الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الهدنة لن تسقط.. مصر تضغط نحو التهدئة داخل قطاع غزة والجميع يستجيب

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء

تحركات موسعة تجريها القاهرة للحفاظ على الهدنة القائمة داخل قطاع غزة، بل تعمل مصر ومن خلال التعاون مع الشركاء الإقليميين والدوليين على تثبيت الهدنة عدة أيام أخرى والوصول لوقف كامل لإطلاق النار في القطاع، والبحث عن حل دائم لهذا الصراع الذي أرق المنطقة وحرم الفلسطينيين من حقوقهم التاريخية.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، السبت، تانيا فاجون نائبة رئيس الوزراء وزيرة خارجية سلوفينيا، وجواو كرافينيو، وزير خارجية البرتغال، في حضور سامح شكري وزير الخارجية.

الهدنة الإنسانية في غزة

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المستشار أحمد فهمي، أن الجانبين السلوفيني والبرتغالي رحبا بالهدنة الإنسانية المُعلنة بقطاع غزة، مثمنين الدور المصري القيادي، استراتيچياً وسياسياً وإنسانياً، على امتداد الأزمة منذ اندلاعها يوم 7 أكتوبر الماضي، الذي كُلل من خلال الوساطة المشتركة بالتوصل إلى الهدنة وتبادل الإفراج عن الأسرى والمحتجزين، بالإضافة إلى دور مصر المُقدَّر كذلك في إجلاء الرعايا الأجانب من القطاع.

وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد التوافق حول ضرورة استكمال العمل لتثبيت الهدنة، والبناء عليها للتوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار، إلى جانب ضرورة تقديم الدعم الفوري والفعال لجهود الإغاثة الإنسانية للقطاع، على النحو الكافي لإعاشة أهالي غزة الذين تعرضت سُبُل عيشهم وأمنهم للتدمير، كما شهد اللقاء التوافق حول الرفض القاطع لتهجير أهالي غزة من أراضيهم.

وثمن الرئيس السيسي مواقف دولتي البرتغال وسلوفينيا من النزاع، منوهاً إلى عضوية سلوفينيا غير الدائمة بمجلس الأمن لعامي 2024/2025، ومؤكداً أهمية تحرك المجتمع الدولي بجدية للتوصل إلى تسوية شاملة للقضية الفلسطينية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، على نحو يحقق العدل ويضمن الأمن والاستقرار الدائمَيْن في المنطقة، لجميع شعوبها.

ونجحت أول وتاني أيام الهدنة الإنسانية في غزة، وشهد معبر رفح على مدار الجمعة، عبور 200 شاحنة مساعدات، وعدد 2 سيارة إسعاف من منحة صندوق تحيا مصر، بجانب عبور 15 شاحنة تابعة للمستشفي الميداني الأردني.

وتم علي مدار اليوم عبور 11 شاحنة تابعة للمستشفى الميداني الإماراتي وبرفقتهم الطاقم المرافق، كما تم استقبال 17 مصابا من ضحايا العدوان الإسرائيلي ، برفقتهم 15 شخصا من ذويهم ، فيما تم عبور 12 فلسطينياً مصاب ومرافقيهم وتم تسليمهم لتركيا والإمارات، فيما اجتاز المعبر 132 فلسطينيا آخرين.

وتوالت الإشادات العالمية بجهود القاهرة في وضع اللمسات الأخيرة من اتفاق الهدنة وتبادل الأسري، بعد سلسلة من المفاوضات متعددة الأطراف، والاتصالات الدبلوماسية عالية المستوي، بجانب دولة قطر والولايات المتحدة الأمريكية خلال الحرب التي امتدت لأكثر من شهر ونصف.

ووجه الرئيس الأمريكي جو بايدن بالشكر للرئيس السيسي، مؤكداً أن الهدنة الحالية تعد فرصة لإيصال المزيد من المساعدات إلى قطاع غزة.

تبادل الأسرى ببن الطرفين

بدورها، رحبت باريس بالاتفاق الذي نجح بجهود مصرية ـ قطرية ، مشيرة علي لسان وزارة الخارجية إلى فرنسا تحشد كل جهودها من أجل إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين فى إطار الاتفاق الذى يجرى تنفيذه فى الوقت الراهن.

