الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

كريمة أبو العينين تكتب: محكمة العدس ومطعم 7 أكتوبر

كريمة أبو العينين
كريمة أبو العينين

وتمضى  مجريات الأحداث وتتواصل فى ظل إصرار اسرائيلى على مواصلة سياسة الغطرسة والقاء التهم والكذب، ولكن ان تجد كيان بحجم الكيان الصهيونى المدعوم انجلو امريكيا وغربيا ، ومن كل الجهات ، ان تجده يهتز وينفر من مجرد اطلاق احد الاشخاص اسم السابع من اكتوبر على مطعمه ، فلابد حينها ان تتأكد ان ماقاله الممثل العالمى هاكمان فى بدايات احداث طوفان الاقصى والرد الاسرائيلى الشرس وقتل الابرياء فى قطاع غزة؛  فقد قال حينها جملة سيخلدها التاريخ " هم يعرفون انهم زائلون وان نهايتهم اقتربت لذا فهم يخربون كل شىء " . 

ومن عجائب الاستياء الصهيونى الكبير على اسم المطعم،  ان تجد الاعلام الاسرائيلى يخصص برامجه وتصريحاته على ماوصفها بالفعلة الشنعاء وبانها انتهاك لدولة الكيان ويجب ان يزال اسم المطعم والا يسعى ايا كان ان يطلق هذا الاسم على اى مكان وزمان . هل تتخيل كيان يدعى انه لايقهر وانه مدعوم بالقطب الاوحد وبأنه رمز للديمقراطية فى منطقة يصفها بانها ابعد مايكون عن اللحاق به ؛ تخيل يزعجه اسم مطعم مأخوذ من تاريخ لن يمحى بمحو اسم المطعم لانه حفر فى ذاكرة الدنيا ؛ وتعاقب بعده احداث وتغيرات تصب كلها فيما ذكره الممثل الامريكى ومايقوله التاريخ بأن اليهود لاتطول لهم دولة لاكثر من ثمانين عاما . 

اترك هذا الحدث والحادث جانبا وتعالى الى الحدث الاعظم والذى اكد مدى تغلغل اللوبى الصهيونى فى صناعة كافة القرارات ؛ فمحكمة العدل الدولية هى نفس المحكمة التى طالبت روسيا بوقف حربها ضد اوكرانيا مع ان روسيا لم ترتكب واحد فى المليون مما ارتكبته قوات الاحتلال الاسرائيلى فى غزة على مدار مايقرب من اربعة اشهر ؛ ومع ذلك لم تطلب هذه المحكمة الدولية نفس الشىء من اسرائيل ، بل جاءت بمطالبات اشبه مايكون بما كانت تفعله الام مع ابنها المشاكس عندما يشكو منه جاره فتقول الام " مش هخليه يعمل كده تانى ، ده انا هعمل فيه واسوى بس انت متزعلش ؛ عندى انا ديه ". 

مافعلته المحكمة الدولية جاء من قبيل ذر الرماد فى العيون ، وايضا من منطلق "مش أحسن من رفض الدعوة من الاساس "، مما جعل احد المحللين السياسيين الاوربيين يصفها بمحكمة العدس الدولية ويبرهن على ذلك بقصة تاريخية تقول احداثها انه فى الحرب العالمية الثانية وخلال احكام الحلفاء قبضتهم على منافذ ومخارج دول المحور كان هناك قاضى وكل اليه مراقبة حدود منطقته،  وكان هذا القاضى محبا لمحصول العدس بدرجة مبالغ فيها ؛ فكان من يريد الهروب من جحيم المحور الى الحلفاء يعطى للقاضى مايختزنه من العدس لدرجة انه سمى قاضى العدس ومحكمته بمحكمة العدس ، ناهيك عن هذه المفارقات واستعرض معى ردة دولة الاحتلال على قرارات المحكمة الدولية فتجدها على الرغم من انها لم ترقى لطلب وقف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة؛  الا ان قادة الاحتلال كلهم انتقدوا ،وشجبوا ، ورفضوا ، وادانوا هذه المحكمة وقراراتها ووصفوها بالمعادية للسامية ، والكيان الصهيونى المدافع عن حقه ، وعن الدفاع عن امنه المزعوم ؛ بل ان احد الوزراء طالب الداعمين لاهل غزة بأن يأخذوهم عندهم فى بلادهم،  وهو الذى رد عليه النشطاء بان يفعل من يدعموا اسرائيل بالمثل وينتهى هذا الكابوس .. ولم ينتهى الصهاينة بهذة التصريحات بل امتدت لاتهام دول مجاورة وحكومات بالضلوع فى اشياء ومخالفات فى محاولة من الصهاينة لتعميق سياسة من أنت بهم الى منطقة الشرق الاوسط وزرعتهم فيها زرعا المملكة المتحدة صاحبة سياسة ""فرق تسد "" الكيان لايتوقف لثانية عن القاء بذور الكذب فى كل مكان على امل ان تنبت وتطرح وتظلل اهدافهم وتحميهم من الانهيار والزوال …

نحن امام كيان متغطرس مدعوم بقوة متناهية الغطرسة محاط بوهن وصمت دولى وبعض منه عربى ، ولكن رغم كل هذا فأنا مع ماقاله هاكمان بأنهم على يقين بقرب زوالهم ولذا فهم ينهون أنفسهم بايديهم..