الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

مفاوضات اللحظة الأخيرة.. هل تشهد غزة هدنة قريبة لوقف إطلاق النار؟

غزة
غزة

شهدت الأيام الماضية ضغوطًا دولية كبيرة وفي مقدمتها مصر لإقرار هدنة إنسانية داخل قطاع غزة لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة؛ والذي أسفر عن وقوع الآلاف من الضحايا والتي جاءت غالبيتهم من الأطفال والنساء حتى وصف قطاع غزة بأنه "مقبرة للأطفال".

ارتفاع حصيلة قصف إسرائيل على قطاع غزة
غزة

فلسطين على أجندة أولويات مصر دائمًا

لم تترك مصر محفل ولا مناسبة دولية إلا أن استغلتها لطرح الأحداث في غزة ومناقشتها من أجل التوصل لحل يخقن دماء الأشقاء الفلسطينيين.

وفي هذا الإطار، يستقبل وزير الخارجية سامح شكري، الخميس، وزير خارجية بريطانيا ديفيد كاميرون في قصر التحرير بوسط العاصمة، ويعقب اللقاء مؤتمر صحفي مشترك بين الوزيرين.

كان وزير الخارجية سامح شكرى قد شارك في فعاليات الدورة السادسة لـ المنتدى العربي الروسي التي استضافتها مدينة مراكش بالمملكة المغربية، حيث انعقدت جلسة المنتدى اليوم الأربعاء.

وصرح السفير أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ومدير إدارة الدبلوماسية العامة، بأن الوزير شكري أعرب في كلمته أمام جلسة المنتدى عن اعتزاز مصر بعلاقاتها التاريخية والاستراتيجية مع دولة روسيا الاتحادية، وتطورها على كافة الأصعدة عبر العقود الطويلة الماضية، في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والطاقة النووية والأمن الغذائي والتنسيق العسكري وغيرها.

كما أشار إلى الشراكة الاستراتيجية التي تربط بين العالم العربي وروسيا، مؤكداً على ثقته التامة في قدرة المنتدى العربي الروسي على الاضطلاع بدوره كمنصة مهمة لتطوير العلاقات وتعزيز الشراكة بين الدول العربية وروسيا، وكذلك إيجاد وتحديد أولويات ومواقف مشتركة للقضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام بين الجانبين.

وأردف المتحدث الرسمي، أن الوزير شكري تطرق في كلمته إلى ما نشهده من أحداث وكارثة إنسانية في قطاع غزة نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على القطاع منذ أكثر من سبعين يوماً، معيداً التأكيد مرة أخرى على الأهمية البالغة للوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، مع تأمين النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة، وإنهاء الحصار والتجويع والعقاب الجماعي المفروضين دون إنسانية على ما يزيد عن 2 مليون نسمة هم سكان قطاع غزة.

 وأضاف وزير الخارجية أن تصريحات أطراف المجتمع الدولي تكررت مؤخراً بالرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني –وهو أمر تعتبره مصر خطاً أحمر لا ينبغي السماح بحدوثه على الإطلاق وتحت أية ذريعة– وقد آن الأوان لأن يثبت المجتمع الدولي صدق إرادته في التصدي للممارسات الإسرائيلية التي تدفع عملياً إلى هذا التهجير، ولكي يتسنى إنقاذ أي فرصة للسلام، وإيجاد أفق حقيقي للعودة إلى مفاوضات جادة وفاعلة، تعمل على تحقيق حل الدولتين، وإنفاذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ومبادرة السلام العربية، بما يكفل للشعب الفلسطيني حقه في إقامة دولته الآمنة المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

وأشار أبو زيد إلى أن كلمة الوزير شكري سلطت الضوء على ما كشفت عنه تلك الأزمة من سوءات نظام عالمي ما زال يتبع سياسة الكيل بمكيالين، وأظهرت الحاجة إلى نظام دولي أكثر توازناً تسود فيه القيم الإنسانية، وتعلو فيه مبادئ العدالة والإنصاف، موجهاً الشكر لدولة روسيا الاتحادية، لاتزان مواقفها السياسية الدولية تجاه القضايا العربية، ومن ذلك موقفها بمجلس الأمن بشأن تطورات الأوضاع في غزة، وعلى نحو قدم دليلاً إضافياً على قوة التعاون العربي الروسي وتقارب الرؤى والمراعاة المتبادلة للمصالح بينهما، وعلى نحو ظهر جلياً خلال زيارة لجنة الاتصال الوزارية العربية الإسلامية مؤخراً إلى موسكو. كما أعرب وزير الخارجية عن التطلع لاستمرار الدعم الروسي للمواقف العربية والفلسطينية الرافضة للانتهاكات الإسرائيلية، والساعية للحصول على الدعم الدولي المطلوب للاعتراف بدولة فلسطين وحصولها على العضوية الكاملة بالأمم المتحدة.

