قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

أرواح منسية.. عمال مصانع الطوب بين لهيب المداخن واستغلال أصحابها | من يحميهم؟

مصانع الطوب
مصانع الطوب

ليلة حزينة عاشتها الآسر في مراكز جنوب الجيزة، أمس الأحد، عقب سقوط وانهيار مدخنة مصنع للطوب في منطقة عرب أبو ساعد التابعة لمركز الصف في محافظة الجيزة، والذي أسفر عن استشهاد 4 عمال وإصابة 6 آخرين.

انهيار مدخنة المصنع البالغ طولها حوالي 60 متراً، تسببت في زلزال بالمنطقة وموجة ترابية في كافة الأرجاء، ليس ذلك فحسب ولكن تصادف تواجد مجموعة من العمال أسفلها لطبيعة عملهم، واستمرت جهود إنقاذ العمال لعدة ساعات من أجل إزالة حطام المدخنة والوصول للعمال شهداء لقمة العيش.

واقعة مصنع الصف، دقت ناقوس الخطر لهؤلاء العمال الذين يعملون دون توفير بيئة عمل مناسبة داخل هذه المصانع، ودون توفير أدنى إجراءات الأمن السلامة وبعض التدابير لضمان سلامة الأفراد والمنشآت والممتلكات من خلال الوقاية من المخاطر والحوادث المحتملة، ليس ذلك فحسب بل ليس لهم عقود عمل تحميهم من بطش أصحاب المصانع.

يصف أحد العمال حاله بنبرة صوت حزينة ومشاعر مكتومة من الآلم والحسرة عن وضعه رافضاً ذكر اسمه قائلاً، “شغال باليومية وغير مؤمن عليا لا صحي ولا إجتماعي، وعند مرض أو إصابته بأي شيء يقعد فى البيت لحد ما ربنا يقومه بالسلامة”.

وأضاف العامل، “معظم العمال في مصانع الطوب سنها 35 عام، والجميع مصاب بإنحناء الظهر، وكثير مننا يتعرض لوقائع غريبة من الإصابات بسبب خطورة العمل في هذه المصانع، فهناك من سقط وسط النيران أثناء العمل، وهناك من سقط فى ماكينة خاصة تسمى الكسارة لقيامها بتكسير الطوب ومن يسقط فيها يفرم في التو والحال”.

تساؤلات كثيرة مشروعة وعلامات استفهام كبيرة تحيط بوضع هؤلاء العمال المهمشين وكأنهم سقطوا من الحسابات، ولا يسأل عنهم أحد، ويعيشون في ظروف صعبة ومخاطر أصعب

هل جميع العاملين في مصانع الطوب لديهم عقود عمل رسمية؟، هل يتمتعون بحقوق التأمين؟، هل يتم إجراء فحوصات دورية لسلامة المنشآت والمداخن؟، وهل توجد وسائل وقاية كافية داخل مواقع العمل تضمن الحد الأدنى من الأمان؟

هذه التساؤلات لا تهدف إلى توجيه اللوم أو التقصير، ولكنها تطرق الباب قبل فوات الآوان لتنظيم هذا القطاع الهام والقديم، ويعمل به الآلاف من المواطنين، وخاصة في المناطق الريفية.

وكلف المهندس عادل النجار محافظ الجيزة، كلًّا من مدير مديرية التضامن الاجتماعي ورئيس مركز ومدينة الصف بسرعة التوجه إلى موقع الحادث، لحصر الخسائر وتقديم أوجه الدعم اللازمة للأسر المتضررة.
وشدد المحافظ على أهمية صرف التعويضات العاجلة (الإغاثة) للمصابين وأسر المتوفين، وفقًا لما تقرره اللوائح المنظمة، إلى جانب تقديم كافة أوجه الرعاية الاجتماعية والإنسانية للضحايا وذويهم بالتنسيق الكامل مع الجهات المعنية.

وتم الدفع على الفور بلجنة الإغاثة التابعة لمديرية التضامن الاجتماعي إلى موقع الحادث، بالتعاون مع مجلس مدينة الصف ومديرية الصحة، وذلك لحصر أعداد المصابين والمتوفين، واستيفاء المستندات المطلوبة لصرف المساعدات المقررة.

وتقدم المهندس عادل النجار محافظ الجيزة بخالص العزاء والمواساة لأسر الضحايا، داعيًا الله أن يتغمد المتوفين بواسع رحمته، وأن يمنّ على المصابين بالشفاء العاجل، مؤكدًا استمرار متابعة الأجهزة التنفيذية للموقف لحين تقديم كامل الدعم والرعاية للأسر المتضررة.