الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

لماذا رفض بوريس باسترناك جائزة نوبل ؟ ..تفاصيل تاريخية مدهشة

صدى البلد

يصادف اليوم ذكرى ميلاد الكاتب والشاعر الروسي بوريس باسترناك،  كان لباسترناك موقف تجاه جائزة نوبل للأدب، ففي أكتوبر عام 1958، قام باسترناك، مؤلف رواية "دكتور زيفاجو"، بإرسال برقية إلى الأكاديمية السويدية يعلن فيها عن قبوله للجائزة، لكن بعد أربعة أيام فقط، أرسل خطابًا آخر يرفض فيه استلام الجائزة.

باسترناك وجائزة نوبل

وفقًا لجائزة نوبل العالمية، باسترناك هو واحد من أربعة فائزين تم إجبارهم من قبل السلطات على رفض الجائزة، عندما قبل الجائزة في البداية، أعرب عن امتنانه واعتزازه وفخره، وعلى الرغم من رفضه لاحقًا للجائزة، فإن ذلك لم يؤثر على صحة الجائزة نفسها، ويظل باسترناك حائزًا على جائزة نوبل.

بوريس باسترناك

رواية "دكتور زيفاجو" أثارت جدلاً شديدًا وأدى إلى حظرها من قِبَل الاتحاد السوفيتي، ولكن تم نشرها في العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة. وبسبب هذه الرواية، حصل الكاتب على جائزة نوبل للآداب في عام 1958، على الرغم من عدم قدرته على تسلمها.

وُلد بوريس باسترناك في روسيا عام 1890، وكان في الأصل شاعرًا مشهورًا، ولكن خلال فترة الثورة الروسية، فُرضت رقابة صارمة على الفن والأدب الروسي بواسطة النظام الشيوعي. 

خلال تلك الفترة، عمل باسترناك كمترجم، وفي عام 1956 أكمل كتابة روايته الشهيرة "دكتور زيفاجو"، والتي تدور أحداثها في فترة الثورة الروسية والحرب العالمية الأولى، أثارت الرواية غضب المسؤولين السوفيتيين، وخاصة الزعيم نيكيتا خروتشوف، الذي اعتبر أن الرواية تجسد روحًا رومانسية في الطبقة الأرستقراطية الروسية قبل الثورة، متجاهلًا دور الفلاحين والعمال الذين قاتلوا ضد النظام القيصري، رفضت الصحافة السوفيتية الرسمية نشر الرواية، وتعرض باسترناك لانتقادات حادة. ومع ذلك أعرب باسترناك عن تأييده للجائزة في البداية ووافق على استلامها، ولكن بعد ذلك، تعرض لضغوط سياسية من السلطات السوفيتية، حيث تم تهديده بعواقب قانونية ومهنية إذا قبل الجائزة، كانت السلطات السوفيتية ترى أن منح الجائزة لباسترناك سيكون بمثابة إعتراف بالأدب الغربي وتصدع في النظام الشيوعي.

بوريس باسترناك

بعد تلقيه للتهديدات، أرسل باسترناك خطابًا يرفض فيه استلام الجائزة، في الخطاب، أوضح أن قبول الجائزة سيتسبب في تفاقم المشاكل والضغوط عليه وعلى عائلته. وكتب أيضًا أنه لا يريد أن يكون سببًا في تفاقم الصراع السياسي والأدبي في بلاده. وعلى الرغم من رفضه استلام الجائزة، فإن ذلك لم يؤثر على قيمة ومكانة الجائزة نفسها.

بعد رفضه للجائزة، تم مصادرة رواية "دكتور زيفاجو" في الاتحاد السوفيتي وتم حظر نشرها حتى عام 1987، وفي عام 1988، تم نشر الرواية رسميًا في روسيا، وأصبحت من أهم الأعمال الأدبية في الأدب الروسي الحديث.

بوريس باسترناك توفي في عام 1960، ولكن إرثه الأدبي وموقفه الشجاع تجاه جائزة نوبل للأدب سيظل حاضرًا في التاريخ الأدبي.