مع استمرار الصراع بين إسرائيل وغزة، يزداد النضال من أجل دفن كريم للعائلات التي وقعت في مرمى النيران. يسلط التقرير الذي نشرته نيويورك تايمز الضوء على التجارب المؤثرة للأفراد الذين يواجهون، وسط الفوضى، تحديات في توفير عمليات الدفن المناسبة لأحبائهم الذين ارتقوا شهداء.
تجسد قصة كريم سبعاوي الصعوبات التي تواجهها العديد من العائلات. وبعد مقتله أثناء القصف الإسرائيلي المكثف، ظل جثمان كريم ملفوفًا ببطانية في شقة فارغة لمدة أربعة أيام. الظروف الخطيرة في الخارج، والتي تميزت بالغارات الجوية الإسرائيلية والاجتياحات البرية، منعت عائلته من إجراء دفن لائق. ومما زاد من تفاقم الصعوبات حصار الشوارع وعدم قدرة عمال الإنقاذ على الوصول إلى المناطق المتضررة.
سلط حازم سبعاوي، والد كريم، الضوء على الاختيار المفجع الذي كان عليه اتخاذه بعد أيام من الحداد والخطر: إما أن يدفن مع ابنه أو لا يدفنه على الإطلاق. ويعكس هذا القرار الكئيب الظروف المروعة التي تجد العائلات نفسها فيها، حيث يصبح مجرد القيام بدفن كريم تحديًا شاقًا.
تقليديا، يكرم الفلسطينيون موتاهم بمواكب جنائزية عامة وخيام حداد، لكن الصراع المستمر جعل هذه الممارسات شبه مستحيلة. أصبحت المقابر الجماعية وأفنية المستشفيات والحدائق الخلفية أماكن مؤقتة للدفن، وغالبًا ما تكون بدون علامات أو شواهد قبور مناسبة.
يسلط التقرير الضوء على الخسائر البشرية المذهلة في صفوف المدنيين في غزة، حيث أفادت التقارير بمقتل أكثر من 22 ألف فلسطيني منذ بدء الصراع. وتصف الأمم المتحدة غزة بأنها "مقبرة لآلاف الأطفال"، مما يسلط الضوء على الأزمة الإنسانية والخسائر المدمرة التي لحقت بالسكان المدنيين.
ويشرح المتحدث باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، نيبال فرسخ، كيف أن العنف يعيق في كثير من الأحيان جهود الإنقاذ، مما يترك العائلات محاصرة مع جثث أحبائها. ويقدر مسؤولو الصحة في غزة أن حوالي 7000 شخص في عداد المفقودين، ويفترض أنهم ماتوا تحت الدمار واسع النطاق الذي سببه الهجوم الإسرائيلي.
تؤدي القيود التي يفرضها الجيش الإسرائيلي على الاقتراب من الجثث، بحجة أسباب عملية، إلى تفاقم الصعوبات التي تواجهها العائلات. ويتطرق التقرير أيضًا إلى تدمير المقابر العامة على يد القوات الإسرائيلية، مما يحد من خيارات الدفن المناسب.