الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا لُقب محمد التابعي بـ "مجنون أسمهان".. تفاصيل مدهشة

صدى البلد

يُعد محمد التابعي صحفيًا بارزًا في مصر، حيث اشتهر بلقب "طائر الصحافة المغرد" و"أسطورة الصحافة المصرية" و"أمير الصحافة" و"دونجوان الصحافة".. حقق نجاحًا لا مثيل له وتميز بقدرته على الإبداع والتعبير عن آرائه بحرية تامة. فقد عاش حياة تجسدت فيها جميع جوانب الحياة، حيث تذوق مرارة الفقر وأيضًا استمتع بحياة الثراء والمتعة. وقد كان داعمًا للحق دائمًا، وعبر عن مبدأه الأساسي في الصحافة بقوله: "إن فوات الفرصة لنشر خبر صحفي مئة مرة أفضل من نشر خبر كاذب".

محمد التابعي

ولد محمد التابعي في 18 مايو 1896 في بورسعيد، وحصل على تعليمه الابتدائي في المدرسة الأميرية الابتدائية بالمنصورة في عام 1912. ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بالمدرسة السعيدية الثانوية، وبعد ذلك التحق بمدرسة داخلية في محرم بك بالإسكندرية. وفي عام 1917، حصل على الثانوية العامة والتحق بكلية الحقوق في القاهرة. وكان يميل إلى قراءة الأدب المترجم.

بدأ التابعي مسيرته في عالم الصحافة كناقد فني في جريدة "الأجيبسيان جازيت"، وقد وقع مقالاته الفنية بتوقيع "حندس". وفي عام 1925، دعته فاطمة اليوسف للانضمام إلى مجلة "روز اليوسف"، حيث وافق على الفور وعمل فيها مع الكتّاب الصحفيين البارزين مثل مصطفى العقاد وعلي أمين. وعندما سافرت فاطمة اليوسف إلى أمريكا في عام 1928، وثقت فيه وأعطته مسئولية تحرير المجلة، وحققت المجلة نجاحًا كبيرًا تحت قيادته لمدة ست سنوات.

تم اعتقال محمد التابعي مرتين بين عامي 1929 و1933، وُصف على لسان صديقه الكاتب الصحفي مصطفى أمين بأنه "عاش حياته بكل ما فيها من تجارب ومشاعر، تذوق المرارة والفقر واستمتع بحياة الثراء". وقد كان دائمًا مؤيدًا للحق ومبدأ الصدق في الصحافة.

تأسيس جريدة المصري اليوم

أسس التابعي جريدة "المصري اليوم" في عام 1944، وكانت الجريدة تعتبر صوتًا هامًا في الحياة السياسية والاجتماعية في مصر. واستمر محمد التابعي في تحرير الجريدة حتى وفاته في 2 يناير 1954.

عُرف محمد التابعي بشجاعته وقوة شخصيته، وكان يعبر عن آرائه بحرية تامة في زمن كانت الحرية الصحفية مقيدة. وقد أثار مواضيع حساسة وقضايا سياسية مثل الاستعمار والاستقلال والحرية الشخصية. كما كان له دور كبير في دعم حقوق المرأة والمطالبة بالمساواة بين الجنسين.

مجنون أسمهان

في كتاب "مسائل شخصية" لمصطفى أمين، يُروى قصة حب التابعي للمطربة أسمهان، والتي امتلأت بالحكايات والروايات، وأدت إلى تعطيل عمله لسنوات.

تتحدث القصة عن قعود التابعي في غرام المطربة أسمهان، وقرارهما بالزواج وموافقة أسمهان على ذلك. وقد وضعا خواتم الخطوبة في أصابع بعضهما البعض. وكان كلاً من أمين ومصطفى أمين يُعارضان هذا الزواج بشدة، لأن أسمهان كانت مطربة عظيمة ولكنها امرأة متقلبة المزاج، تحب في الصباح وتكره في المساء. وبسبب حبه لأسمهان، بدأ التابعي يهمل عمله ويهتم بأخبارها بدلاً من متابعة أخبار العمل في المجلة التي كان يعمل بها. وكان لديه عدة مندوبين في منزل أسمهان يزودونه بتفاصيل حياتها ومن يزورها ومن يتصل بها وحتى من يضحك معها.

كان التابعي يُحرص على لقاء هؤلاء المندوبين أكثر من لقاء مندوبي الجريدة والمحررين، لأن الفنانة الجميلة أسمهان أصبحت محور حياته بأكملها.

كان أيضًا غيورًا على أسمهان، وكانت هي الأيضاً غيورة عليه، فعندما يغار التابعي يشعر بالحرقة، وعندما تغار أسمهان تبتعد عنه. ويتسم التابعي بأنه يجمع بين شخصيتي روميو وعطيل، فهو مجنون ليلى في نفس الوقت. وذهب مصطفى أمين وعلي أمين إلى أم كلثوم وطلبا منها أن تنقذ التابعي من غرقه في بحر أسمهان. فقالا لها: "تزوجي التابعي أنتِ". وضحكت أم كلثوم وقالت: "أنقذ التابعي من الغرق لأغرق أنا؟"

وتحققت توقعات علي ومصطفى أمين، حيث تركته أسمهان وهو وحيدًا ومحطمًا، وانطفأ حبه لها بسكتة قلبية.

ترك محمد التابعي إرثًا هامًا في مجال الصحافة المصرية والعربية بشكل عام. واستمرت جريدة "المصري اليوم" بالعمل بعد وفاته، واستمرت في تأثيرها وتأثيره على الرأي العام في مصر.