الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

أترك لبعض الباعة أكثر من ثمن السلعة كصدقة .. فهل تصح هذه النية؟

حكم ترك أكثر من ثمن
حكم ترك أكثر من ثمن السلعة كصدقة

أترك لبعض الباعة أكثر من ثمن السلعة كصدقة .. فهل تصح هذه النية؟ سؤال أجاب عنه مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف من خلال لجنة الفتوى حيث سائل يقول: أعرف بعض الباعة الفقراء فاشترى منهم تاركا لهم أكثر من ثمن السلعة بنية الصدقة ورفعا للحرج عنهم . فهل تصح هذه النية؟

أترك لبعض الباعة أكثر من ثمن السلعة كصدقة .. فهل تصح هذه النية؟

وقالت لجنة الفتوى بالمجمع في بيانها حكم ترك أكثر من ثمن السلعة كصدقة : نشكر للسائل صنيعه الذى يتوافق مع قيم الإسلام وأخلاقه . واعلم بأن المال الذى تتركه للبائع يعدُّ صدقة سر إذا نويتها وهى التى تكون بينك وبين المتصدق عليه لا يعلم بها أحد فظاهر الفعل بيع وشراء ولا يعلم الناس بما تتركه له من زيادة. وفى الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله: وفيهم : ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه. [ متفق عليه].

قال القرطبي: وقوله: (ورجل تصدَّق بصدقة فأخفاها) هذه صدقة التطوع في قول ابن عباس وأكثر العلماء. وهو حضٌّ على الإخلاص في الأعمال، والتستر بها، ويستوي في ذلك جميع أعمال البر التطوعية. وقوله: ( حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه )) ؛ هذا مبالغة في إخفاء الصدقة ، وقد سمعنا من بعض المشايخ أن ذلك أن يتصدق على الضعيف في صورة المشتري منه ، فيدفع له درهما مثلا في شيء يساوي نصف درهم . فالصورة مبايعة ، والحقيقة صدقة ، وهو اعتبار حسن. [القرطبي, المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم [ 3/76].

وشددت لجنة الفتوى: معلوم أن الإسلام قد راعى مشاعر الفقير بحيث جعل الكلمة الطيبة خير من الصدقة عليه واقترانها بما يؤذيه ومن الناس من يتأذى برؤية الصدقة يأخذها من الغني. قال تعالى: (قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ) [ البقرة/ 263]. وأن صدقة السر أفضل من صدقة العلن. قال تعالى: ( إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوها وَتُؤْتُوهَا الْفُقَراءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئاتِكُمْ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [ البقرة/ 271]. قال الطبرى رحمه الله: فإخفاؤكم إياها خير لكم من إعلانها. وذلك في صدقة التطوع. [ تفسير الطبرى, 5/582].

هذه النفقة أفضل من الصدقة

قال الدكتور محمد عبدالسميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء، إن الذي لا ينفق على زوجته وأولاده وهو قادر، يأثم إثما عظيما، مؤكدا أنه لا يجوز للرجل التخلي عن مسؤولياته تجاه أهله.

وأضاف «عبدالسميع» في فيديو بثته دار الإفتاء على صفحتها الرسمية على فيس بوك، ردا على سؤال: زوجي لا ينفق علي وعلى أولاده منذ 8 أشهر.. فما حكم الدين في ذلك؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:« ألا كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته»، مشيرا إلى أنه قال أيضا: « كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت».

وأشار إلى أن من يظن أن صدقته على الفقراء والمساكين خير من نفقته على أهله، فهو مخطئ، مستشهدا بما رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك» رواه مسلم.

وأوضح أن أفضل صدقة للرجل لقمة يضعها في فم زوجته أو مال ينفقه على أولاده، فعن  سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال له: «وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت بها حتى ما تجعل في في امرأتك».  متفق عليه.