الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

منظمات دولية تحذر من عمليات الدفن الجماعي في ليبيا

الأزمة في درنة
الأزمة في درنة

حذرت ثلاث منظمات صحية دولية من عمليات الدفن الجماعي المتسرع للجثث في ليبيا في أعقاب الفيضانات الكارثية التي وقعت هذا الأسبوع.

وتقول منظمة الصحة العالمية، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، واللجنة الدولية للصليب الأحمر إن الجثث، على الرغم من صعوبة النظر إليها، لا تشكل تهديدا يذكر أو لا تمثل أي تهديد على الإطلاق.

وجاء في بيان منظمة الصحة العالمية إنه: "وسط الخسائر الفادحة في الأرواح بسبب الكوارث والصراعات، غالبًا ما يكون هناك خوف وسوء فهم لا أساس لهما فيما يتعلق بالموتى"، مضيفة "إن جثث الأشخاص الذين لقوا حتفهم متأثرين بجراح أصيبوا بها في كارثة طبيعية أو نزاع مسلح لا تشكل خطراً صحياً على المجتمعات المحلية على الإطلاق"، وفقا لما أوردته إذاعة صوت أمريكا.

وأشار بيان الصحة العالمية إلى أنه بينما لا ينبغي أبدا ترك الجثث بالقرب من إمدادات المياه، فإن "الاعتقاد بأن الجثث ستسبب أوبئة لا تدعمه الأدلة... أولئك الذين ينجون من حدث مثل كارثة طبيعية هم أكثر عرضة لنشر المرض من الجثث".

 

وأوضحت المنظمات الصحية أن المرة الوحيدة التي تشكل فيها الجثث خطرا صحيا على انتشار الأوبئة هي عندما تكون الوفيات ناجمة عن أمراض معدية أو عند حدوث كارثة طبيعية في منطقة تتوطن فيها الأمراض المعدية.

ونوهت المنظمات إلى أن لديها فرقًا في ليبيا لمساعدة السلطات المحلية بالتوجيه والمواد والتدريب على دفن الموتى، لافتة إلى أنها تدرك أن وجود الجثث يمكن أن يكون مرهقًا، مما يؤدي إلى الدفع نحو الدفن الجماعي لكن "هذا النهج يمكن أن يكون ضارا بالسكان"، كما قالت المنظمات، ويمكن أن يكون له في كثير من الأحيان تداعيات قانونية وعاطفية.

وبدلاً من ذلك، يجب أن تشتمل عمليات الدفن المُدارة بشكل جيد على مقابر فردية يمكن تتبعها بسهولة وتوثيقها بشكل صحيح في مواقع الدفن المحددة. ويجب أن تتضمن أيضًا الموقع الدقيق لكل جثة، بالإضافة إلى المعلومات المرتبطة بها والممتلكات الشخصية.

وقال جوين إيمر، كبير مسؤولي الصحة العامة في حالات الطوارئ بالاتحاد الدولي ورئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر: "إن الاندفاع غير الضروري للتخلص من جثث القتلى في الكوارث أو النزاعات يحرم العائلات من فرصة التعرف على أحبائهم والحداد عليهم، بينما لا يقدم أي فائدة للصحة العامة". 

وأضافت أن "المعاملة الكريمة للموتى تتطلب وقتا مناسبا للتعرف على المتوفى والحداد عليه وأداء طقوس الجنازة وفقا للأعراف الثقافية والاجتماعية المحلية".

وتعاني مدينة درنة الواقعة في شرق ليبيا من الدمار الكبير الذي حل بها بسبب الفيضانات والسيول التي استهدفتها جراء العاصفة دانيال التي ضربت المدينة الأحد الماضي.

وتسببت العاصفة دانيال في مقتل 11 ألف شخص والحصيلة مرشحة للزيادة، ناهيك عن عشرات الآلاف من المفقودين الذي قضوا تحت الأنقاض أو جرفهم السيل إلى البحر.