الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

الأمن القومي والانتخابات الرئاسية.. أحداث غزة تغير من أولويات المصريين

الانتخابات الرئاسية
الانتخابات الرئاسية 2024

تحمل المصريون دون غيرهم الدفاع عن القضية الفلسطينية في المنطقة العربية، وظهر موقف المصريين قيادة وشعبا في دعم الأشقاء بقوة خلال الأحداث الأخيرة التي يشهدها قطاع غزة جراء تجدد الصدام ما بين حركة المقاومة الفلسطينية حماس وإسرائيل بعد عملية السابع من أكتوبر الماضي.

وتتمسك مصر قيادة وشعبا بموقفها الرافض لأي تقويض أو انتقاص من حقوق الشعب العربي الفلسطيني، ومحاصرته لإرغامه على ترك أراضيه قسريا من خلال تطبيق سياسة العقاب الجماعي، كما يحدث الآن داخل قطاع غزة منذ ما يقارب 70 يوما، حيث عمدت قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى استخدام العن/ف المفرط والتطهير العر/قي والإبا/دة الجماعية بحق سكان القطاع.

الحرب في قطاع غزة 

وكان لأحداث غزة تأثيرا كبيرا على حالة المصريين وعلى مظاهر الحياة داخل مصر، التي خلت مدنها وشوارعها من أي بهجة تذكر منذ اشتعال الصراع في 7 أكتوبر الماضي؛ "نظرا لحالة التضامن الواسعة من الدولة ككل مع الأشقاء"، فيما سخرت الحكومة كل إمكاناتها لدعم سكان القطاع، فهي ترى أن هناك مسؤولية تاريخية تجاه الفلسطينيين ويجب الدفاع عنهم وعن قضيتهم وحقهم التاريخي في إقامة دولتهم، ورفض البلطجة التي تمارسها إسرائيل ضدهم، وانعكس كل ذلك على أهم حدث تشهده مصر هذه الأيام وهو الانتخابات الرئاسية التي يجري التصويت فيها حاليا.

وغير المصريون من أولوياتهم، فيما تصدر القلق على الوطن وحمايته والالتفاف حول القيادة السياسية في ظل الأوضاع الراهنة داخل غزة، والتقلبات التي يشهدها المحيط العربي، وما يحاك من مؤامرات، وما يروج له من مخططات مسمومة ضد الدولة المصرية المشهد العام داخل الشارع المصري، وظهر ذلك جليا من خلال الإقبال الكبير على عملية التصويت في الانتخابات الرئاسية.

وتعمل إسرائيل مع بعض الشركاء والداعمين لها في الغرب على التخلص من سكان غزة، ودفعهم نحو الأراضي المصرية بقوة، وهو ما ترفضه القاهرة، التي تؤكد أنه لا تهجير أو خروج لأي فلسطيني من أرضه، محذرة من أي مخططات أو تسويفات يروج لها سواء داخل إسرائيل أو خارجها، مشددة على أن أرض مصر لن تكون لغير المصريين.

وقال عصام شيحة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، إن اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية بالداخل شهد إقبالا شديدا على لجان الاقتراع منذ الساعات الأولى، لفتح باب التصويت، وهذا الإقبال كان لافتا للنظر في كافة اللجان على مستوى الجمهورية،  بالأخص في فترات الصباح الباكر مع بدء عمليات التصويت في التاسعة صباحاً.

وأشار خلال استعراضه لملاحظات اليوم الأول من سير العملية الانتخابيةـ إلى أن إقبال الشباب كان لافتاً، متابعا في لقاء عبر برنامج (كلمة أخيرة) الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة (ON): "ما حدث في غزة ايقظ الشعور الوطني لدى الشباب للمشاركة في العملية الانتخابية والذين كانوا في فترات سابقة يعزفون عن المشاركة، لكنهم استشعروا الخطر المحدث بالأمن القومي المصري بسبب أحداث غزة مما دفعهم للمشاركة في العملية الانتخابية لبناء المستقبل خاصة أن ما يجري اليوم سيحصدون ثماره في المستقبل".

وأوضح شيحة، أن وجود عدد من المرشحين المنتمين لتيارات وأيديولوجيات مختلفة أسهم في زيادة المشاركة، مردفا: "لأول مرة يمر اليوم الأول للانتخابات الرئاسية دون عنف، ولأول مرة يكون عندنا عدد كبير من المراقبين الدوليين والمحليين وصل إلى 22 ألفا".

الانتخابات المصرية 2024

وأكد أن "إحساس المصريين بأن هناك وضع إقليمي خطر دفع عددا كبيرا من الشباب للنزول إلى الانتخابات"، متوقعا أن تزيد نسبة المشاركة الانتخابية مقارنة بعامي 2014 و2018، مدفوعة برغبة شعبية للمشاركة في الانتخابات، وأن التصويت الكثيف مؤشر على رغبة المصريين للإسهام في  صناعة المستقبل، بالإضافة لأسباب تتعلق ما يحدث في غزة، الأمر الذي دفعهم للتصويت للشعور بالأمان والامن".

فيما قال الكاتب الصحفي محمود مسلم، رئيس مجلس إدارة جريدة الوطن، ورئيس لجنة الثقافة والسياحة والآثار والإعلام بمجلس الشيوخ، إن أحداث غزة جددت إحساس المصريين بضرورة دعم الرئيس عبد الفتاح السيسي في الانتخابات الرئاسية، بعد استشعار الخطر على الأمن القومي المصري.

وأضاف محمود مسلم، أن الإحساس بالخطر على الأمن القومي المصري بات من كافة الحدود المحيطة بها، وقد تقابل الرئيس السيسي مع معظم قادة العالم من أجل القضية الفلسطينية خلال الفترة السابقة، مشيرا إلى أن 70% من المساعدات التي تذهب إلى قطاع غزة، تخرج من مصر، وهذه رسالة بأنه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة لا تزال غزة تدعم مصر ولن تفرط في أرضها على الإطلاق.

ويواصل المصريون لليوم الثاني الاحتشاد أمام اللجان وصناديق الاقتراع للتصويت في  الانتخابات الرئاسية 2024، والتي تحظى بمتابعة كبيرة من قبل المنظمات والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية على رأسها المنظمة العربية لحقوق الإنسان، 

وبدأت الأحد العملية الانتخابية في جمهورية مصر العربية لانتخاب رئيس الجمهورية لفترة رئاسية 2024 -2030 بداية من الساعة التاسعة صباحا وحتى الساعة التاسعة مساء تخللها ساعة استراحة منتصف اليوم ولمدة 3 أيام.

ويحق لنحو 67 مليون مصري يشكلون قاعدة بيانات الناخبين المصريين المسجلين في الداخل لكل من بلغ 18 عاما قبل الإعلان عن دعوة الناخبين للتصويت في 25 سبتمبر 2023، بالإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية التي تجرى الجولة الأولى منها في الداخل خلال ثلاثة أيام 10 -12 ديسمبر الجاري.

وكان قد جرت عملية تصويت المصريين بالخارج أيام 1-3 ديسمبر الجاري، وفي حال الإعادة تجرى الانتخابات في الخارج أيام 5-7 يناير 2024 وفي الداخل 8-10 من نفس الشهر.