قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

وكانوا إخوان الشياطين !


لا معني للحديث عما يسمي بالشرعية الثورية ، رغم ان الشرعية البرلمانية اكتلمت اشكالها ، واصبح لمجلس الشعب المنتخب ، اعضاء تحت قبته ، و بصرف النظر عن توجهات هؤلاء الاعضاء ؟
غريب بدء بعضهم التشكيك في طريقة وصول اعضاء البرلمان الي البرلمان ، بالتزامن مع انعقاد اولي جلساته بعد يناير .
قالوا ان نسبة الاسلاميين داخل البرلمان ، مخالفة لنسبتهم في الشارع ، وقالوا ان الشارع المصري و سطي وتيارات الاسلام السياسي ليست كذلك .. وقالوا كلاما كثيرا ، ومنح الاعلام هؤلاء فرصة ، باسم الثورة .. ولازال ، وكانت غلطة ، لان الكلام غريب .
لماذا غريب هذا الكلام ؟ ولماذا لا معني له ؟
لان الديمقراطية هي صناديق التصويت ، واصوات الناخبين هو الرأي العام ، بصرف النظر ايضا عمن اتي به الرأي العام الي مقاعد مجلس الشعب ، او الي رئاسة النوادي الرياضية .
ليست ديمقراطية اذا ، ان ينادي بعضهم بالديمقراطية ، حسب ما يريدون ويشتهون ، وان لم يكن ، يعودوا للتشكيك ، والتنظير .
اول برلمان بعد يناير بروفة ، لها دلالات . الاولي ان السياسة استقطاب ، والتيارات الاسلامية نجحت في حشد الشارع ، واكتسبت اصواته وثقته حتي الان ، بينما باقي التيارات لم تستطع ان تفعل .
الثانية ، ان الاخوان المسلمين مثلا ، كانوا في الشارع ، بينما اتضح ان المنظرين ، تواجدوا فقط علي شاشات الفضائيات ، وفي استديوهات قناة الجزيرة .
ان المنظرين كانوا اخوان الشياطين .. والشارع في مصر مل الشياطين ، و كلام الناشطين .
واظهرت الانتخابات ان الشارع الذي دفع " يناير " الي النجاح ، كانت له مطالب ، ربما فهمها بعض المحسوبين علي الثورة ، بطريقة لا تمت للواقع بصلة .
صحيح الشارع لديه الرغبة في حكم نفسه بنفسه ، لكنه يريد ايضا محاور واضحة لتحقيق متطلباته الاساسية ، تعليم وصحة ، ومحليات لها شكل المحليات .
الشارع يريد اصلاحات الان ، و هو اراد من يقترب منه ، لا من يلقنه ما الذي يجب ان ينادي به .
الشارع يريد تعليم وصحة وسلع اساسية ، الان ، بينما بعضهم يريد ان يستنطق الشارع بضرورة تسليم المجلس العسكري للسلطة فورا !
قطاع كبير من المصريين ، يرون في الثورة املا في الاستقرار ، و بشائر لانصلاح احوال الاقتصاد ، ولا يرون ان الثورة تعني بالضرورة ، نفوذا لحركة ٦ ابريل ، او تاكيدا لتشكيل الدكتور البرادعي مجلسا رئاسيا .
والذي حدث ان الاخوان كانوا الاقرب الي الشارع ، واظهر السلفيين انهم اقرب الي الله .
صحيح لا امل في استطاعة حكم اسلامي علي الاصلاح ، ولا سوابق تاريخية ، او حديثة في اقامة الحكومات الاسلامية انظمة مدنية قادرة علي مواكبة العصر ، لكن في الوقت نفسه ، لا مدنية ولا ديمقراطية ، الا بداية من الصناديق ، والصناديق هي التي اتت بالاسلاميين .
المعني ، ان هناك احيانا فارق في السياسة بين " الذي حدث " وبين " المفروض " ، لذلك فاذا كان " الحرية والعدالة " قد استغل رخصته الشرعية ، فصبغ البرلمان المصري ، بلونه في اول دورة برلمانية بعد يناير ، فان علي اخرين ان يعملوا علي تغيير " الذي حدث " ، الي " المفروض " في الدورة القادمة .. بالنزول من الفضائيات الي الحواري ، والعشوائيات .
الديمقراطية ، انتخابات ، لا التشكيك في " اصوات الناخبين " ، و الديمقراطية هي اختراق الشارع واستمالته ، بتحقيق مطالبه ، ليست الطعن في " احقية النواب " الذين دخلوا البرلمان .. باصوات الناخبين !