أكدت صحيفة "الأهرام" أن منطقة القرن الإفريقي تعد إحدى الدوائر الرئيسية للأمن القومي المصري، ضمن الاهتمام المتصاعد الذي توليه مصر في دعم العلاقات بالدول الإفريقية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وأوضحت الصحيفة في افتتاحية عددها الصادر اليوم /الأحد/ تحت عنوان (مصر وأمن القرن الإفريقي)، أن هذا ما عكسته زيارة وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي ووزير الطيران المدني الدكتور سامح الحفني لدولتي جيبوتي والصومال، على رأس وفد من قيادات وزارات الخارجية والطيران المدني والتجارة والاستثمار، الأمر الذي يأتي احتفاء بأولى رحلات الناقل الوطني شركة مصر للطيران لتدشين خط الطيران المباشر بين الدول الثلاث في سياق توسيع نطاق التعاون في مختلف أنشطة النقل الجوي مع الأشقاء الأفارقة خاصة في مجالات التدريب وتبادل الخبرات، فضلا عن الارتقاء بمستوى التبادل التجاري، وتحقيق قدر أعلى من الترابط بين المستثمرين والقطاعات الاقتصادية بين الدول الثلاث.
وأشارت الصحيفة إلى استحواذ موضوع أمن البحر الأحمر وتأمين حرية الملاحة الدولية على اهتمام المباحثات المشتركة بين الدول الثلاث، والتصدي لتنامي ظاهرة الإرهاب والتطرف في ظل حدود رخوة غير مسيطر عليها من قبل الأجهزة الأمنية والجيوش النظامية، وأهمية استمرار التعاون بين مركز الوسطية الجيبوتي والأزهر الشريف في مواجهة الأفكار المتطرفة.
ونوهت "الأهرام" إلى أن التعاون بين مصر وجيبوتي والصومال لم يقتصر على القضايا الصلبة المرتبطة بالأمن والدفاع والطيران والملاحة بل يمتد ليشمل القضايا الناعمة التي تهم المجتمعات في هذه الدول، حيث تم بحث سبل تعزيز التعاون في مجالات عديدة كالصحة والكهرباء والطاقة الشمسية والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والتعليم، ومتابعة تنفيذ مشروعات التعاون القائمة في القطاع المصرفي، لاسيما افتتاح فرع لبنك مصر في مقديشو نهاية العام الحالي.
وذكرت الصحيفة أن المرحلة المقبلة ستشهد نقلة نوعية في اتجاه علاقات مصر بدول القرن الإفريقي لآفاق جديدة، على نحو يسهم في دعم الاستقرار بدول المنطقة من ناحية، ودعم الشعوب الإفريقية الشقيقة نحو تحقيق طموحاتها التنموية من ناحية أخرى، في ظل ما تمر به المنطقة من تحديات جسيمة، تتطلب توافق الرؤى وتكاتف التحرك لمواجهتها لاسيما في ظل صراعات داخلية حادة تشهدها دول محورية، وتحركات لجماعات الإجرام المنظم والقرصنة البحرية، وسعي القوى الدولية والإقليمية ذات الارتباط معها بمصالح عدة لتعزيز وجودها ومصالحها بما قد يضر بالمصالح المصرية، سواء تلك القائمة أو تلك التي نسعى لتشكيلها.