قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

د. هاني تمام يكتب: نعمة الجيش المصري

أ.د. هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر
أ.د. هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر

نعم الله علينا لا تُعد ولا تُحصى، ومن أجلِّ نعمه التي تستوجب علينا شكره عليها، نعمة الجيش المصري ورجاله الأوفياء الذين جعلهم الله سببًا في حفظ البلاد والعباد وسدًّا منيعًا أمام كيد المعتدين، فمن فضل الله وكرمه على مصر وأهلها أن اختصها بجيش عظيم قوي لا يعرف المستحيل ولا يفرط في أرضه وعرضه، جيش يتميز بالإيمان والقوة والصلابة والصبر والثبات وتحمل المشاق والتعلق بالله وأخذه بكل أسباب النصر وحسن التوكل على الله تعالى، فاستحق رجاله البواسل عن جدارة وصف سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: «أنهم خير أجناد الأرض» فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندًا كثيفًا، فذلك الجند خير ‌أجناد ‌الأرض"، فقال له أبو بكر: ولِمَ يا رسول الله؟ قال: "لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة"
وقد وفق الله الجيش المصري العظيم في السادس من أكتوبر سنة 1973م، بقهر عدوه الذي لا يقهر على حد زعمه، والانتصار عليه في ملحمة عظيمة سطرها التاريخ بحروف من نور، ذلكم اليوم الذي يبعث في قلوب المصريين المجد والفخر بجيشه العظيم، وفي نفس الوقت يحيي الحسرة والندم في قلوب أعدائنا، حيث وجه الجيش المصري لهم في هذا اليوم الميمون ضربة قوية قاسية أفقدته صوابه وهزت كيانه وكبرياءه، وكأني بسماء مصر وأرضها في هذا اليوم المبارك تنطق قول الله تعالى
(قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ )
وبالفعل قد شفى الله صدورنا بهذا النصر المؤزر على أيدي رجال قواتنا المسلحة البواسل الذين لا يعرفون الخوف ولا يهابون الموت في سبيل الله والحفاظ على هذا الوطن الغالي.
وهذا النصر العظيم من عند الله على أيدي أبطالنا البواسل ورجالنا الأشداء، أجبر العالم كله على احترام إرادة المصرين وجيشها العظيم، والتفكير ألف مرة قبل العدوان على هذا البلد الكريم وأهله مرة أخرى.
وفي هذا اليوم علمت الدنيا كلها قيمة الإنسان المصري الأصيل الذي لا يعرف المستحيل ولا يفرط في أرضه وعرضه، كما أكد هذا اليوم عقيدة الجيش المصري الراسخة، التى لم تكن في يوم من الأيام معتدية على غيرها ، وإنما تقف بالمرصاد والحزم والعزم والقوة أمام من يريد الاعتداء على أرض مصر الغالية.
ولا ننسى في هذا اليوم الميمون ما قدمه أبطالنا وشهداؤنا من فداء وتضحية ودم غال نفيس في سبيل تحقيق أمن هذا البلد واستقراره واسترجاع أراضيه والحفاظ عليها، فلهم منا كل التقدير والاحترام والدعاء بأن يجعلهم الله في زمرة الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا. ففي الحديث الشريف ( لا يشكرُ الله من لا يشكرُ الناس ) ، وهؤلاء هم خيرة الناس؛ لأنهم قدموا أرواحهم فداء لدينهم ووطنهم.
وينبغي أن تغرس هذه التضحيات الغالية فينا حب هذا البلد والانتماءَ إليه والمحافظةَ عليه ، فحب الوطن فطرة إنسانية فطر الله الخلق عليها، وإن حب الوطن يرتبط بحب الدين ارتباطا وثيقا فمن لا خير له في وطنه لا خير له في دينه.
وان أعداء الأمة قد وضعوا خطة محكمة للنيل من هذا البلد الكريم وأهله وما زالوا يرتبون ويخططون لهذا الأمر وهذا أمر يؤيده الواقع؛ لأن ما يتم تطبيقه من خطوات هدَّامة واحدة تلو الأخرى إنما تهدف إلى اختراق السياج الأمني والمجتمعي لهذا البلد الكريم والعمل على إقصائه وتدميره وتخريبه. وللأسف الشديد قد طُبِّقت هذه الخطوات بالفعل في بعض الدول ونجحت نجاحًا كبيرًا، وهذا النجاح هو ما أوحى لهؤلاء المخربين والمفسدين ومنَّاهم بإحراز مثل هذا النجاح في مصر المحروسة، ولكن فاتهم أن مصر بشعبها وجيشها العظيم لها طبيعة خاصة ومختلفة عن غيرها وهذه الطبيعة قد فطرها الله عليها منذ القدم، تلك الطبيعة التي جعلت كثيرًا من الدول الكبرى على مر التاريخ تَحِير في أمر مصر وشعبها، وبسبب هذه الطبيعة النادرة باءت كل المحاولات الخبيثة لهدم هذا البلد الكريم بالفشل بل عادت عليهم بالخزي والعار.
إن ما تمر به أمتنا العربية الآن من محن وشدائد يستدعي منا أن نقف خلف قواتنا المسلحة وجيشنا العظيم بكل قوة، وأن لا نسمح بالتطاول عليه أو المساس به، فالسلامة والأمان في أيام الفتن يكون باتباع الجيش المصري والتحصن به بعد الله تعالى، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، أن جيش مصر هو الآمن والأسلم وقت الفتن، فعَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " سَتَكُونُ فِتْنَةٌ أَسْلَمُ النَّاسِ فِيهَا - أَوْ قَالَ: لَخَيْرُ النَّاسِ فِيهَا - ‌الْجُنْدُ ‌الْغَرْبِيُّ" قال عمرو بن الحمق: فلذلك قدمت مصر.
والجند الغربي هم جيش مصر، فالحمد لله على نعمة الجيش المصري الذي شهد له سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
حفظ الله جيشنا العظيم ورجاله البواسل، وأبعد عن مصر كل مكروه وسوء، وأدام عليها نعمة الأمن والأمان.