الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

ممثل الصوفية: الملتقيات العلمية للطرق تحارب التطرف والانحراف الفكري

صدى البلد

شارك  الدكتور حسين  رضوان المشرف العلمي بالساحة الرضوانية بمصر، في فعاليات ملتقي التصوف العالمي في نسخته الثامنة عشر والذي تنظمه الطريقة القادرية البودشيشية بمداغ ناحية بركان بالجهة الشرقية للملكة المغربية.

ملتقي التصوف العالمي 

وقال رضوان، إن هذه المؤتمرات والملتقيات التي تشرق على العالم من الزاوية البودشيشية بأرض مداغ بالمغرب إنما هي رسالات علم وحكمة ونور وبصيرة وقبس من نور النبوة تعبر تعبيرا جميلا عن مواريث النبوة وتطوي بهديها صفحات الظلام ومفاهيم التطرف والإنحراف الفكري والعقائد وتؤسس وتشيد منارة يستضيء ويهتدي بها طلاب طريق الحق والصدق في سيرهم ومسيرتهم إلى ربهم وخالقهم .
قال تعالى : وَمَنۡ أَرَادَ ٱلۡأٓخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعۡيَهَا وَهُوَ مُؤۡمِنٞ فَأُوْلَٰٓئِكَ كَانَ سَعۡيُهُم مَّشۡكُورٗا.


وتابع: ولما كان السادة الصوفية رضي الله عنهم هم أصحاب الترياق المجرب والدواء المطبب لقلب الإنسان ونفسه وشخصه وأحواله كان لهذا الطب والدواء أثرعظيم في أن يكون الإنسان البشري نافعا لنفسه ولأهله ولمجتمعه ولوطنه فإن السادة الصوفية رضى الله عنهم لا يكتفون بأن يوضحوا للناس أحكام الشرع وآدابه بمجرد الكلام النظري فقط ولكنهم بالإضافة إلى ذلك يأخذون بأيدى تلاميذتهم ويسيرون بهم في مدارج الترقي بل ويشملونهم بعطفهم وحنانهم وتوجيهاتهم في جميع مراحل سيرهم إلى ربهم وخالقهم ولذلك قال حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي رضى الله عنه :"الدخول مع الصوفية فرض عين إذ لا يخلو أحد من عيب إلا الأنبياء عليهم الصلاة والسلام"، وقال سيدي أبوالحسن الشاذلي رضي الله عنه:" من لم يتغلغل في علمنا هذا مات مصرًا على الكبائر وهو لا يدري".


وأضاف: ثم إنه لا يخفى على كل ذى عقل لاذب وذهن ثاقب أن لأئمة التصوف الدورالأكبر والفضل الأعظم في غرس معاني المحبة والإحترام والتقدير والإجلال للأوطان بل إنهم غرسوا في أبنائهم وأحبابهم وطلابهم أنه من أساس الإيمان محبة الأوطان وإعمارها وها أنا أذكر لكم من كلام الحبيب الأعظم والنبى الأكرم سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم )واذكر لكم أيضا من كلام الأئمة الأجلاء والعلماء العظماء المؤتمنين على الدين بصدق.
أذكر لكم ما جرت به ألسنتهم الشريفة النبيلة المنورة بنور القرب من حضرة الله وحضرة مولانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) أذكر لكم أحوالهم ومواجيدهم واشواقهم وأذواقهم في محبة الوطن، قال الله تعالى ﵟوَلَوۡ أَنَّا كَتَبۡنَا عَلَيۡهِمۡ أَنِ ٱقۡتُلُوٓاْ أَنفُسَكُمۡ أَوِ ٱخۡرُجُواْ مِن دِيَٰرِكُم مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٞ مِّنۡهُمۡۖ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ فَعَلُواْ مَا يُوعَظُونَ بِهِۦ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡ وَأَشَدَّ تَثۡبِيتٗا.


وأردف: قال فخر الإسلام والمسلمين الإمام الفخر الرازي رحمه الله تعالى في تفسيره :"فانظر كيف جعل الله مشقة فراق الوطن تعادل إزهاق النفس"،ولقد روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فأبصر جدرات المدينة المنورة أوضع راحلته إليها من حبه لها "أي أسرع في السير إليها يقول الحافظ ابن حجر العسقلانى (رحمه الله تعالى ) وفي هذا الحديث دليل على مشروعية محبة الأوطان والحنين والإشتياق إليها.