الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
أحمــد صبـري

إبراهيم النجار يكتب: يوم الأرض الفلسطيني.. وحق العودة

صدى البلد

هي غزة، تعطي يوم الأرض، معناه الحقيقي. الأرض تقاتل مع أهلها، نري غزة، التي أرادها الاحتلال، غير قابلة للعيش تحول الركام إلي كمائن. غزة مدمرة بآلة العدوان، تحتضن المقاومين، تقاتل معهم وتحمي المجاهدين. 

في غزة خنادق وأنفاق، يخرج منها المقاومون يضربون ويعودون إلي قلب أرضهم. غزة الأرض تحطم سرديات الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. تبعث الأمل، تواجه حملات التيئيس والإحباط، وتزرع البطولات، علي الرغم من قساوة الدم والأكفان.

 في ذكري يوم الأرض طوفان يؤكد أن استرداد الأرض هو جوهر الصراع مع إسرائيل. طوفان يقاتل التهجير والاستيطان والتهويد، ويواجه التجويع والإبادة وأطنان قنابل الموت.
أوقفوا الحرب علي غزة، شعار تظاهرة يوم الأرض في الذكري الـ 48. وجع كبير يعتصر قلوب المتظاهرين. لكن حرب الإبادة في غزة تعيد إلي الأذهان ما عاناه الفلسطينيون عام 48، ومنه تعلموا الدرس.. البقاء. 

في عام 67، انتفض الفلسطينيون في الداخل ضد مصادرة أراضيهم في الجليل. دفعوا 6 شهداء ومئات الجرحى والمعتقلين. أفشلوا المخطط الإسرائيلي آنذاك. وعززوا نضالهم ضد سياسات إسرائيل. الذاكرة لا تهزم. يراهن الفلسطينيون علي هذه القاعدة التي أثبتت جدارتها منذ النكبة، ويجددونها اليوم في يوم الأرض.
يوم الأرض، الذي خلده أبناء الجليل قبل نصف قرن، في مواجهة الزحف الاستيطاني. ليس ذكري يحييها الفلسطينيون في الثلاثين من مارس كل عام فحسب. إنما محطة زمنية ممتدة منذ النكبة حتى طوفان الأقصى. لم تكن ذكري يوم الأرض الفلسطيني، محصورا بالجليل المحتل، ولا كانت الأرض قضية حدود فحسب.

 فشعار الأرض والعودة، كان يتجاوز الحدود والأسلاك الشائكة الفاصلة بين فلسطين وأهلها. بعد نصف قرن علي هبة الجليل، تنفض الأرض كثيرا من الوقائع التي كرسها الاحتلال. هنا رمال غز المتحركة، تعجز جيش الاحتلال، عن تثبيت موطأ قدم في الشريط الساحلي، بعد أكثر من 5 أشهر من الحرب. عمليات فدائية واشتباكات مستمرة علي مختلف محاور القتال من الشمال إلي الجنوب، لم تكبحها حرب الإبادة والتجويع، ولا مخططات تهجير أبناء القطاع من الشمال إلي الجنوب، أو إلي خارج القطاع.