قناة صدى البلد البلد سبورت صدى البلد جامعات صدى البلد عقارات Sada Elbalad english
english EN
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل
الإشراف العام
إلهام أبو الفتح
رئيس التحرير
طه جبريل

زلّة لسان تثير العاصفة: سفيرة واشنطن تتهم إسرائيل بـ"الفوضى والإرهاب" | فيديو

سفيرة الولايات المتحدة بالإنابة لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا
سفيرة الولايات المتحدة بالإنابة لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا

وقعت سفيرة الولايات المتحدة بالإنابة لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، في ما وصفه مراقبون بـ"الزلّة الفريودية"، حين قالت إن "حكومة إسرائيل تنشر الفوضى والرعب"، قبل أن تتدارك عبارتها بسرعة وتوضح بأنها كانت تقصد "حكومة إيران".

الحدث وقع خلال جلسة طارئة لـ مجلس الأمن الدولي بتاريخ 20 يونيو 2025، عُقدت على خلفية التصعيد العسكري المتسارع بين إسرائيل وإيران. وقد حازت الكلمة التي ألقتها شيا اهتماماً لافتاً، ليس فقط بسبب مضمونها، بل بسبب تلك اللحظة التي لفتت انتباه الصحفيين والمراقبين الدوليين، عندما نطقت بعبارة قد تُفهم، رغم تصحيحها، كمؤشر على مواقف دفينة أو انتقادات مكتومة.

المشهد كان دقيقاً، في جلسة يشوبها التوتر، تبادل الاتهامات، تصاعد المخاوف من حرب إقليمية شاملة، وأمام هذا المناخ، جاء الخطأ اللغوي في وقت غير مناسب إطلاقاً. 

فبينما كانت “شيا” تهاجم إيران وتتهمها بتقويض استقرار المنطقة ودعم الإرهاب، انزلقت لسانها، لتصيب حليفة بلادها الأقرب – إسرائيل – بنفس التهم، ما شكل ارتباكاً في أروقة الجلسة، قبل أن تُسارع لتوضيح أنها "كانت تقصد إيران، دون سواها".

هذا الخطأ، رغم تصحيحه، فتح الباب أمام سلسلة من التحليلات والتعليقات. فقد رآه البعض زلّة عابرة في سياق خطاب متوتر، بينما اعتبره آخرون دليلاً على تململ داخلي غير معلن داخل الإدارة الأمريكية من سياسات إسرائيل، أو على الأقل، على ارتباك في الخطاب الأمريكي حينما يتعلق الأمر بتوصيف دور الحلفاء والخصوم في المنطقة.

انتشر المقطع للواقعة على وسائل التواصل الاجتماعي، كالنار في الهشيم. وانقسمت ردود الفعل بين ساخرين وجدوا في الزلة "حقيقة خرجت دون قصد"، وبين متعاطفين يرون أن مثل هذه الأخطاء لا تعني شيئاً إن لم تقترن بتغيّر فعلي في المواقف والسياسات.

أما على الصعيد الرسمي، فقد سارعت الولايات المتحدة إلى التأكيد أن الدعم لإسرائيل "ثابت لا يتزعزع"، وأن تصريحات السفيرة شيا تم تصحيحها فوراً، ولا تعكس أي تحوّل في النهج الأميركي. بل إن واشنطن أعادت التشديد على أن إيران، لا غيرها، هي مصدر "الفوضى والإرهاب" في الشرق الأوسط، خاصة عبر دعمها للجماعات المسلحة في لبنان واليمن والعراق، وفق ما ورد في كلمات المندوب الأميركي.

من جانب آخر، استغلت طهران الحادثة إعلامياً، إذ اعتبرت بعض وسائل الإعلام الإيرانية أن ما جرى هو "اعتراف غير مباشر" بالدور الإسرائيلي في زعزعة الاستقرار، حتى وإن جاء عبر زلّة لسان.

وتكشف الحادثة عن عمق الحساسية التي تحيط بالكلمات في العلاقات الدولية، خاصة حينما تصدر من دبلوماسيين يمثلون قوة عظمى مثل الولايات المتحدة. كما تُبرز كيف يمكن لعبارة واحدة، ولو قيلت بالخطأ، أن تهزّ الخطاب السياسي، وتُغذّي الجدل في ساحة متخمة بالتوترات.

وتبقى "زلّة" شيا شاهدًا على أن الدبلوماسية ليست فقط فنّ الإقناع، بل أيضاً فنّ الدقّة، حيث قد تختصر كلمة واحدة موقفًا كاملاً، أو تكشف، ولو للحظة، ما لا يُقال صراحة.