أفادت وكالات أنباء دولية، مساء اليوم السبت، أن إيران أطلقت موجة جديدة من الصواريخ الباليستية بعيدة المدى باتجاه أهداف داخل الأراضي الإسرائيلية. ووفقًا لما أوردته وكالة "رويترز" وعدد من وسائل الإعلام العبرية، فإن الدفاعات الجوية الإسرائيلية أُجبرت على الدخول في حالة استنفار قصوى، وسط توقعات بوصول دفعة إضافية من الصواريخ خلال دقائق.
وأفاد مراسل "القناة 12" الإسرائيلية أن نظام "القبة الحديدية" ونظام "السهم" تم تفعيلهما على نطاق واسع في أنحاء متفرقة من البلاد، بما في ذلك محيط تل أبيب، بئر السبع، ونهاريا، في محاولة لاعتراض الصواريخ القادمة من الأراضي الإيرانية. وقد تم رصد عدد من الصواريخ التي اخترقت المجال الجوي الإسرائيلي على ارتفاعات عالية، مما يشير إلى أنها من طرازات استراتيجية متقدمة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، في بيان مقتضب مساء اليوم، إن "إيران أطلقت رشقات صاروخية استهدفت مراكز عسكرية وصناعية في وسط إسرائيل، وبعض الصواريخ تم اعتراضها، فيما سقط عدد منها في مناطق غير مأهولة". كما حذر الجيش الإسرائيلي من أن "التهديد لا يزال قائماً، وننصح السكان بالبقاء في الملاجئ لحين صدور تعليمات أخرى".
وفي طهران، أعلنت وسائل إعلام رسمية، من بينها وكالة "تسنيم" و"فارس"، أن الضربة الصاروخية الجديدة تأتي ضمن "مرحلة ثانية" من عملية الرد الاستراتيجي على الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة التي طالت مواقع عسكرية وعلماء داخل إيران. وأضافت التقارير أن "الدفعة الثانية من الصواريخ ستصل تباعًا خلال الدقائق القادمة، وتستهدف مواقع حساسة في العمق الإسرائيلي"، دون تقديم تفاصيل إضافية.
ويأتي هذا التصعيد بعد يومين فقط من العملية العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت منشآت نووية ومراكز قيادية تابعة للحرس الثوري الإيراني، وهي العملية التي وصفتها إسرائيل بأنها ضمن استراتيجية "كسر التمركز الإيراني الإقليمي"، فيما اعتبرتها طهران "إعلان حرب مباشر".
من جهتها، دعت الولايات المتحدة إلى "ضبط النفس وتجنب الانزلاق إلى حرب شاملة"، بينما أصدرت روسيا والصين تحذيرات من "عواقب إقليمية كارثية إذا لم يتم احتواء التصعيد بين الجانبين".
في الوقت الراهن، يبقى المجال مفتوحًا على كافة السيناريوهات، وسط مخاوف من أن يتحول هذا التصعيد إلى مواجهة مفتوحة تشمل أطرافًا إقليمية أخرى، خاصة في ظل التوترات الممتدة على أكثر من جبهة في الشرق الأوسط.