط الديموطقية في وسطه، و54 سطرا كتبت باللغة اليونانية في أسفله، وحاول قراءة هذه الخطوط عدد من الباحثين، منذ عام 1802م ، وكان أكثرهم مثابرة أربعة: Akerblad, T. Young, S. De Sacy, And J.F. Champollicn كما كان أكثرهم توفيقا وحظا واستمرارا هو جان فرنسوا شامبليون، وانتهت دراساتهم المتفرقة عام 1821 م إلى أن نقوش الحجر تضمنت قرارا أصدره المصريون المجتمعون في منف في عام 196ق. م، وشكروا فيه الملك البطلمي " بطليموس الخامس " على إعفاء معابدهم من تكاليف فرضها أسلافه عليها. 

واستكمل حديثه، قائلاً “من التحليل نرى أن الكاتب المصري كاتب الحجر تعمد أن يجعل كتابته الهيروغليفية المقدسة كتابة المصريين في أعلى الحجر، وسجل كتابته الديموطقية الشعبية في وسطه، وجعل الكتابة الإغريقية لغة  البطالمه فى  الأسفل  وذلك مما قد يعني أن عجز المصريين المادي إزاء حكامهم البطالمة الأجانب لم يمنعهم من أن يتلمسوا كل سبيل يعبر عن قوميتـــــــــهم الدفينة  وينتـــــقم لكرامتهم المغلوبة على أمرها وذلك على الرغم من أن الحجر قد أقيم في منطقة غلب عليها النفوذ الإغريقي سواء أكان ذلك في رشيد نفسها أم كان قد نقل إليها من منطقة سايس”.
وأكد “نجد في  ثناء الكهنة المصريين على الملك الأجنبي لم يمنعهم من أن يلمزوه في سياق النص بعبارات ضمنية، كانت منها عبارة تقول :( إن الملك ثبت للمعابد ومصر تقاليدها وفقا للقانون ) وكأنهم بعبارتهم هذه التي ضمنوها عامدين في سياق شكر الملك لم يروا فيما أثابهم به هذا البطلمي غير تسليم بما يأمر به التقليد أو العرف الواجب والقانون”.

حجر رشيد ونقله من مصر 

أنهى حديثه، قائلا “ظل حجر رشيد مع علماء الحملة حتي جاء موعد الرحيل عن مصر عام1801م، و كانت الاتفاقية تقضي بخروج جنود الحملة مصر و نقلهم إلي فرنسا علي سفن الاسطول الإنجليزي الذي يحاصر شواطئ الاسكندرية واثناء خروج الفرنسيين من مصر، أصر قائد الاسطول الإنجليزي نلسون أن يسلم الفرنسيين كل ما في حوزتهم من اكتشافات أثرية عثروا عليها في مصر إلي الإنجليز و منها حجر رشيد.. و تم لهم ذلك بالفعل، و أخذ الإنجليز حجر رشيد و وضعوه في المتحف البريطاني عام 1802م و الذي مازال قابعاً فيه حتي الآن”.