الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

جون لوك.. رائد فكر فصل الدين عن الدولة في القرن السابع عشر

صدى البلد

احتفالًا بذكرى ميلاد الفيلسوف الإنجليزي جون لوك، نستعرض دوره البارز في تطوير التنوير وتعزيز الفكر الليبرالي. جون لوك، الذي كان فيلسوفًا ومفكرًا سياسيًا إنجليزيًا، ساهم بشكل كبير في تأسيس قواعد التنوير والتفكير الليبرالي. بالرغم من أنه كان يتلقى تدريبًا في مجال الطب، إلا أنه كان من أبرز المؤيدين للمنهج التجريبي في الثورة العلمية. وفي مقالته "في الفهم البشري"، قدم نظرية تصف النفس البشرية كورقة بيضاء تكتسب هويتها ومعارفها من خلال تجميع التجارب.

ولد جون لوك في أغسطس 1632 في مقاطعة سومرست في بريطانيا، وتعلم بشكل متميز حيث درس الطب في جامعة أكسفورد. ومع ذلك، كانت اهتماماته تتجه نحو الأفكار الكبرى في العالم، بما في ذلك مفهوم الحرية.

فصل الدين

لم يكن جون لوك معاديًا للدين، ولكنه شدد على أهمية فصل الدين عن الدولة. في رسالته حول التسامح، التي كتبها في عام 1689، قال: "لتحقيق دين صحيح، يجب أن تتسامح الدولة مع جميع أشكال الاعتقاد الديني والفكري والاجتماعي، وينبغي أن تكتفي بإدارة المجتمع وحكمه، دون أن تتدخل في فرض هذا الاعتقاد أو منعه. يجب أن تكون الدولة منفصلة عن الكنيسة، ولا ينبغي لأيٍ منهما التدخل في شؤون الآخر. هكذا يكون العصر هو عصر العقل، ولأول مرة في تاريخ البشرية يكون الناس أحرارًا وقادرين على استيعاب الحقيقة"

يرون البعض أن جون لوك، من خلال هذه الرسالة، وضع أسس العلمانية في القرن السابع عشر، من خلال تأكيده على فصل الحكومة عن الدين وفصل السلطات. ورأى أن دور الدولة هو رعاية مصالح المواطنين في هذه الحياة، في حين يسعى الدين لخلاص النفوس في الحياة الآخرة. وبذلك، كان يهدف إلى إنقاذ الدين من تدخل السلطة واستغلالها لأغراضها، ورأى أن تحيز الدولة لدين معين يشجع على النفاق والتدين ويهدد وحدة الدولة والتعايش السلمي بين المواطنين.