قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

كشمير تشتعل بين الهند وباكستان .. التنين الصيني يراقب .. والحرب الثلاثية تدق الطبول

ضابط صيني واخر هندي على الحدود في كشمير
ضابط صيني واخر هندي على الحدود في كشمير
  • أكساي تشين: رقعة شطرنج في لعبة الأمم الكبرى
  • تحالف بكين-إسلام أباد: هل هو توازن ردع أم حلف صدام؟
  • الحدود الثلاثية: من يملك الشرارة الأولى للحرب؟

    في ظل التوترات المتصاعدة بين الهند وباكستان حول إقليم كشمير، تبرز الصين كلاعب ثالث يزداد نفوذه في المنطقة، ليس فقط من خلال التحالفات السياسية والاقتصادية، بل أيضًا عبر السيطرة الفعلية على جزء من الأراضي المتنازع عليها.

 تهيمن الصين، على منطقة “أكساي تشين” شمال كشمير، باتت في قلب المعادلة الجيوسياسية التي قد تشهد تطورًا دراماتيكيًا في حال تصاعد النزاع بين القوتين النوويتين، الهند وباكستان.

أكساي تشين.. بوابة صينية إلى كشمير
 

تقع منطقة أكساي تشين الاستراتيجية على مفترق طرق بين إقليم شينجيانغ ومنطقة التبت، وتبلغ مساحتها قرابة 38 ألف كيلومتر مربع. منذ خمسينيات القرن الماضي، تسيطر الصين على هذه المنطقة بعد أن بنت طريقًا يربط شينجيانغ بالتبت عبر أراضي كشمير، مما أثار استياء الهند واعتبرته انتهاكًا لسيادتها. 

هذه الخطوة أدت إلى اندلاع الحرب الصينية-الهندية عام 1962، التي انتهت بتكريس النفوذ الصيني في أكساي تشين.

و لا تزال الهند تعتبر المنطقة جزءًا من إقليم لاداخ، فيما تصر بكين على أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها، مستندة إلى خرائط حدودية بريطانية تعود للقرن التاسع عشر. 

هذه الخلافات الحدودية لم تُحل حتى اليوم، ما يبقي المنطقة على صفيح ساخن.

الصين.. حليف باكستان ومصدر قلق للهند
 

وبعيدًا عن السيطرة الجغرافية، تدعم الصين باكستان اقتصاديًا وعسكريًا، وتُعد شريكها الأقرب في مشروع "الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني" (CPEC)، الذي يمر عبر كشمير الخاضعة لسيطرة باكستان. 

المشروع الباكستاني الصيني الذي ترفضه الهند، يضع الصين في مواجهة غير مباشرة مع نيودلهي، التي ترى فيه تحديًا لسيادتها.

الحدودية العنيفة

وقد زادت هذه العلاقات المتشابكة من تعقيد النزاع، خاصة أن باكستان تراهن على دعم الصين في حال نشوب مواجهة كبرى مع الهند. 

وفي المقابل، تنظر الهند بعين القلق إلى التحركات الصينية، خصوصًا بعد الاشتباكات الحدودية العنيفة بين الجيشين الصيني والهندي في وادي غالوان عام 2020، التي أعادت للأذهان شبح الحرب الباردة الآسيوية.

احتمالية التدخل العسكري الصيني
 

ورغم أن بكين تفضل الحلول الدبلوماسية، إلا أن اشتداد التوترات قد يدفعها إلى التدخل العسكري لحماية مصالحها الحيوية في أكساي تشين، أو لضمان استقرار ممراتها التجارية واللوجستية. 

وألمحت تقارير أمنية هندية إلى تعزيز الصين لبنيتها التحتية العسكرية في المناطق الحدودية، مما يرفع من احتمال التصعيد.

كشمير بؤرة صراع مُعقّدة
 

وتبقى كشمير بؤرة صراع مُعقّدة، تتجاوز حدود الهند وباكستان لتشمل قوة عظمى مثل الصين. 

وفي ظل غياب أي تسوية سياسية حقيقية، فإن اندلاع نزاع ثلاثي الأطراف ليس أمرًا مستبعدًا. 

الهيمنة الصينية على كشمير

الهيمنة الصينية على أجزاء من كشمير ليست فقط مسألة سيادة، بل هي مؤشر على تحول عميق في موازين القوى في جنوب آسيا، قد تترتب عليه تداعيات إقليمية ودولية واسعة.

ويطرح هذا الواقع سؤالًا مصيريًا: هل يسهم الوجود الصيني في تحقيق توازن يحد من اندلاع نزاع شامل، أم أن تورطها المحتمل سيُشعل فتيل حرب إقليمية كبرى؟

من ناحية، يرى البعض أن الصين قد تشكل عامل "ردع مزدوج"، فهي تملك تأثيرًا مباشرًا على إسلام أباد، وعلاقات اقتصادية وعسكرية مهمة مع نيودلهي.

ردع مزدوج

 هذا الموقع يسمح لها بلعب دور الوسيط أو الكابح، خصوصًا أن بكين تستثمر مليارات الدولارات في مشاريع مثل "الممر الاقتصادي الصيني-الباكستاني" الذي يتطلب بيئة آمنة نسبيًا. 

وفي هذا السياق، قد يكون من مصلحة الصين تفادي التصعيد وحماية استقرار المنطقة بما يخدم أمنها الاقتصادي.

اندلاع مواجهة ثلاثية
 

لكن على الجانب الآخر، تثير التقديرات العسكرية الهندية مخاوف من أن الوجود العسكري الصيني في أكساي تشين، وتنامي النفوذ الصيني في باكستان، قد يُسرّع اندلاع مواجهة ثلاثية. 

اشتباكات حدودية سابقة، مثل تلك التي وقعت في وادي غالوان عام 2020، تُظهر هشاشة الوضع، وتُثبت أن أي شرارة قد تتحول إلى صراع شامل يهدد جنوب آسيا بأكملها.

في المحصلة، إن تورط الصين في نزاع كشمير ليس مجرد وجود عسكري أو تحالف سياسي، بل هو عنصر حاسم في معادلة أمنية معقدة. فإذا اختارت الصين أن تلعب دور "الضامن للاستقرار"، فقد تمنع الكارثة. أما إذا انجرت إلى المواجهة، فقد تكون مقدمة لحرب إقليمية لا يمكن التنبؤ بنتائجها.