الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الصين كما لم تروها.. حكايات من بلاد التنين عن التكنولوجيا والاقتصاد الموجه

صدى البلد

أن تسافر إلى الصين، أن تذهب إلي بكين، أن تنزل إلى شنجهاي، ثم تصعد إلي شينجيانج، هنا عالم آخر، حضارة عظيمة وعريقة، ودولة حديثة، كما يسمونها التنين الصيني، هي بالفعل ينطبق عليها هذا الوصف.

 ليس هناك أي شئ غير موجود، بل إن كل شيء موجود بكثافة وتنوع وجودة وسمعة، بلد ينتقل من حالة الانغلاق والكمون والسكون الجيوسياسي إلى الانفتاح على العالم والذهاب إلي العواصم و الموانئ والممرات البحرية والبرية في مبادرة هي الأكبر عالميا، ما سمته “الحزام والطريق”. 

في كل خطوة تخطوها، وفي كل مدينة تذهب إليها تجد من الغرائب ما  يدهشك، بلاد نظيفة تحافظ على البيئة، العمل أولا وأخيرا “لا وقت للحديث عن السياسة”، حالة سياسية واقتصادية متفردة في العالم، وليس هذا من قبيل المديح بل من قبيل التوصيف والتحليل والرصد، وهو ما نستعرضه في عدد من الموضوعات المدهشة والعناوين الغريبة في هذا التقرير الذي رصدناه خلال زيارتنا للصين.

السيارات الكهربائية: تحتل الصين مكانة رائدة في صناعة واستخدام السيارات الكهربائية، حيث تشكل نسبة 90٪ من المركبات في بعض المدن مثل بكين وشنجن. وتهدف الصين إلى خفض انبعاثات الكربون وحماية البيئة من التلوث.  وعند سؤال بعض المسؤولين عن تلك الظاهرة كانت الإجابة، نحاول التقليل من انبعاثات الكربون من أجل الحفاظ على البيئة.

الذكاء الاصطناعي: تتمتع الصين بمستوى عال من التطور في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث تستخدم الروبوتات في مختلف الخدمات والصناعات. كما نجحت بكين في ابتكار أول مذيع آلي يجيد جميع لغات العالم. وقامت شركة cscec بتطوير روبوت يساعد في عمليات البناء الخطيرة.

المعاملات البنكية: تستخدم الصين تقنية "ويشات" لإجراء معظم المعاملات التجارية، خاصة عمليات الشراء. وهذا التطبيق يسمح للمستخدم بإنشاء حساب بنكي وشراء أي شيء عن طريق المسح الإلكتروني للكود.

البيئة: تتميز الصين بوجود مساحات خضراء واسعة في جميع أنحاء البلاد، رغم التحديات المناخية التي تواجهها. وقد بذلت الحكومة جهودًا كبيرة في مجال التشجير والزراعة المستدامة. وتحتل الصين المركز الأول عالميًا في إنتاج المحاصيل الزراعية، مثل الأرز، والقمح، والذرة، وفول الصويا، والشاي، والقطن، والزيت.

الزراعة: تستخدم الصين تقنية حديثة لزراعة أعلاف الحيوانات في فترة قصيرة جدًا. وهذا يسهم في زيادة إنتاج واستهلاك لحوم المواشي.

الظروف الاجتماعية: تواجه شرائح كبيرة من المجتمع صعوبات اقتصادية، خصوصًا في مجال السكن والزواج. وتقوم الحكومة بتقديم بعض الدعم للشباب لامتلاك منازلهم الخاصة. وتفرض الحكومة قيودًا على سن الزواج، حيث يجب أن يكون الشاب أو الفتاة أكبر من 22 عامًا. وتتم مشاركة مصاريف الزواج بين الزوجين.

عادات وتقاليد: من أشهر عادات الشعب الصيني هو ممارسة الرياضة في الصباح الباكر، فتجد من تجاوزت أعمارهم السبعين عاما في الشوارع والميادين يلهون ويرقصون مع بعضهم البعض، وهي عادة قديمة للصينيين حفاظا علي نشاطهم وصحتهم لذلك يعيشون لفترة طويلة.

