أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، خلال احتفال أقيم في قصر الوطن بأبوظبي، عن إطلاق "المجمع الإماراتي-الأمريكي المتكامل للذكاء الاصطناعي"، والذي يُعد الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة.
وجاء الإعلان بحضور رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة تُبرز عمق الشراكة التكنولوجية بين البلدين.
وسيمتد المجمع الجديد على مساحة تبلغ عشرة أميال مربعة في إمارة أبوظبي، ومن المقرر أن يتم إنشاؤه بواسطة شركة G42 بالتعاون مع شركات أمريكية كبرى في مجال التكنولوجيا.
وتصل القدرة التشغيلية للمجمع إلى 5 جيجاواط، مخصصة لمراكز بيانات الذكاء الاصطناعي، بما يتيح تقديم خدمات حوسبة متقدمة وقليلة التأخير لما يقرب من نصف سكان العالم، الذين يعيشون ضمن نطاق 3200 كيلومتر من دولة الإمارات.
في بيانها الرسمي، أشادت الخارجية الأمريكية بدور الإمارات الريادي في مجال الذكاء الاصطناعي، مشيرة إلى أنها كانت أول دولة في العالم تعيّن وزيرًا للذكاء الاصطناعي على المستوى الاتحادي عام 2017، وأسست في 2019 "جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي"، كأول مؤسسة أكاديمية عالمية متخصصة في هذا المجال.
كما أطلقت استراتيجية وطنية شاملة للذكاء الاصطناعي في العام نفسه، تهدف إلى ترسيخ مكانتها كمركز عالمي للتقنيات المتقدمة.
ويعزز المجمع الجديد هذه الرؤية الطموحة من خلال إتاحة بنية تحتية ضخمة ومتكاملة للشركات الأمريكية العملاقة، ما يفتح المجال أمام استثمارات جديدة وتطبيقات موسعة للذكاء الاصطناعي في أسواق الجنوب العالمي، وخاصة في مجالات التعليم والرعاية الصحية والنقل والطاقة.
وشددت دولة الإمارات على التزامها الصارم بحماية تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي من أي إساءة استخدام، وأكدت تنفيذ مجموعة من التدابير الأمنية لضمان الرقابة والتحكم في الوصول إلى هذه التقنيات المتقدمة. كما سيتعاون الطرفان الإماراتي والأمريكي في تطوير وتعزيز بروتوكولات "اعرف عميلك" (KYC) لضمان تنظيم دقيق لاستخدام موارد الحوسبة، والتي ستُخصص حصريًا للشركات الأمريكية ومزودي الخدمات السحابية المعتمدين.