الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

نظام بيئي متكامل .. الدولة تتوسع في المشروعات الخضراء

صدى البلد

تتوجة الدولة بقوة نحو إدماج الأبعاد البيئية والمناخية في خطط الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، لتتوافق مع مستهدفات رؤية مصر 2030، حيث يأتي ضمن الأهداف الاستراتيجية للرؤية المحدثة، هدف الوصول إلى "نظام بيئي متكامل ومستدام".

تسعى الدولة في هذا الإطار لتحويل هذا الهدف الاستراتيجي لمشروعات تنموية على أرض الواقع من خلال تخضير الخطة الاستثمارية، وزيادة نسبة الاستثمارات العامة الخضراء في الخطة من 40% العام الجاري إلى 50% من إجمالي الاستثمارات العامة بحلول العام المالي 2024-2025.

وعن تطور نسبة الاستثمارات العامة الخضراء، أوضحت هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، تطور نسبة الاستثمارات العامة الخضراء من 15% عام 20/2021 إلى 30% عام 21/2022 و 40% عام 23/2024 ومستهدف أن تصل إلى 50% عام 24/2025.

وتتمثل  أهم المشروعات الخضراء في محطات تحلية مياه البحر، محطات معالجة النفايات، وأنظمة الري الحديث، وإعادة تأهيل (تبطين) الترع، ومشروع حماية السواحل، شبكة مترو الأنفاق، شبكة السكك الحديدية والخطوط الكهربائية، محطات توليد طاقة الرياح، محطات توليد الطاقة الشمسية، وفقا لتقرير صادر عن وزارة البيئة.

وحول مشاركة صندوق مصر السيادي بالتوسع في المشروعات الخضراء، قال أيمن سليمان الرئيس التنفيذي لصندوق مصر السيادي إنه لدينا أكثر من 5 تحالفات جديدة ستوقّع اتفاقيات إطارية في الطاقة المتجدّدة.
وأضاف سليمان في تصريحات سابقة له على هامش مؤتمر COP28، أن رئيس مجلس الوزراء يسعى لتسريع بناء محطات الطاقة المتجددة، مشيرا إلى أنه تم إطلاق منصة Green for Growth استجابة للعدد المتزايد من المشروعات في مجالات الطاقة النظيفة.

العام الماضي وقع الصندوق  شراكة مع شركة ستاتيك وأراسكوم وفرتي جروب في مجال الطاقة النظيفة، واستطعنا انتاج الهيدروجين الأخضر وتصدير الأمونيا من عدة أسابيع ماضي، مضيفا :"أننا استطعنا تسريع عملية انتاج الأمونيا بالعديد من الشركات".

وتابع: سيتم العمل على تزويد في المشاريع الأمونيا وزيادة عليها كاباستي خضراء ، وكذلك استكمال منظومة الهيدروجين والهيدروجين الأخضر ونأمل في زيادة مستمرة بعد اطلاق المجلس الوطني للهيدروجين والذي سارع في اتخاذ القرارات. 
وعن التحالفات الجديدة في مجال الطاقة النظيفة، أوضح رئيس صندوق مصر السيادي، أننا نبحث  تسريع انتاج الهيدروجين الأخضر في مصر وبناء محطات الطاقة المتجددة.

وعند تنويع استثمارات صندوق مصر السيادي، كشف أن المحفظة تتوسع في انتاج الطاقة المتجددة بمختلف أشكالها مع زيادة دخول أوروبا بشكل أوسع في مجال التصنيع وتنويع مصادر الطاقة الأوروبية نفسها، مؤكدا أننا شهدنا على مدار 12 شهر منذ كوب 27 إلى الآن تغير كبير وإيجابي في بلورة أدوات الطلب والاتفاقيات على انتاج الوقود الأخضر.

وبين ان هناك استثمارات عربية في الزراعة المستدامة وتكامل سلاسل امداد الصناعية وخاصة كل ما يمد صناعة الوقود الأخضر، بالاضافة إلى الصناعات المغذية سواء للمياة أو الطاقة المتجددة.

وهناك العديد من المبادرات المحلية التي تستهدف تشجيع  وتوسيع عدد المشروعات الخضراء في مصر من بينها:

المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية

المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية تأتي في إطار توجّه الدولة لإدماج الأبعاد البيئية والمناخية في خطط الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، وهي مبادرة رائدة في مجال التنمية المستدامة، وتعتبر أبرز ثمار الرئاسة المصرية لمؤتمر الأطراف لاتفاقية الأمم المتحدة لتغير المناخ COP27 ، وذلك بوصفها واحدة من أنجح مبادرات العمل المناخي في مصر والتي أثمرت عن عدد ضخم من المكتسبات القيّمة .