وأعربت وزيرة خارجية المانيا آنالينا بيربوك، عن شكرها لمصر وقطر والصليب الأحمر بعد الإفراج عن أربعة من الألمان من قطاع غزة.

من جانبه قال الدكتور أحمد سيد أحمد المحلل السياسي، إن صفقة تبادل الأسرى التي بدأت الجمعة بين حركة حماس وقوات الاحتلال الإسرائيلي هي ثمار الدبلوماسية المصرية الفاعلة والنشطة خلال الأسابيع الماضية، حيث كثفت مصر من جهودها وكذلك اتصالاتها مع الشركاء الإقليمين مثل قطر وبقية الدول العربية، وكذلك الشركاء الدوليين مثل الولايات المتحدة الأمريكية بهدف الوصول إلى هدنة إنسانية ووقف لإطلاق النار ضد الشعب الفلسطيني الذي يواجه تحديات كبيرة داخل قطاع غزة.

وأضاف "سيد أحمد" في تصريحات لـ"صدى البلد"، أن هذه الهدنة تعكس الجهود المصرية وانحيازها إلى الشعب الفلسطيني من خلال الاستراتيجية المصرية بالعمل على الجانب الإنساني من خلال إدخال المساعدات وتنفيذ الهدنة وقف إطلاق النار بهدف تخفيف المعاناة الشعب الفلسطيني.

وتابع: اتخذت مصر أيضا المسار السياسي المتعلق بحل النزاع القائم بين الدولتين بما يتطلب أزاله أسبابه من الجذور ووقف هذا العدوان الغاشم ضد الشعب الفلسطيني وجرائم الاحتلال الإسرائيلي.

وكانت كشفت حركة حماس الفلسطينية في بيان لها، فجر الأربعاء، التفاصيل الكاملة حول التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار مؤقت لمدة أربع أيام مع الجانب الإسرائيلي، مشيرة إلى أنه الاتفاق يتم بموجبه إبرام صفقة لتبادل الأسرى بين الحركة حماس وتل أبيب، ووقف كافة الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في كافة مناطق غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في القطاع.

وأشادت حماس بـ الجهود المصرية والقطرية في التوصل للاتفاق من خلال الجهود الحثيثة والمقدرة من قيادة الحركة للبلدين، مؤكدة أن الاتفاق يشمل إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية والوقود إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالاً وجنوباً، وإطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عاما مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء الشعب الفلسطيني من سجون الاحتلال الإسرائيلي دون سن 19 عاماً وذلك كله حسب الأقدمية.

حركة الطيران أعلى غزة

ويشمل الاتفاق وقف حركة الطيران في جنوب غزة على مدار الأربعة أيام، وقف حركة الطيران في شمال القطاع لمدة 6 ساعات يوميا، مشيراً إلى أنه خلال فترة الهدنة يلتزم الاحتلال الإسرائيلي بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة، ضمان حرية حركة الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه على طول شارع صلاح الدين.

وأوضحت حماس أن بنود هذا الاتفاق قد صيغت وفق رؤية المقاومة ومحدداتها التي تهدف إلى خدمة الفلسطينيين وتعزيز صمودهم في مواجهة العدوان الإسرائيلي، وعينُها دوماً على تضحيَّاته ومعاناته وهمومه، وأدارت تلك المفاوضات من موقع الثبات والقوة في الميدان، رغم محاولات الاحتلال تطويل أمد المفاوضات والمماطلة فيها، مؤكدة أنه مع إعلان التوصل لاتفاق الهدنة فإنها تؤكد أن أيديها ستبقى على الزناد، للدفاع عن الشعب الفلسطيني ودحر الاحتلال والعدوان.

ووعدت حماس الشعب الفلسطيني بأنها ستكون من الأوفياء لدمائهم وتضحياتهم وصبرهم ورباطهم وتطلعاتهم في التحرير والحرية واستعادة الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

كانت الحكومة الإسرائيلية قد صادقت رسميا على تنفيذ صفقة الأسرى واتفاق الهدنة المؤقت لمدة خمسة أيام اعتبارا من الخميس، وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن الحكومة وافقت على صفقة إطلاق سراح نحو 50 رهينة إسرائيلية لدى حماس بعد 6 ساعات من المناقشات.


-