نظمت مكتبة الإسكندرية أولى محاضرات الموسم الثقافي القبطي الـ 14 بعنوان "المؤرخون الأقباط في القرن الثامن الميلادي وأهم كتاباتهم"، والتي تحدث فيها استاذ تاريخ الكنيسة وعلم المخطوطات بالمعاهد اللاهوتية، وعضو لجنة التاريخ القبطي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية القمص "يوسف تادرس الحومي".
وأوضح أن هذا القرن تميز بوجود ثمانية مؤرخين بعضهم من الأساقفة وبعضهم من الكتُاب وبعضهم من الشمامسة ، كتب أحدهم تاريخ العالم القديم ابتداء من آدم وحواء حتى عصره، وبعضهم اهتم بكتابة تاريخ بابوات الكنيسة وقديسيها، وآخر اهتم بالكتابة بتفاصيل عن رحلة العائلة المقدسة لمصر، ومن هذه التواريخ ما كتب عن دخول العرب لمصر وأزاح الغموض عن شخصية المقوقس وتشكل هذه التواريخ جزءً كبيرًا من تاريخ مصر في هذه الفترة المهمة المعاصرة لحكم الأمويين والعباسيين.
وفي سياق متصل، نظّمت مكتبة الإسكندرية من خلال متحف الآثار ومركز زاهي حواس للمصريات محاضرة بعنوان «المكتبات في مصر القديمة»، تحدث فيها أستاذ المكتبات بكلية الآداب جامعة حلوان، ومدير مكتبة العاصمة الإدارية الجديدة الدكتور زين عبد الهادي.
وتطرّقت المحاضرة إلي أن المصريين عرفوا المكتبات والكتب بأشكالها القديمة، وعرفوا المكتبات والكتب بأشكال مختلفة ، فأشار العديد من المراجع والمصادر اللاحقة إلى وجود مكتبات في أجزاء مختلفة من مصر، تعود إلى عصور فرعونية مختلفة، بما في ذلك مكتبة عُثر عليها في تل العمارنة، وهي مدينة قديمة بالقرب من الضفة الشرقية لنهر النيل، جنوب القاهرة، وتبعد حوالي 190 ميلاً، بناها الملك أمنحتب الرابع حوالي عام 1396 ق.م ، وأصبحت عاصمة لدولتها، وعُثر في أحد دورها على ألواح طينية ولفائف بردية مكتوبة بالخط المسماري، مما يوحي بأنه كان مكتبة أو دارا للسجلات والوثائق.
كما أوضحت أنه تم العثور على بقايا أثرية لمكتبة في مدينة طيبة عاصمة الصعيد منذ الأسرة الـ 11 ، والتي تحتوي على أكبر مجمع أثري في العالم، حيث تشير الآثار الموجودة فيها إلى وجود وثائق وسجلات من مصر، يعود تاريخ مخطوطات البردي فيها إلى حوالي 1200 قبل الميلاد.