الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

حكاية قهوة الفيشاوي مع نجيب محفوظ

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

لعبت المقاهي دورًا محوريًا في أعمال نجيب محفوظ، لارتباطه بالعديد من المقاهي منذ الطفولة، ومن بين هذه المقاهي قهوة «الفيشاوي»، التي اختار نجيب محفوظ الجلوس عليها منذ صباه الباكر، اقتداء - كما قال - بجلسات أبيه، فإنه مثل حلقة فى سلسلة طويلة، تبدأ بالملك فاروق وتستمر في أم كلثوم وعبد الوهاب والسباعي وعبد القدوس والأطرش وعبد الحليم والموجى والطويل وعشرات غيرهم.

قهوة الفيشاوي حسب كتاب «زيارة أخيرة إلى حضرة نجيب محفوظ»، للكتاب محمد جبريل، أنشئت في ١٨٦٣ ، في عهد الخديو إسماعيل، وكان مظهرها متسقا مع حي الحسين الذي تقع في أحد شوارعه الضيقة، إذ عرف نجيب محفوظ الفيشاوى منذ طفولته الباكرة، دردش، ودخل في مساجلات، وفرض حضور بديهته في النكتة، والقفشة، والقافية التي انتصر فيها على النجمين الفار وسلطان، أهم شخصيتين في هذا المجال، ولعلنا نشير إلى قوله: (كان السهر فى الفيشاوى حتى الصباح من أجمل ساعات عمری).

والقول بأن نجيب محفوظ كتب بعض رواياته في القهوة، ينفيه حرص محفوظ - اختبرته! - على سرية إبداعه حتى يدفع به للنشر، ومن أهم الصور التي نشرت لمحفوظ، جلسته على قهوة الفيشاوى، يطالع ما يقدمه له عم إبراهيم بائع الكتب الضرير، والذي كان معلما لافتا في حي الحسين، وفي سنة فوز محفوظ بنوبل، زار القهوة، وكتب في دفتر سجلاتها "في هذا اليوم السعيد، زرت قطعة جمعت بين عبق التاريخ وجمال الحاضر، وفيها الفن والذوق، وما تشتهى الأنفس"، وقد حفر اسم بعض روايات محفوظ على أزيلت القهوة فيما بعد، وشيدت -بدلا منها- فوق سطح الأرض، قهوة باسم خان الخليلي، صغيرة، بابها يفتح على حي الحسين، ثم تمتد طولا في شبه ممر، تصف على جانبيه الموائد، وينتهي بشرفة خشبية تطل على خان الخليلي الجديد.