الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ارتفاع درجات الحرارة يهدد 70% من المحاصيل الزراعية.. البطاطس والأرز الأكثر تضررا

زراعة محصول الأرز
زراعة محصول الأرز

تأثرت جميع دول العالم بلا استثناء بالظواهر الجوية المتطرفة التي ظهرت مؤخراً كنتيجة للتغيرات المناخية، حيث يشهد العالم هذه الأيام ارتفاع شديد في درجات الحرارة ألقى بظلاله سلباً على مختلف القطاعات، ومن بينها القطاع الزراعي.

محصول البطاطس

تلف محصول البطاطس 

ووفقاً لمنصة "طقس العرب"، فإن الخرائط الجوية تظهر أن الكتلة الحارة يتوقع أن تؤثر على 7 بلدان عربية، هي مصر والعراق والسعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وتصبح الأجواء شديدة الحرارة في العراق، حيث تقارب درجات الحرارة 50 درجة مئوية في العاصمة بغداد.

وتأثر محصول البطاطس في العراق بارتفاع درجات الحرارة وأتلفت الكثير من المحاصيل، حيث قال المزارع العراقي حسين إدريس، إن محصول البطاطاس الخاص به في الموصل تضرر كثيرا وأتلف ما يصل إلى 70% منه هذا العام حسب قوله.

ويوضح إدريس، أن الموجة الحارة الحالية، التي تجاوزت خلالها درجات الحرارة 40 درجة مئوية في الموصل، ألحقت ضررا بالغا بمحصوله الذي لم ينج منه سوى نحو 30 بالمئة فقط، مشيرا إلى أنه اضطر كذلك لبيع هذه النسبة بالخسارة.

ويعود الارتفاع المتوقع إلى ما يعرف باسم "القبة الحرارية"، التي يتسبب فيها تمركز المرتفع العربي الموسمي على شمال شبه الجزيرة العربية.

وحذر الخبراء من أن إنتاج الأرز في جنوب وجنوب شرق آسيا، حيث من المتوقع أن يؤدي الطقس الأكثر دفئًا وجفافًا بسبب ظاهرة النينيو المبكرة عن المعتاد إلى إعاقة إنتاج الأرز في جميع أنحاء آسيا ، مما يضر بالأمن الغذائي العالمي في عالم لا يزال يعاني من آثار الحرب في أوكرانيا.

وآثار ذلك قلق مزارعو الأرز ، لا سيما في آسيا، حيث يُزرع ويؤكل 90% من أرز العالم، لأن ظاهرة النينو القوية عادة ما تعني هطول أمطار أقل للمحصول العطشى.

محصول الأرز 

تضرر محصول الأرز 

وقال عبد الله مأمون، محلل الأبحاث في المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية أو المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية، إن هناك بالفعل "أجراس إنذار"، مشيرًا إلى ارتفاع أسعار الأرز بسبب النقص في الإنتاج، وكان متوسط ​​سعر الأرز الأبيض المكسور بنسبة 5% في يونيو في تايلاند أعلى بنحو 16% من متوسط ​​العام الماضي.

وانخفضت المخزونات العالمية منذ العام الماضي، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الفيضانات المدمرة في باكستان، وهي مصدر رئيسي للأرز.

وقد يؤدي النينو هذا العام إلى تضخيم مشاكل أخرى للبلدان المنتجة للأرز ، مثل انخفاض توافر الأسمدة بسبب الحرب وقيود بعض البلدان على تصدير الأرز.

وحذر تقرير حديث صادر عن شركة الأبحاث "بي إم آي" من ميانمار وكمبوديا ونيبال بشكل خاص.

وتستعد بعض البلدان لنقص الغذاء، فكانت إندونيسيا من بين الأكثر تضررا من قرار الهند تقييد صادرات الأرز العام الماضي بعد هطول أمطار أقل مما كان متوقعا، وأدت موجة حرارة تاريخية إلى حرق القمح، مما أثار مخاوف من ارتفاع أسعار المواد الغذائية المحلية.

كما قال بو دامن، مسؤول الموارد الطبيعية في منظمة الأغذية والزراعة ومقرها بانكوك تايلاند، إن بعض الدول مثل إندونيسيا، قد تكون أكثر عرضة للخطر في المراحل الأولى من هذه الظاهرة.

وتواجه دول أوروبية، مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وألمانيا وبولندا واليونان، موجات حر شديد يتوقع أن تصل معها درجات الحرارة في بعض الأماكن إلى 48 درجة مئوية.

ارتفاع درجات الحرارة

تأثر المحاصيل الزراعية

وأصدر الاتحاد الأوروبي في الأيام القليلة الماضية خريطة لمناطق الجفاف لهذا الصيف تتضمن تحذيرا من الجفاف في شمال أوروبا، مما يهدد باندلاع الحرائق، ويؤثر على الإنتاج الزراعي في معظم أوروبا.

وتظهر أحدث البيانات الصادرة عن المرصد الأوروبي للجفاف، أن 42% من الأراضي في الدول الأعضاء البالغ عددها 27 دولة تخضع لتحذير كهرماني، مما يعني أن الأرض جفت بسبب نقص الأمطار، وهناك 4% أخرى من أراضي الاتحاد الأوروبي في حالة تأهب قصوى للجفاف، حيث تعاني المحاصيل والنباتات.

وتعمل الظروف الجافة والحارة على زيادة مخاطر اندلاع حرائق الغابات، حيث يكون الخطر متوسطا أو مرتفعا عبر معظم أنحاء أوروبا، ومتطرف في إسبانيا والبرتغال.

وضرب الجفاف أجزاء كبيرة من القارة العجوز خاصة إسبانيا والبرتغال المنتجين الرئيسيين للأغذية، حيث تأثرت المحاصيل "بشكل كبير".

ويتوقع أن تكون الظروف أكثر جفافا من المتوسط في جنوب الدول الاسكندنافية وجنوب المملكة المتحدة والدنمارك وألمانيا ومناطق بحر البلطيق، خلال الفترة الحالية من العام 2023.

وقالت صحيفة الجارديان البريطانية، إن موجات الحر تجتاح أوروبا والولايات المتحدة والصين، وتم تسجيل الأعلى حرارة عالميا على الإطلاق في بداية شهر يوليو الجاري.

وقال جون مارشام، أستاذ علم الطقس في جامعة ليدز البريطانية، إن النظام الغذائي العالمي تأثر كثيرا، وهناك مخاطر متزايدة بخسائر هائلة في المحاصيل الزراعية بمناطق مختلفة من العالم، والتي ستؤثر حقا على إتاحة الغذاء وأسعاره.

ومن المتوقع أن تصبح موجات الحر أكثر تكرارا بمعدل 12 مرة بحلول عام 2040 مقارنة بمستويات ما قبل الاحتباس الحراري.