الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يؤكد على دور الأم في تنشئة أجيال صالحة

ملتقى المرأة بالجامع
ملتقى المرأة بالجامع الأزهر

عقد الجامع الأزهر اليوم الأربعاء، أولى حلقات الموسم السادس من البرامج الموجهة للمرأة والأسرة تحت عنوان "دور الأم في تنشئة جيل صالح في ضوء القرآن والسنة"، بحضور د. هبة عوف عبد الرحمن، أستاذ مساعد بقسم التفسير بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة، ود. فاطمة الزهراء محمد محرز، مدرس الحديث بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالمنصورة، وأدارت الحوار د. حياة العيسوي، الباحثة بالجامع الأزهر الشريف.

ملتقى المرأة بالجامع الأزهر يؤكد على دور الأم في تنشئة أجيال صالحين ينهضون بالأوطان

واستهلت د. هبة عوف، حديثها، قائلة إن الله -جل وعلا- شمل جميع المخلوقات بعنايته ورحمته، فلم يتركهم دون رعاية على الأرض، لذا سخر لهم كل ما يلزمهم للاستمرار في الحياة، وقسم لهم الأرزاق، ولعل أكثر الأشياء التي تدلنا على عظمة الخالق وقدرته سبحانه وتعالى هو وجود الأم في المُجتمع، فالأم هي أعظم كائن خلقه الله تعالى وهي الدليل القاطع على الرحمة بين الخلائق، ولما كانت التربية أمر سام لا تُتقنه إلا أم واعية بأسلوب مُتابعة الطفل وإشباعه بالمعاني والقيم التربوية الإيمانية، كان لزامًا على المرأة أن تغرف من بحور العلم ما تحتاج أن توظفه في حياتها التربوية مع أبنائها خاصة.

وأضافت د. هبة: ضربت لنا كثير من الأمهات الصالحات صورًا مُضيئة في تربية أبنائهم، وأبرز مثال على ذلك السيدة خديجة رضي الله عنها، والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وأم صلاح الدين الأيوبي وغيرهن من الكثيرات اللاتي تفنّن في غرس القيم النبيلة لدى أبنائهن، وعلى النقيض، فالأم المُهملة في حقوق أبنائها هي أول مَنْ يتلقى طعنات الانحراف، وأقسى الطعنات تتمثل في عقوق ابنها؛ ولذلك لنا أن نتساءل عن أهم ما يمكن للأم أن تقدمه لأبنائها.

من جهتها أوضحت د. فاطمة الزهراء محمد محرز، أن النساء مصانع الرجال، وإذا صلحت المرأة صلح البيت والمجتمع، ويُرجع كثير من العلماء السبب في تماسك المجتمع الإسلامي وانتصاره على الغزاة إلى المرأة المسلمة وتمسكها بدينها وعقيدتها الإسلامية، فقد آثرت من كان لها ولداً أن يكون من أبناء الآخرة لا من أبناء الدنيا، ولعل في التاريخ نماذج مشرفة من أمهات كن ذلك النبع المعطاء فكان أولادهن ثمار غرسهن ، وصدق الشاعر حين قال : 
وما التأنيث لاسم الشمس عيبٌ ... ولا التذكير فخر للهلالِ.

وعددت د. فاطمة الزهراء ، مواصفات الأم الصالحة، وكيفية إعداد الأم،  وطرق تربية النشء وإعداده إعداداً جيداً، ثم اختتمت حديثها بذكر نماذج مضيئة للأمهات الصالحات كأسماء بنت أبي بكر – وهند بنت عتبة – وصفية بنت عبد المطلب – وأم سليم – ونسيبة بنت كعب – والخنساء – ووالدة الإمام الشافعي – ووالدة الإمام البخاري.

من جهتها ، ذكرت د. حياة حسين العيسوي، أن الشريعة الإسلامية حرصت على تنشئة الأبناء ورعايتهم رعاية شاملة تقوم على الصلاح وحسن التربية وتؤسس لمجتمع فاعل متكامل متماسك ، والإسلام بدوره سلط الضوء على قضايا رعاية الأبناء وتنشئتهم تنشئة تلائم برسالة الاستخلاف من أجل نشر الخير، فالإنسان يحتاج إلى أسرة لكي يعيش فيها كفاح أب وحنان أم، فالأمومة تعني العاطفة، والرجل يمثل العقل والكفاح والجد ، ولكل منهما مهام تكمل بعضها البعض؛ قال تعالى : " وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (١) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (٢) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (٣) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ".

وأضافت: ان صلاح الآباء والأمهات ينعكس على الأبناء، فقد قال تعالى : " وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا " ، فبالاجتهاد في طاعة الله أطيب الثمار في نجاح وفلاح الكبار والصغار، حيث قال تعالى : " فانطلقا حتى إِذَآ أَتَيَآ أَهْلَ قَرْيَةٍ استطعمآ أَهْلَهَا فَأَبَوْاْ أَن يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَاراً يُرِيدُ أَن يَنقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً "، وكان سيدنا موسى عليه السلام لا يعلم علم العبد الصالح من أن الجدار كان تحته كنز ليتيمين كان أبوهما رجلاً صالحا، وأهل هذه القرية لئام ، فقد رفضوا أن يطعموا العبد الصالح وسيدنا موسى عليه السلام ؛ لذلك كان من الضروري إقامة الجدار حتى لا ينكشف الكنز ويستولي أهل القرية عليه ولا يأخذ الغلامان كنز أبيهما الذي كان رجلاً صالحاً .

وتابعت: العمل الصالح ينعكس على الأولاد من بعد الآباء والأمهات، واقرأ قوله سبحانه وتعالى: "وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا "، مشيرًا إلى أن ميزان التربية الأولى وأهم شيء في التربية أن لا يجد في عملك ما يناقض كلامك ، فلا تقع حواس الطفل على نقيصة أنت تقول له غيرها إذن فسدت التربية، ولا بد للمرأة من الشعور بالمسؤولية في تربية أولادها وعدم الغفلة والتساهل في توجيههم كسلاً أو تسويفاً أو لا مبالاة. قال تعالى : " أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ " .

ونصحت الشباب والفتيات أن يتأملوا من استقام كيف مستقبله ، ومن أهمل كيف كان مستقبله، ثم يغرس هذه في إخوته الصغار وفي بنيه إن كبر، يوم ينتبه لهذا لا يكون إلا على استقامة.

جدير بالذكر أن هذه البرامج تعقد برعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وبتوجيهات الدكتور محمد الضويني وكيل الأزهر، وبإشراف الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية للرواق الأزهري، والدكتور هاني عودة، مدير عام الجامع الأزهر.