وفي ختام تصريحاته، أوضح المتحدث الرسمي أن وزير الخارجية استعرض أيضاً جهود جامعة الدول العربية وحرصها، بمبادرة مصرية، على تشكيل لجنة اتصال وزارية تعمل على تسوية الأزمة الأوكرانية، حيث قامت بزيارة إلى روسيا وبولندا العام الماضي، بهدف الوساطة في الأزمة، والوصول إلى حل سياسي سلمي لها في أقرب الآجال، مجدداً التأكيد على حرص الجامعة العربية ودولها الأعضاء على استمرار تلك الجهود المخلصة، بما يجنب الدول والشعوب المعنية والعالم أجمع التبعات السياسية والأمنية والاقتصادية المؤلمة والفادحة لتلك الأزمة التي تلقي بظلالها على الجميع.

بيان سعودي إيراني صيني بشأن حرب غزة | الحرة
غزة

مفاوضات اللحظة الآخيرة

وأدت مفاوضات "اللحظة الأخيرة" إلى تأخير تصويت الأمم المتحدة على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة، وتم "إطالة" النقاشات حول صياغة قرار مجلس الأمن، لتجنب استخدام الولايات المتحدة حق النقض مرة أخرى، وتم تأجيل التصويت إلى يوم الأربعاء.

وتأتي الضغوط المتزايدة من أجل وقف القتال بين إسرائيل وحماس في الوقت الذي يجتمع فيه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بمسؤولين مصريين في القاهرة لإجراء محادثات.

وساعدت مصر، إلى جانب قطر، في التوسط في هدنة الشهر الماضي أدت إلى وقف إطلاق النار لمدة أسبوع والإفراج عن حوالي 100 رهينة احتجزتهم حماس مقابل مئات الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية.

ورفض المسؤولون الإسرائيليون وقفاً جديداً لإطلاق النار منذ ذلك الحين، قائلين إنه لن يفيد سوى حماس، ولكن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قال يوم الثلاثاء، إن بلاده مستعدة لهدنة أخرى في القتال لتمكين إطلاق سراح المزيد من الرهائن.

ودعا مشروع قرار مجلس الأمن الأصلي الذي اقترحته دولة الإمارات العربية المتحدة إلى "وقف عاجل ومستدام للأعمال العدائية" للسماح "بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق".

في البداية، اعتقد الدبلوماسيون أنهم قريبون جداً من التوصل إلى اتفاق، بعد أن قطعوا 99 في المئة من الطريق، لكن المناقشات النهائية كانت معقدة، وفقاً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتقول الولايات المتحدة إنها تتعاون بشكل بناء مع الأعضاء الآخرين لحل القضايا العالقة.

وفي وقت متأخر من يوم الثلاثاء، سألت بي بي سي نائب السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، عما إذا كانت الولايات المتحدة تدعم مشروع القرار، فقال: "مازلنا نعمل على صيغة النص مع لاعبين أساسيين آخرين، لذلك دعونا نرى كيف ستسير المناقشات".

ويقول دبلوماسيون إن النقاط الشائكة الرئيسية هي كيفية صياغة الدعوات لوقف الأعمال العدائية واقتراح إنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة لتفقد المساعدات التي تذهب إلى غزة، وتعارض الولايات المتحدة، إلى جانب إسرائيل، وقف إطلاق النار ويقولان إنه سيفيد حماس. واستخدمت واشنطن حق النقض (الفيتو) ضد قرار سابق لمجلس الأمن يطالب بذلك، وامتنعت المملكة المتحدة عن التصويت، لكن جميع الأعضاء الآخرين أيدوا ذلك.

وفي هذا الصدد، قال مدير تحرير جريدة الأهرام، أشرف أبو الهول، إن قطاع غزة يشهد تطورات  محزنة للغاية نتيجة استمرار القتل والتدمير بالإضافة لأعداد الشهداء الكبيرة والجرحى الفلسطينيين، مضيفًا أن مصر تبذل جهودا مكثفة لدعم أهالي غزة على كافة المستويات والاتجاهات، خاصة المساعدات الإنسانية اللا محدودة لتخفيف المعاناة من كل النواحي عن أهالي القطاع.

وأضاف أبو الهول في تصريحات لـ “صدى البلد”، أن المشاهد الدموية للفلسطينيين عملت على تغيير الرأي العام الغربي وتمكنت من تحويل رأي الكثير من الشعوب ضد إسرائيل، إذ أنها أظهرت الحقيقة والظلم الواقع على الفلسطينيين أصحاب الأرض، ومن أبرز هذه الدول هي بريطانيا وألمانيا ولكن للأسف الشديد الإصرار الأمريكي على الحرب يؤدي إلي إحباط جهود وقف إطلاق النار.

وتابع قائلًا: إن الولايات المتحدة الأمريكية منعت مجلس الأمن في خمس محاولات له لوقف إطلاق النار وفشلت جميعا نتيجة الدعم الأمريكي والدور الأمريكي بالتصويت ضد كل القرارات بحق "الفيتو".