الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كيف تحصن نفسك من الحسد؟.. بـ5 أمور بينها سورة الصمد 11 مرة

 كيف تحصن نفسك من
كيف تحصن نفسك من الحسد ؟

يتساءل البعض قائلًا: كيف تحصن نفسك من الحسد ؟، وهو سؤال أجاب عنه كثير من علماء الدين، وورد في بيانه آيات وأحاديث ومجربات الصالحين، لعل أبرزها ما ذكره القرآن الكريم من آيات المعوذتين والإخلاص، وفي التقرير التالي نوضح كيف تحصن نفسك من الحسد؟

كيف تحصن نفسك من الحسد؟

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن الحسد : تمني زوال النعمة عن الغير فيشتمل في طياته على الحقد، والغبطة تمني مثل ما أنعم الله به على الغير، مشيرًا إلى أن ربنا سبحانه وتعالي أرشدنا أن نتعامل مع الحسد بأن نستعين بالقرآن والأذكار والدعاء .

وأوضح في جواب: كيف تحصن نفسك من الحسد؟، إن من محصنات الحسد ذكر الله تعالى، محض الذكر (الله) أو بالدعاء (يا الله)، قراءة المعوذتين وتحديدًا سورة الفلق، قراءة  سورة الفاتحة، آية الكرسي، لافتًا إلى أن من المجربات : قراءة سورة الصمد 11 مرة، حيث جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، احْتَرَقَ بَيْتُكَ ، فَقَالَ : مَا احْتَرَقَ بَيْتِي ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، احْتَرَقَ بَيْتُكَ ، فَقَالَ : مَا احْتَرَقَ بَيْتِي ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ ، فَقَالَ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، اتَّبَعْتُ النَّارَ فَلَمَّا انْتَهَتْ إِلَى بَيْتِكِ طُفِيَتْ ، فَقَالَ : قَدْ عَلِمْتُ أَنَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ ، فَقَالَ رَجُلٌ : يَا أَبَا الدَّرْدَاءِ ، مَا نَدْرِي أَيُّ كَلامِكَ أَعْجَبُ ؟ قَوْلُكَ مَا احْتَرَقَ ، أَوْ قَوْلُكَ قَدْ عَلِمْتُ أَنَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَكُنْ لِيَفْعَلَ.

وبين علي جمعة أن (ما شاء الله) هي كلمة وكأنها بحاجة إلى جواب، والجواب مضمر بمعنى (ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن)، فهذه الكلمة التي يقولها الإنسان يذكر نفسه أن ما يراه من رزق حسن له أو لأحد إنما هو بمشيئة الله، ومن فوائد هذه الكلمة أنها تمنع الحسد من الشخص، فإن الحسد قوة شيطانية بداخل الإنسان؛ حيث يتمنى زوال ما يرى من نعمة على أخيه، وبهذه الكلمة يتذكر المسلم أن ما يراه هو مشيئة الله سبحانه وحده، وأن هذا التمني هو في الحقيقة اعتراض على قسمة الله عز وجل، فيترك هذا الخلق البغيض ويرضى بما قسم الله، ولا حرج أن يسأل الله أن يرزقه مثل رزق فلان دون أن يزول من رزقه شيء.

وأوضح أن هذه الكلمة تكثر في رؤية الخير على الآخرين، وقد أمر الله بها على لسان العبد الصالح الذي أمر صاحبه الذي كفر أن يقولها حتى لا تزول النعمة من عنده قال تعالى: (وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ) [الكهف:39].

وأكمل علي جمعة في جواب كيف تحصن نفسك من الحسد؟: حتى تكون من الرحماء يجب عليك أن تبتعد عن الحسد، فالحسد منهيٌ عنه، وعدم الحسد والغبطة من صفات الرحماء، والحسد من صفات الجفوة والعنف، لأنه هو تمنّي زوال النعمة من يد الآخرين، ما هذه القسوة؟ والرحيم لا يكون كذلك، ولذلك قال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ} [الفلق:5]، اعتبر الحسد شر، وعلمنا كيف نستعيذ بالله من هذا الشر.

واستدل بما جاء عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله ﷺ قال: «لا يجتمعان في قلب الإيمان والحسد» يعني إذا دخل الحسد في قلب مؤمن فالإيمان يخرج، إذا دخل الإيمان وعمّر القلب فإن الحسد لا يكون له مكان، إذن حتى تكون من الرحماء يجب عليك أن تبتعد عن الحسد.

وعن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا» إذن عدم الحسد فيه خير، فيه ألفة، فيه اجتماع، والله سبحانه وتعالى يُؤلّف بين القلوب، البعد عن الحسد يعني نبعد عن النقمة، والحسد يجلب النِقَم ويُزيل النعم كما قالوا، الحسد منبع الشرور العظيمة، ومفتاح العواقب الوخيمة، يورث ويتولد منه الحقد والضغينة.
وإذن فهو معول في هدم الاجتماع البشري، يجب علينا إذن أن نبتعد عن الاجتماع البشري بكل وسائله وبكل طرقه.