الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: القسام يضرب .. ودويرى يحلل

صدى البلد

من المؤكد أن الأوضاع فى غزة ألقت بحزن دفين على قلوب كل من يرفضون الظلم ويساندون الحق وأصحابه ، ولكن المفرح ماتناقلته وسائل  التواصل الاجتماعى والاعلام لمقاتل من مقاتلى حركة المقاومة الاسلامية حماس وهو ينجح فى اصابة الميركافا الاسرائيلية اصابة مؤكدة ويفجرها؛  ويوجه برسالة الى المحلل الاستراتيجى الاردنى فايز الدويري ويطلب منه ان يسرد لهذه اللقطة تحليلا ويقول " حلل يادويرى ". وفى نفس المشهد يرد المحلل السياسى الاردنى ويقول " حلل يادويرى سأحلل " ويبدأ فى تحليل وافى،  كل كلمة منه تؤكد ان قوة الايمان هى التى تحارب وهى من سينتصر. 

فالمقاتل الذى يضع روحه على كفه ويقترب من الميركافا الاسرائيلية الى النقطة صفر ويضع بداخلها العبوة الناسفة ، ويعود من حيث أتى وهو على يقين بنصر الله ، هو بهذه الفعلة يتحدى كافة الاستراتيجيات الوضعية والسياسات الدنيوية ، فهو فى عرف الخطط العسكرية مفقود لامحالة ، وخاصة انه أمام معدة عسكرية تتربع على عرش التكنولوجيا الحديثة ، وتنافس نظيراتها فى كل انحاء العالم ، ناهيك عما قيل وذكر عن كونها تستشعر عن بعد وتفتك بمن يقترب منها ، كل هذه التكنولوجيا الصماء لم تحمى اعداء الانسانية من المقاتل الفلسطينى الذى لايتزود بربع مايتزود به الجندى الاسرائيلى المدجج بالعتاد وبكل انواع الحماية ، المقاتل الفلسطينى وكما شاهدناه خلال المشاهد التى ينقلها الينا الحمساويين عبر وسائل التواصل الاجتماعى يرتدى فى قدميه مايسمى بالشبشب ، وفى بعض المشاهد رأيناه حافى القدمين ، وفى أخرى شاهدناه فاقدا احدى قدميه ولكنه مصرا على مواصلة القتال ، ورأيناه ايضا مضمدا رأسه بعصابة بيضاء ترى عليها بقعا من الدماء ولكنه ممسكا بمدفعه مواصلا طريق الجهاد؛  كما قال المتحدث باسم القسام أبو عبيدة " انه جهاد نصر أو استشهاد ".

كل تفسيرات وتحليلات العسكريين تؤكد ان حماس على الرغم من عدم تكافؤ قوتها العسكرية مع هذا الجمع العسكرى المهول من كافة دول العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة التى تواصل ارسال كافة انواع الدعم العسكرى والمادى من اجل انتصار ابنتها اسرائيل على أصحاب الارض والتاريخ ، كل التحليلات تقف عاجزة عن تفسير ثبات وانتصار حماس على من يصفهم التاريخ بأهل الباطل وقتلة الانبياء والرسل؛  ومن يعيثون فى الارض فسادا . 

فميزان القوى يرجح بالطبع انتصار الاقوى عسكريا ولكن ميزان العدل يؤكد انتصار اصحاب الحق واصحاب العزيمة ؛ ويؤكد ايضا ان حرب العقيدة لاتهزم ، وان اصحاب الحقوق مهما كان فقدهم الا ان حقهم راسخ وثابت فى الارض حتى قيام الساعة . ماذا يقول دويرى وكل المحللين عن رجال اختصهم الله بأن يقاتلوا من أجله ومن أجل عز المسلمين وتطهير الاقصى اول القبلتين ومسرى الرسول صلى الله عليه وسلم. مايحدث فى غزة والذى اوشك ان ينهى شهره الثالث ويبدأ الرابع فى عام جديد؛  انما كشف وأسقط ورقة التوت عن هذا الكيان المغتصب الذى تجرد من الانسانية واستباح قتل الاطفال والنساء ؛ بل ان بعض جنوده يحكى ضاحكا بأنه اثناء قتاله فى غزة كان يبحث عن اطفال ليقتلهم ولم يجد الا فتاة تبلغ من العمر اثنا عشر عاما فصوب الى رأسها رصاصة فقتلها ؛ ولكنه حزين لعدم قتل اطفال ، ومجندة اخرى تضحك بهيستريا وتقول انها قتلت كثيرا من الشباب الغزاويين بكل سهولة ويسر وبأنها سعيدة بما حققته من ارقام قياسية فى القتل ، وآخر يتحدث عن تجريد مجموعة من الشباب الفلسطينيين فى احد المخيمات من ثيابهم وتركهم فى العراء فى هذا البرد والتلذذ برؤيتهم يرتعدون . نحن امام عصابة مريضة نفسية تسمى بجنود الاحتلال ، ولكن المفرح ان قوة ايمان المقاتلين وصبرهم وجلدهم تسحق هذه العصابة وتعيدها الى تل ابيب اما فى اكياس لحفظ الموتى؛  او مصابين،  او مرضى نفسيين يستيقظون على كابوس ماشاهدوه فى غزة يجعلهم يصوبون نيران مدافعهم واسلحتهم الى اصدقاءهم ..

أكمل يادويرى التحليل واستكمل ياقسام ضربك ، ومايحزننا مؤكدا هو تخطى الشهداء والمصابين فى غزة السبعين ألفا ؛ ولكن عزاؤنا ان شهداءنا فى الجنة وقتلاهم فى النار وأن الحرية دوما مدفوعة الثمن مقدما … صبرا أهل غزة …