أصدر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحذيرًا صارخًا لدونالد ترامب المرشح للانتخابات الرئاسية الأمريكية، مشيرًا إلى أن الرئيس الأمريكي السابق يخاطر بأن يصبح "رئيسًا خاسرًا" إذا فاز في الانتخابات المقبلة وفرض اتفاق سلام ضار على أوكرانيا.
وشدد زيلينسكي على أن مثل هذه الخطوة ستعني نهاية الولايات المتحدة كزعيم عالمي.
وفي مقابلة مع صحيفة الجارديان البريطانية في كييف، كشف زيلينسكي أنه ليس لديه استراتيجية حتى الآن للتعامل مع رئاسة ترامب المحتملة. وذكر أن رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون تواصل معه نيابة عن ترامب.
كان ترامب أشار إلى أنه قد ينهي الحرب في أوكرانيا خلال "24 ساعة"، ومن المتوقع أن يقطع الدعم العسكري الأمريكي لأوكرانيا إذا فاز، وتشير التقارير إلى أن مساعدي ترامب درسوا خطة من شأنها التنازل عن المناطق الشرقية في أوكرانيا وشبه جزيرة القرم لروسيا.
ورفض زيلينسكي بشدة مثل هذه الأفكار، مشيرًا إلى أن الأوكرانيين لن يتسامحوا مع التخلي عن أراضيهم أو التخلي عن التكامل مع أوروبا وحلف شمال الأطلسي.
اعترف زيلينسكي بإمكانية أن يفرض ترامب المعاد انتخابه هزيمة عسكرية على أوكرانيا من خلال قطع الدعم وعقد صفقات مع حلفاء أوكرانيا لوقف شحنات الأسلحة. وأضاف أن "أوكرانيا عارية اليدين ومن دون أسلحة لن تكون قادرة على محاربة جيش يبلغ عدده ملايين (روسي)".
على الرغم من ذلك، يعتقد زيلينسكي أن مثل هذا السيناريو غير مرجح، لكنه حذر من أنه ستكون له تداعيات خطيرة على مكانة الولايات المتحدة العالمية وإرث ترامب. وقال إن بوتين سينتهك أي اتفاق يتم التوصل إليه بوساطة ترامب، ويستخدم وقف إطلاق النار كفخ لتحقيق المزيد من التقدم في نهاية المطاف، وبالتالي إذلال ترامب.
وقال زيلينسكي: "الأمر لا يتعلق به (ترامب) كشخص، بل يتعلق بمؤسسات الولايات المتحدة. ستصبح ضعيفة للغاية". وتوقع أن تفقد الولايات المتحدة نفوذها الدولي، مما يمهد الطريق أمام القادة الاستبداديين الآخرين لتبني مواقف عدوانية، مما قد يؤدي إلى كارثة عالمية و"حرب عالمية ثالثة حقيقية".
وذكر زيلينسكي أيضًا دعوة ترامب لزيارة أوكرانيا لرؤية الحرب مباشرة وفهم الوضع بشكل أفضل. وأشار إلى تفاعلات ترامب السابقة مع بوتين، مشيراً إلى أنه في حين أن ترامب قد يعرف بوتين من القمم الدبلوماسية، فإن فهمه يتطلب رؤية النتائج المدمرة لأفعاله في أوكرانيا.
وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي تواصل فيه كييف الضغط على الجمهوريين المؤيدين لترامب في الكونجرس لدعم مساعدات أوكرانيا، وتم إقرار حزمة المساعدات العسكرية البالغة قيمتها 61 مليار دولار أخيرا في أبريل بعد تأخير طويل.