بالإضافة إلى ذلك في إطار الحفاظ على الصحة وحمايتها من الأمراض، عند تناول وجبات الطعام اليومية، لا يستخدم الصينيون الملح على الطعام لما له من أعراض سلبية، كما أنهم لا يتناولون المياه المثلجة ويستبدلونها بالمياه الساخنة، فعند الشعب الأحمر عادة غريبة، وهي عندما تشعر بالقلق أو الاضطراب "تناول مياه ساخنة" لكي تصبح أفضل. 

وهذا يتعارض تماما مع ما نشرته، منظمة الصحة العالمية تقارير تؤكد، أن عدد سكان الصين سيتراجع إلى 750 مليون نسمة بحلول عام 2030، أي أن نصف سكان الصين سوف يموتون.

مدينة السحر والجمال “شينجيانج”

مدينة شينجيانغ هي منطقة ذاتية الحكم في أقصى غرب الصين، تضم أكثر من 40 مليون نسمة من مختلف الأعراق والديانات. تعاني المنطقة منذ سنوات من تهديدات الإرهاب والتطرف الديني، التي تستهدف استقرارها وأمنها. لذلك، اتخذت الحكومة الصينية إجراءات حاسمة لمكافحة هذه الظواهر، وحماية حقوق ومصالح شعب شينجيانغ. 

ومن بين هذه الإجراءات، إنشاء مراكز  تعليمية وتدريبية مهنية، تهدف إلى تأهيل المتورطين في نشاطات إرهابية أو متطرفة، وإعادة دمجهم في المجتمع. كما تسعى هذه المراكز إلى تعزيز التعايش السلمي بين مختلف الجماعات العرقية والدينية، وتحسين مستوى المعيشة للسكان.

وقد أثمرت هذه الإجراءات نتائج إيجابية على صعيد الحفاظ على الأمن والاستقرار في شينجيانغ، ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. ففي عام 2020، بلغ ناتج شينجيانغ المحلي الإجمالي 1.38 تريليون يوان صيني (حوالي 212 مليار دولار أمريكي)، بزيادة 3.4% عن عام 2019. كما ارتفع دخل الفلاحين والرعاة بنسبة 8.6%، وانخفض معدل الفقر إلى 0.31% فقط.

وبالإضافة إلى التقدم الاقتصادي، شهدت شينجيانغ تطورا كبيرا في مجالات التعليم والثقافة والسياحة والبنية التحتية. ففي عام 2020، بلغ عدد المدارس في شينجيانغ 15,000 مدرسة، تضم 5.7 مليون طالب. كما بلغ عدد المؤسسات الثقافية 1,600 مؤسسة، تضم 2.8 مليون قطعة من التراث الثقافي. وفي ذات العام، استقبلت شينجيانغ 158 مليون سائح من داخل وخارج الصين، بزيادة 8% عن عام 2019.  

وفي مجال البنية التحتية، شهدت شبكة الطرق والسكك الحديدية في شينجيانغ تحسنا ملحوظا، حيث بلغ طول الطرق 223,000 كيلومتر، وطول خطوط السكك الحديدية 6,800 كيلومتر. كما تم تشغيل أول خط قطار فائق السرعة في شينجيانغ، الذي يربط بين أورومتشي وحامي، بسرعة تصل إلى 250 كيلومتر في الساعة.

  وبهذا، تظهر شينجيانغ وجها جديدا للعالم، وجها يعكس حقيقة التطور والتقدم الذي تشهده المنطقة في جميع المجالات، والذي يتنافى مع ما ينقله الإعلام الغربي من تضليل وتشويه للحقائق. فشينجيانغ هي منطقة متنوعة ومتسامحة ومزدهرة، تسعى إلى بناء مستقبل أفضل لشعبها والصين ككل.