الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: وعد الله ووعد بلفور

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

ما يحدث فى غزة من تصعيد إسرائيلي واستهداف المدنيين العزل يعيد الى الاذهان تاريخ القضية الفلسطينية منذ ان قام المدعو بلفور بإبراز وعده لليهود بوطن بديل لهم . واختار بلفور فلسطين ارض الميعاد لكل يهودى فى جميع انحاء العالم . ومنذ عام ١٩١٧ عام وعد بلفور والتاريخ الفلسطيني حزين وملىء بالممارسات التعسفية الإسرائيلية؛  بل وبكل الخروقات القانونية والإنسانية. 

فقد ذاق الفلسطينيون كافة أنواع الألم والهوان على ايدى اليهود المنتمين الى الديانة فقط ؛ وافعالهم صهيونية وتعاملاتهم غير إنسانية . تاريخ الالام الفلسطينية سطر منذ ان اعطى من لاعهد له ارضا لمن لاحق له ، ومنذ هذه اللحظة ويبتلع اليهود الأراضي الفلسطينية بلعا ؛ ويقومون بتهويد الأراضي المحتلة وتغيير معالمها وتاريخها . 

الاحتلال الإسرائيلي لم يترك بشرا ولا حجرا ولاشجرا الا وأتى عليه ، وانتزع الامن والأمان من الواقع الفلسطيني ليصل الى ذروة غطرسته بما تقوم به آلته الحربية من دمار شامل للقطاع وابادة شعبه تحت مرأى ومسمع من المجتمع الدولى الذى غض بصره عما تقوم به الترسانة الحربية الإسرائيلية المدعومة أمريكيا وغربيا ، هذا المجتمع الدولى الذى يدافع عن أمن إسرائيل وشعبها هو نفس المجتمع الذى لم يتكلم كلمة حق لما يعانيه الفلسطينيون بصفة عامة وأهالي قطاع غزة بصفة خاصة ، الذين يعيشون فى سجن مفتوح منذ ١٦ عاما فى ظل حصار إسرائيلي وغطرسة يهودية وتجاهل دولى لأدنى حقوق الانسان وهى العيش فى أمان . ما يجرى فى قطاع غزة وما حدث منذ طوفان الأقصى جاء من مفهوم   دفاع فلسطيني عن الأرض والعرض ، فهل تصمت مغتصبة ؟ هل يستمر حصار الفلسطينيين وانتهاك حقوقهم وسلبها وهم فى ارضهم .

 هل يتحمل أي انسان ان يدخل عليه فى بيته محتل ويعامله على انه الغريب وهو صاحب المكان ويصمت صاحب البيت !! هل من الصح او العدل ان تكمم الافواه وتربط الايادى وتكبل الارجل الفلسطينية باسم حماية الإسرائيليين من الفلسطينيين !! من يتحمل مايقوم به المستوطنين من انتهاك للأقصى بحماية القوات الإسرائيلية ؟ من يرضى بهذا الهوان والذل المجدول منذ الاحتلال الإسرائيلي الأراضي المحتلة وحتى اشعار آخر !!

الإسرائيليون جاءوا الى فلسطين بوعد بلفور وسينتهى وجودهم بوعد الله وما ذكره فى كتابة المقدس وما يفسره الان العديد من رجال الدين حول طوفان الأقصى وبانه نصر من الله وفتح قريب . بين وعد بلفور الوضعى ووعد الله القاطع الصادق تحدث ولا حرج فوعدهم باطل وتجمعهم تنفيذ لإرادة الله بأن يكونوا كلهم فى مكان واحد حتى يقضى الله امرا كان مفعولا. وعد بلفور اعطى من لايملك  لمن  لاحق له وخلق فوهة بركان فى منطقة الشرق الأوسط لن تخمد حممها الا بحل دائم وشامل للقضية الفلسطينية، حل يضمن للمواطنين الفلسطينيين حقهم فى العيش فى سلام ويقيم لهم دولة عاصمتها القدس الشريف . وعد بلفور وان قام ونفذ على ارض الواقع الفلسطيني الا انه باطل ولن يدوم مهما حاولت إسرائيلية بكل أنواع الدعم الأمريكي الغربى مساندته والوقوف بقلب رجل واحد الى جانب إسرائيل ؛ لان ما بنى على باطل فهو باطل .

وعد بلفور هو ذلك الوعد الذى لن يضمن امن بنى صهيون لان امنهم مرهون بأمن الفلسطينيين وامانهم ، وذلك سيتحقق فقط بإقامة الدولة الفلسطينية التى عز الإعلان عنها وعن وجودها الفعلى . اما وعد الله فهو نافذ وسيتحقق فقط بوجود رجال اشداء على الكفار رحماء بينهم وربما ما حدث مؤخرا وما عرف باسم طوفان الأقصى هو بداية نهاية تراكمات أعوام من صراع بين الحق والباطل استقوى فيه الأخير حتى جعل اهل الحق يظنون ان الحق عز تحقيقه وصعب وجوده . 

وعد بلفور باطل ووعد الله نافذ والأيام خير شاهد ودليل قاطع .