واوضحت هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن تلك المكتسبات تشمل تفرد المبادرة بالإسهام في نشر الوعي بأهمية مواجهة أخطار التغيرات المناخية، من خلال عقد العديد من الجلسات التوعوية والدورات التدريبية، كما عملت المبادرة على تكثيف الجهود للتكيّف مع التغيرات المناخية باستخدام تطبيقات تكنولوجيا المعلومات وآليات التحول الرقمي.

وتابعت: بالإضافة إلى إسهام المبادرة في تعزيز تفاعل المحافظات والمحليات مع قضايا البُعد البيئي في التنمية، حيث تم وضع خريطة تفاعلية على مستوى المحافظات للمشروعات الخضراء الذكية، وهو ما يتسق تمامًا مع توجّه الدولة للتوطين المحلي لأهداف التنمية المستدامة على مستوى المحافظات؛ بهدف تعظيم الاستفادة من المزايا النسبية للأقاليم المصرية، وتحقيق النمو الاحتوائي والمستدام والتنمية الإقليمية المتوازنة.

أضافت السعيد أن مكتسبات الدورة الثانية من المبادرة تتضمن خلق حالة من التناغم والتنسيق الفعّال بين مختلف الوزارات والهيئات الوطنية الشريكة، مما عزز جهود الدفع بمبادرات مناخية أكثر شمولاً، فضلا عن مشاركة مختلف فئات المجتمع بالمبادرة، في ضوء ما تضمنته من فئات للمشروعات كبيرة الحجم، والمشروعات متوسطة وصغيرة الحجم خصوصًا تلك المرتبطة بمبادرة حياة كريمة، والشركات الناشئة، والمبادرات والمشاركات المجتمعية غير الهادفة للربح، ومشروعات المرأة؛ في تأكيد جديد للدور الفاعل الذي تقوم به المرأة في كافة مجالات التنمية ولاسيما في القضايا المرتبطة بتغير المناخ ووضع الحلول والمعالجات الناجعة لهذا التحدي، حيث فازت 8 مشروعات مملوكة للسيدات من أصل 18 مشروعاً فائزاً في الدورة الثانية للمبادرة، بنسبة تخطت 44% من إجمالي المشروعات الفائزة .

و ضمن المكتسبات، النجاح في بناء شراكات ناجحة ومثمرة مع شركاء الوطن من القطاع الخاص والمجتمع المدني، وكذلك شركاء التنمية الدوليين، وتركيز الجهود في إطار هذه المبادرة على بناء قدرات كافة الكوادر القائمين عليها في المحافظات، وكذا تأهيل أصحاب المشروعات المشمولة بالمبادرة من مختلف الفئات .

مبادرة القرية الخضراء

مُبادرة "القرية الخضراء"، هي مبادرة تستهدف تأهيل قرى المبادرة الرئاسية "حياة كريمة" للتوافق مع أحدث المعايير البيئية العالمية، وقد تم بالفعل خلال الدورة الأولى للمبادرة اختيار قرية "فارس" بمحافظة أسوان كأول قرية مصرية تحصل على شهادة "ترشيد" للمجتمعات الخضراء، وعلى صفة القرية الخضراء، و جاري تأهيل عدد من القرى في باقي محافظات المرحلة الأولى من مُبادرة حياة كريمة.

وحصلت بالفعل قرية "نهطاي" بمحافظة الغربية على شهادة "ترشيد" لتعد ثاني قرية على مستوى الجمهورية تحصل على الشهادة، وذلك لتميزها في توفر وسائل مبتكرة للحفاظ على مياه الشرب ومعالجة الصرف الصحي، وإدارة النفايات البلدية والعضوية والحيوانية (وحدات البيوجاز)، وأنشطة المشاركة المجتمعية، والمساحات والحدائق العامة والترفيهية، وسهولة وصول ذوي الهمم إلى الخدمات العامة.

وأكدت وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن هذه المسيرة مستمرة بالتعاون مع كافة الشركاء في المحافظات نحو إدراج المزيد من القرى المصرية ضمن هذه المبادرة، بما يعزز جهود الدولة للتحول الأخضر .