الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

هل شراء أشياء من ماركات غالية الثمن إسراف؟

صدى البلد

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء، إن الله عز وجل جعل الإسراف أمرا سلبيًا، وغير مرغوب وغير إيجابي، قال تعالى"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رحمة الله".

وأضاف جمعة، في منشور سابق له، أن الله عز وجل قال “إنه لا يحب المسرفين”، والمسرفين يجرمون في حق أنفسهم والآخرين، والإسراف جريمة كبرى يجب علينا أن نضع لها حل وإلا آذينا أنفسنا والآخرين والنبي يقول: ”لا ضرر ولا ضرار".

وتابع: “فالإغراق والإسراف مصيبة كبرى، وقد أتى سيدنا محمد ليوسع الأمر لكى يرفع من النفس البشرية أي نوع من أنواع حب الإسراف أو التوجه إليه”.

وأشار الى أنه فى حديث لسعد بن أبي وقاص “رضى الله عنه”، أنه كان يتوضأ فمر عليه رسول الله فقال: "ما هذا يا سعد أكل هذا في الوضوء؟ أى أنه يسرف فى الماء – هذا سرف، فقال له أفي الوضوء سرف، فقال “نعم ولو توضأت من نهر جار” وقال تعالى “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا”.

وأوضح أنه لو قال شخص: “أنا أحب اشترى الأحذية الغالية أو الساعة الفلانية وسعرها مرتفع أو العربية نوع كذا وأيضا هي غالية الثمن فهل هذا إسراف؟ فلو واحد قادر دون الإخلال بمقتضيات الحياة أن يشترى الساعة أم 100 ألف مثلا، فيكون غير مسرف لأنه لم يخل، والسرف نسبي”.

وذكر مثالا آخر أن الرجل لكى يستطيع أن يقوم بوظائفه الحيوية يحتاج إلى 3200 سعر حراري فى اليوم، المرأة تحتاج إلى 2200 سعر حراري مثلا، فما يحتاجه جسم الشخص سواء كان ضخما أو رياضيا أو ما إلى ذلك يحسب على الوزن، فنجد شخصا يريد كمية أكل أكبر من الآخر، فالسرف هنا يكون لو أكل الشخص فوق هذا الاحتياج.

وأشار إلى أن الله عز وجل نصب الإنسان حارسا وخليفة في الكون، وجعله مهيمنا على ما فيه من منافع وتسخيرات حتى يظل سيدا وخليفة فلا يُحْتَكَمُ عليه من غير جنسه، وهي مسئولية يحاسب عليها في الآخرة، ويجازى بمقتضى فعله فيها إن خيرا وصلاحا فخير وإن شرا وفسادا فشر.

ونوه إلى أن إعمار الكون والمحافظة على البيئة عملية تقوم على بعدين: البعد الأول يتعلق بالتصورات العقائدية التي ترسم العلاقات بين الإنسان والكون والإله. والبعد الثاني يتعلق بالتصورات الفقهية التي تصدر عنها الأحكام الشرعية والتي تنظم العلاقات بين الإنسان والكون وبين الإنسان والخالق.

وأوضح أن هذا المنهج يعكس ما جاء في الإسلام من تصورات عقائدية وأحكام فقهية جعلت الإنسان مطالبا وقادرا ومدفوعا إلى المحافظة على بيئته الإنسانية، والمشاركة والتعاون على عدم الإفساد فيها، بل التوضيح للعالمين أن الشرع الإسلامي لم يقف عند حدود المحافظة، بل تعداها إلى التنمية والإصلاح وغير ذلك، لأن الإسلام حض على العمل والتفكر والبحث عن أسرار الكون استدلالا على الوجود الإلهي ووصولا إلى المحبة.