ما هي صيغة الاستغفار في تيسير الأمور المتعسرة؟؛ حيث يعد الاستغفار نوع من أنواع الدعاء، وحكمه في ذلك حكم الدعاء؛ فالمسلم وهو يستغفر يطلب من ربه -عز وجل- مغفرة ذنوبه، وكلما رافق ذلك الشعور بالانكسار والافتقار والتذلل بين يدي الله تعالى كلما كان أرجى لإجابة دعائه، لا سيما إذا تحرى مواطن الإجابة وأوقاتها.
ما هي صيغة الاستغفار في تيسير الأمور المتعسرة؟
جعل الله تعالى الاستغفار من صفات المتقين، كما أخبر سبحانه فى قوله جل وعلا: «وَسارِعُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّماواتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ» آل عمران: 133 إلى 135.
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كَلِمَتانِ خَفِيفَتانِ علَى اللِّسانِ، ثَقِيلَتانِ في المِيزانِ، حَبِيبَتانِ إلى الرَّحْمَنِ: سُبْحانَ اللَّهِ العَظِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وبِحَمْدِهِ). [أخرجه البخاري]
الباقيات الصالحات وهي قول: "سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر"، ويُمكن ذكرها معاً وتكرارها بنفس السبحة بشكلٍ متتالٍ، أو تُسبّح بالمسبحة بكلّ واحدةٍ منها بشكلٍ منفرد، فتقول: "سبحان الله" بالتتالي لمئة مرة أو ثلاث وثلاثين، ثمّ تحمد الله كذلك، والأمر في هذا واسع.
الاستغفار وللاستغفار صيغ عديدة، فيُمكنك الاستغفار بقول: "أستغفر الله العظيم"، أو "أستغفر الله العظيم وأتوب إليه"، أو "أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه"، ونحوه من أدعية الاستغفار.
لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، وإذا قلتها مئة مرة نِلت عظيم الأجر والثواب، فانظر إلى قول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: (مَن قالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، في يَومٍ مِائَةَ مَرَّةٍ؛ كَانَتْ له عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ له مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عنْه مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ له حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَومَهُ ذلكَ حتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ ممَّا جَاءَ به، إِلَّا أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِن ذلكَ). [أخرجه مسلم]
فضل الاستغفار في إجابة الدعاء
- الاستغفار سبب في نزول الغيث وبركة المال وإنبات النبات، قال تعالى: (فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا*ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا).
- سبب للإمداد بالقوة والمنعة، قال تعالى: (ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة إلى قوتكم ولا تتولوا مجرمين)
- نيل القرب من الله -تعالى- وكثرة التعلق به، فكلما انشغل المسلم بذكر الله زاد قربه منه.
- تفريج الكرب وانشراح الصدور، وذهاب الهموم والغموم.
- سبب في دخول جنات النعيم والتمتع بما أعد الله -تعالى- لأهلها.
- سبب في صفاء القلب ونقائه، والشعور بالراحة والطمأنينة.
- مكفر للذنوب؛ فالإكثار من الاستغفار والمداومة عليه من أسباب مغفرة صغائر الذنوب وكبائرها إن تحققت شروط التوبة أيضا، علما أن آراء العلماء قد اختلفت في هذا الأمر على النحو الآتي القول الأول (الشافعية): ذهبوا إلى القول بأن الاستغفار إن كان مقصد العبد فيه الانكسار والافتقار دون التوبة يكفر صغائر الذنوب لا كبائرها، القول الثاني (المالكية والحنفية والحنابلة): ذهبوا إلى القول بأن الاستغفار دون التوبة يكفر جميع الذنوب، فتشمل الكبائر والصغائر.
- سبب في دفع البلاء الذي قد يصيب العبد، وطريق لحل المشكلات التي تواجهه، والتغلب على الصعوبات التي تعترضه في حياته.
- سبب في استحقاق ونيل رحمة الله تعالى، قال تعالى: (قال يا قوم لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة لولا تستغفرون الله لعلكم ترحمون).
- سبب في تكفير الأخطاء التي قد تحصل في المجالس بسبب الحديث الذي يدور فيها، ولزوم الاستغفار بعد كل مجلس يكفر ما بدر منه من سوء.
- سبب في النجاة من النار، وفي المقابل نيل الدرجات الرفيعة في الجنان.